أضيف بتاريخ: 13 - 02 - 2017
أضيف بتاريخ: 13 - 02 - 2017
في قمة العدوان الإرهابي على الجمهورية العربية السورية، لم تسقط سوريا ولم يتخلى عنها حلفاؤها الداعمون بالأموال والأسلحة وبالمواد الأساسية أو مواد الصمود كما يسميها المسؤولون السوريون، الغذائية والطبية والطاقية. وأكثر من ذلك، حاربت بكل شراسة وبكل الوسائل تدمير عملتها وتعديل سعر صرف الليرة السورية كل مرة. ومع تصاعد أكبر الأسلحة الإرهابية وهو أزمة المياه والكهرباء الخانقة التي فرضت كل ألوان المآسي على الشعب السوري، صعدت الدولة السورية مقاومتها الإرهاب وفك الحصار والعزل والتهجير والاستخدام كدروع بشرية، عن السوريين وتواصل جهدها العظيم. ورغم وفوق ذلك كله، حافظت على نفس سياساتها السيادية التي بسببها فرضت عليها الحرب الإرهابية الاستعمارية أو الحرب الإستراتيجية الشاملة. فلا سرقة النفط ولا القطن ولا القمح ولا رؤوس الأموال ولاتخريب الزراعة والصناعة والتجارة وحركة النقل البري والملاحة البحرية والجوية، غيرت شيئا من ثوابت السياسة الإقتصادية السورية المستقرة منذ عقود.
في قمة العدوان الإرهابي هذه تتمسك سوريا بتعهداتها في المشاريع المشتركة التي شنت من أجلها هذه الحرب مع كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي والصين الشعبية تباعا، المشاريع الطاقية الكبرى على وجه الخصوص والمشاريع الحديثة التي تم الإتفاق عليها في الأشهر الأخيرة على كل المستويات وفي كل القطاعات. وبذلك تكون سوريا قد قطعت شوطا كبيرا، إلى جانب عودة الدورة الإقتصادية بسواعد السوريين، في إعادة الإعمار والانماء والتطوير. ولذلك رسخت مفهوم الإقتصاد المقاوم بما هو أبعد من إقتصاد الحرب والحصار وماهو أبعد من الإقتصاد الاكتفائي البحت إلى الإقتصاد الوطني الذاتي المقاوم المنتج المستقل السيادي والتشاركي الإستراتيجي مع الحلفاء.
تجلى ذلك بأكثر وضوح في آخر تصريحات الرئيس بشار الأسد مع وسائل إعلام محلية ودولية أكثر من مرة، وفي تصريحات وزير الإقتصاد الدكتور أديب الميالة الذي أكد بإختصار على ثمانية أسس هي على التوالي:
1- الإستثمار المباشر من الدولة
2- الإستثمار المباشر عن طريق الحلفاء
-3 مزيد التخلي عن توريد الكماليات
4- تنويع الإقتصاد الذاتي
5- محاربة الفساد في كل المجالات
6- إنجاز الخطط الاقتصادية السورية دون اللجوء إلى التداين الخارجي
7- عدم القبول بمساهمة دول العدوان القريبة والبعيدة في مشاريع إعادة الإعمار
8- القبول ببعض الشركات الأجنبية الراغبة شرط إعتذار دولها للحكومة والشعب السوري وقبول الشعب السوري بذلك وبالشروط السياسية والإقتصادية للدولة السورية
وعليه، سوف تقضي سوريا على كل بؤر الإرهاب ومعسكرات العدوان الإرهابي وأوهام عصابات المرتزقة في الدويلات وفي الإمارات وفي غير ذلك من إستراتيجيات وتكتيكات الإستعمار، وسوف تتحول مع مرور الوقت بالنموذج الذي بنته والذي تسعى إليه أكثر فأكثر إلى دولة نووية إقليمية بما فيها وما لديها من مشاريع تنقلها بالفعل إلى هذا المستوى الذي سوف نلحظ مؤشراته الأولى الفارقة في عشرية واحدة.
صلاح الداودي