عين على ليبيا: أهم نقاط تمركز داعش الإرهابي الحالية

أضيف بتاريخ: 12 - 02 - 2017

رغم الضربة الموجعة التي تلقاها تنظيم داعش المتطرف في مدينة سرت من جانب قوات البنيان المرصوص التابعة أو المتحالفة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج من جانب، وقوات المشير خليفة حفتر التي تمثل الجيش الليبي من جانب آخر، إلا أن التنظيم يبدو أنه قادر على إعادة إحياء نفسه من جديد والاستفادة من حالة عدم الاستقرار في ليبيا وتضعضع مفهوم الدولة الحديثة فيها.

حيث قال مسؤولون أمنيون إن متشددي تنظيم داعش إنتقلوا إلى وديان صحراوية وتلال تقع جنوب شرقي طرابلس مع سعيهم لاستغلال الانقسامات السياسية في ليبيا بعد هزيمتهم في معقلهم السابق في سرت.

وأضاف المسؤولون أن المتشددين الذين يعتقد أن عددهم يصل إلى العديد من المئات ويوصفون بأنهم “بقايا” داعش في ليبيا يحاولون إشاعة الفوضى من خلال قطع إمدادات الكهرباء والماء ويحاولون تحديد المجتمعات المحلية التي قد تتجاوب مع أفكارهم.
وتتم مراقبتهم من خلال الإستطلاع الجوي وجمع معلومات على الأرض. إلا أن مسؤولين ليبيين قالوا إن إستهدافهم ليس بالمهمة السهلة دون وجود قوة جوية متقدمة.

ولفترة زادت عن العام سيطر داعش على سرت بالكامل وجعلها قاعدته الأولى في شمال أفريقيا لكن بحلول ديسمبر الماضي أجبر على الخروج من المدينة بعد حملة عسكرية إستمرت ستة أشهر. وفقد التنظيم المتشدد الكثير من مقاتليه في معركة سرت ولا يسيطر حاليا على أراض في ليبيا لكنّ متشددين هاربين وخلايا نائمة يعتبرون مصدر تهديد في البلاد الممزقة بشدة والتي يغيب فيها حكم القانون إلى حد بعيد منذ قصفها بطيران الناتو في 2011، في سياق دعم المتمردين على حكم معمر القذافي.

وقال إسماعيل شكري أحد القيادات في مصراتة إن التهديد يتركز في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من الشريط الساحلي بين مصراتة وطرابلس وهي منطقة تلتف حول محيط مدينة بني وليد وصولا إلى الصحراء الواقعة جنوبي سرت. وأضاف أن مجموعة من المتشددين مؤلفة مما يتراوح بين 60 إلى 80 مقاتلا تنشط حول قرزة التي تبعد 170 كيلومترا غربي سرت بينما توجد مجموعة أخرى قوامها نحو 100 متشدد حول حقلي زلة ومبروك النفطيين الواقعين على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي سرت وهناك تقارير عن مجموعة ثالثة موجودة في العوينات قرب الحدود مع الجزائر.

وبعض هؤلاء المقاتلين كانوا خارج سرت قبل بدء حملة العام الماضي وفرّ البعض الآخر خلال المعركة في حين وصل آخرون من شرق ليبيا حيث هزموا .

وقال شكري وهو يشير إلى صور بالأقمار الصناعية تظهر مناطق صخرية شديدة الانحدار وممرات رملية جنوب غربي سرت “هذه المنطقة صعبة جدا وبالتالي فهي صعبة على قواتنا للتعامل معهم… الحل الوحيد للقضاء عليهم في هذه المنطقة هو من خلال الضربات الجوية”.

وقال مصدر آخر، أن المراقبة أكدت وجود عدد كبير من الأفراد يعدون لأمر جديد في تلك المنطقة ويجهزون استراتيجية للتوجه إلى مناطق جديدة. وأشار إلى أن المنطقة شملت مناطق ريفية قرب مدينتي الخمس وزليتن الساحليتين بين مصراتة وطرابلس ومناطق حول مدينة سبها في جنوب البلاد. وقال إن مقاتلي الدولة الإسلامية تلقوا مساعدة لوجستية من المدنيين ودفعوا لآخرين لمساعدتهم على قطع إمدادات المياه والكهرباء بما في ذلك تخريب خط يوصل المياه إلى طرابلس ومهاجمة البنية التحتية لشبكة الكهرباء قرب مدينة سبها الجنوبية التي شهدت إنقطاعات مطولة في الكهرباء في الأسابيع الماضية. وأضاف “داعش دمر أكثر من 150 كيلومترا من أبراج الكهرباء في الجنوب بين الجفرة وسبها. هذه الأفعال تزيد من الأزمة والإحباط في ليبيا كما أنها تعطي فرصة لعبّاد المال اللذين يمتهنون التهريب من خلال الحدود المفتوحة وكسب المال بشكل سهل من داعش”.
عن إيوان. خولة بوجنوي. منسقة المتابعات المغاربية.