قوة المقاومة تقفز على مستنقع الإنقسام وتسقط أمن العدو وتتجاوز منظومة التطبيع، كل كيان العدو ساقط أمنيا

أضيف بتاريخ: 14 - 05 - 2021

تبين بشكل قطعي ان وحدة الشعب والأرض والسلاح سياسة وهوية ومقاومة قد حققت بشكل مذهل ما لم يتصوره المسحوقون نفسيا والموالون للعدو. وتوضح جليا ان كل حرب الارادات بين المقاومة والكل الفلسطيني من ناحية والعدو الصهيوني من ناحية أخرى تدور حول مخطط للاحتلال بالسيطرة على القدس وخشيته من تحولها إلى أفق استراتيجي للمقاومة تكون فيه عاصمة موحدة وأبدىة تحت عنوان كل القدس لكل فلسطين وتكون القاطرة الأقوى التي تصنع محور فلسطين وتوسعه وتعمقه وتقود الوحدة والتحرير والعودة. ومن الواضح في هذه المرحلة من التطورات ومن تقدم الصراع أو الحرب بالأحرى، ان المقاومة تمكنت باقتدار كبير من تخطي وتجاوز كل الجراح وان وحدة المقاومة قفزت على مستنقع الانقسام وان قوة المقاومة أسقطت منظومة التطبيع وان بريق وجاذبية المقاومة وجدواها المستمرة أبدع ما يشبه الحركة المقدسية العربية والإسلامية والعالمية الإنسانية.

إن التطورات غير المسبوقة شعبيا وعسكريا نقلت الصراع مباشرة إلى ما يعرف بقضايا الحل النهائي التي حاولت صفقة القرن تصفيتها وهي القدس والحدود وعودة اللاجئين والمياه… الخ. ولقد بتنا أمام واقع آخر مختلف تماما ولا يقبل الاستسلام حول جملة هذه القضايا بل ويربط بينها وجوديا ويجعلها شرطا جامعا مانعا حديا وجذربا متحكما في الوضع الذي سوف تصبح عليه المعادلات بعد المعركة اذا توقفت. وبكلمة، نحن أمام قضية نستطيع أن نسميها قضية الوجود النهائي للاحتلال أو قضية الزوال.

وعلى الاختصار، يصبح مستقبل كيان العدو على المستوى الاستراتيجي والوجودي في مهب الريح، ولا يحتاج الأمر إلى تعزيز هذا الرأي بتصريحات قادة ومراكز دراسات وإعلام العدو ولا بما يتداول حول العالم ولا بدلالات ما يحدث الآن على الأرض. وفوق ذلك لا يملك العدو مفهوما للنصر رغم ادعاءات الخطط متعددة السنوات واستزراع الوحدات متعددة المهام والعمل العبثي اليائس على الحافزية القتالية وجهوزية الجبهة الداخلية والتحضيرات السابقة لهذه المعركة أي مناورات شهر الحرب وغير ذلك.

لقد بتنا أمام الحقيقة التالية: لن يكون هنالك أي وجود مستقبلي لما يعرف بالسلام الإقليمي ولما يعرف بإسرائيل الجديدة على مستوى الشرق الأوسط أو غرب آسيا أو الخليح والشمال الافريقي أو المغرب العربي. وإن العامل الأبرز المحدد في كل هذا الانقلاب لقواعد الاشتباك وميزان الردع لغير مصلحة الاحتلال وتابعيه ورعاته هو حصاره بالمقاومة من كل الجهات على انها تهديد كاسح لأركان كيانه المهزوز أصلا، إن على مستوى الاستفتاء الشعبي العام على المقاومة أو حتى الاستفتاء الداخلي العام على شكل الوجود المستقبلي إذا وقع. وبهذا المعنى المعزز جغرافيا وديمغرافيا وبالتاريخ والسياسة تتلاشى بدعة تقسيم القدس إلى شرقية وغربية وتتهاوى فكرة تقسيم فلسطين ويضمحل ما يعرف بحل دولتين اثنتين لشعبين اثنين أو حتى دولة واحدة لشعبين أو لشعب واحد وغير ذلك من اضغاث أوهام تقليدية ومتجددة. وانه صراع مفتوح على وجود لا يقبل القسمة على اثنين حتى نهايته وخروجهم إلى حيث أتوا.

ليس من المفيد في هذه اللحظات من التاريخ لا الاسهاب ولا الاطناب في التحليل وفي ترتيب الحجج وتنظيم الوقائع وكشف العوامل والظواهر والقدرات والعقائد التي تدعم هذه الرؤية أو تنفيها على اعتبار أمرين مهمين جدا: الأول رهان تحقق على حصول قناعة شاملة بأن العدو لا يفهم إلا بمنطق القوة والاقتناع التام بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، والثاني وفضلا عن مراكمة تحصيل القوة، كون هذا الواقع قابل للتحصين بل هو مسنود بقدرات القوة الثابتة الدائمة والمتصاعدة التي تمكنه من التحصين الإستراتيجي المتمثل أساسا في مزيد التطور المطرد لأساسيات قيام القوة وإقامة الحق واحقاق الأهداف الكبرى ضمن قرار محور باكمله اسمه محور المقاومة يرى في ذلك فرصة تحرر وتفوق على كل المستويات لتجاوز عشريات الحصار والحروب والخراب والإرهاب والعدوان ويده على الزناد بانتظار اشاره من المقاومة الفلسطينية.

ومهما تكن نتائج هذه الأيام من الحرب الشعبية التحريرية والمسلحة، نرى ان كيان العدو أصبح ساقطا أمنيا بالكامل وكل المسألة مسألة وقت وتعديل لموازين القوى واتخاذ قرار التنفيذ الذي انطلق فعلا وإن على نار مختلفة الدرجات حسب الظرف والمراحل.