تجار الفواجع وتحويل محاولة الإغتيال السياسي للبنان إلى ثورة سيادية إستراتيجية

أضيف بتاريخ: 09 - 08 - 2020

لقد أصبح النظر فيما بعد وأبعد من الفاجعة لا يقل أهمية عن الانفجار أو عن التفجير في حد ذاته. ولقد بانت سريعا مساعي تجار الفواجع الحثيثة في الداخل والخارج لإغتيال لبنان برمته سياسيا هذه المرة بتصعيد الفوضى الأمنية في وجه كل محاولات الإنقاذ الاقتصادي والاحتواء الوطني الشامل للمأساة الوطنية والإنسانية الشاملة وغير المسبوقة. غير أن أهل لبنان الحريصين على حفظ وجود البلد والشعب وتأمين مسؤوليته الداخلية وواجبه التاريخي والمصيري في وجه العدو المحتل صبروا وصمدوا في الأيام العصيبة الأولى لصدمة كبرى قد تحضر الإنسانية رويدا رويدا لصدمات أخرى قد يشهدها العالم إذا ما لم يتم ردع قوى العدوان المعولم عن سياسات التخريب العالمي المستمرة.

تتمثل المعادلة الكبرى المطروحة على لبنان الوحدة والمقاومة والتحرير في الأيام المقبلة في تحقيق توازن ناجع إيجابي وعملي بين منع ما سميناه الاغتيال السياسي للبنان ومنع المجرمين في الداخل وعلى الحدود من الافلات من العقاب ومن تحقيق أهدافهم الخبيثة الإرهابية. عدا ذلك سيتغير النظام السياسي والانتخابي عندما يحين الوقت والرؤية الوطنية الجامعة والوحدوية والسيادية والمقاومة المعروفة لدى قوى المقاومة بدءا بتغيير القانون الإنتخابي وحتى تغيير الإستراتيجية الدفاعية والسياسات الإقتصادية والتموقع النهائي التام في الشرق المقاوم.

نحن نعرف العدو جيدا وبنفس مقدار ما نعرف عن أنفسنا. ولكن معرفة العدو شيء ومعرفة أنفسنا شيء آخر. وأما الإهتمام بمهمة العمل ضد العدو فتغنينا عن تفاصيل العداء الداخلي برفعة أنفسنا.

إن حيفا هدف قديم وثابت ومحدد ولن يتغير. والمقاومة تستخدم في وجهة محددة ودقيقة. وإنه محكوم علينا أن نصل الماء بالماء: مياه بيروت بمياه فلسطين المحتلة. ونزيل كيان العدو من المتوسط.

نحن لا نرفع الرايات السوداء. ولن نرفع الراية البيضاء. سنرفع كل رايات البوصلة بكل ألوان الطيف وكل رايات النصر، والوحدة والمقاومة والتحرير. ولذلك فالصبر على الفتنة شيء والصبر على العدو الخارجي شيء آخر. غير أن اخماد الفتنة وردع العدو شيء واحد. سيخيبون جميعا ومجددا رغم الوجع الشديد والكلفة الباهضة، من الدم خاصة. وإن توحش العملاء لا مستقبل له.

وهنا نؤكد لبعض الصبيان المتوحشين جبنا وحقدا وعبودية ان أكثر من نصف أمن العالم بيد محور المقاومة وحلفائها في العالم من الصين إلى روسيا إلى أميركا الجنوبية ولولاه لكنتم كلكم عبيدا عند الاستعمار وأدواته، بشعوبكم ودولكم. فمن يمسك بأكثر من نصف أمن العالم معني بحياة الناس وكرامتهم وأعراضهم ومعيشتهم وكل حقوقهم الإنسانية في كل مكان. فالدماء تهون، والعدو لن يمر. ومصير كل المعارك بين أيادينا. ونحن بإذن الله سنحقق التوازن العالمي ونهب الكون، لا نصف الكون، أقصى ما يمكن للبشر من حق وعدل بقوة الحق واقتدار رجال الله ورجال الإنسانية جمعاء أينما كانوا.

إن بوصلة الأرض والإنسان والمقدسات لا تخيب ولن تخيب. وبوصلة السلاح المقدسة وحكمته وشدته لا تخيب ولن تخيب. فتحملوا التضحيات بالدماء ودعوهم. فلديكم عمل آخر ستقومون به. من بعد ذلك سيشاركون بخيبتهم في تقريب تحقيق أهدافنا الكبرى في الإتجاه شرقا وإزالة كيان العدو من الوجود لاحقا، أو معا وفي نفس الوقت أو جبهة جبهة أو على كل الجبهات اليوم أو غدا أو بعد وقت معدود وموعود.

أما لبعض غلاة الفوضى واللعب بمطالب الأبرياء القديمة فتقول لهم قولا واحدا:

إذا واصلتم على هذه الطريقة فإن ثورة لبنانية على الطريقة الإيرانية محدثة ومكبرة بكل قوى المقاومة الوحدوية ومصغرة حجما، ستقع. ولكن وقعها العظيم سيغير كل المنطقة ونهائيا. وسيتم وضع الأمريكان على ركبهم وهذا هو المعنى الرمزي والواقعي العظيم لعبارة “إيرانية” بمعنى السيطرة على أوكار أميركا وطرد الأمريكان كما وقع ذات يوم في إيران ومن ثم طردهم من كل المنطقة وهذا برنامج جار به العمل بطبعه وخاصة بعد إرتقاء الشهيد سليماني والشهيد المهندس ورفاقهما عدا عن كل تفاصيل برنامج محور المقاومة الأخرى.

وحتى إذا لم يكن تفجير بيروت استعراضا للناقمين وحجة وداع دموية للمهزومين، فستهزمون، ستهزمون.

اصلاح الداودي