هروب داعش إلى تدمر ماذا يعني، وهل يفتح مجالا لنقل إرهاب حلب إلى هناك؟

أضيف بتاريخ: 11 - 12 - 2016

لا يعني أبدا لا التفاوض على معركة حلب الصغرى ولا تغيير أي شيء في خارطة أهداف معركة حلب الإستراتيجية الكبرى.
كنا البارحة شرحنا معنى ومجال معركة حلب الإستراتيجية الكبرى الحيوي ورهاناتها قبل ان ننظر في الهجوم الإرهابي الداعشي على تدمر، وهي معركة أوسع بكثير بالمعنى العسكري والاستراتيجي من مجرد معركة حلب المدينة- الأحياء والريف أي المحافظة ككل بل أرياف حمص وحماه والقلمون وحدود الأردن والساحل السوري والجبهة الغربية والجبعة الجنوبية. كان هجوم تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي يهدف إلى:
1- الضغط على مفاوضات الربع ساعة الأخير لإحداث تغيير في خارطة التسوية المتعلقة بإخراج الإرهابيين من أحياء حلب كما تريد الدولة السورية بلا سلاح وتحت القصف وبالاستسلام وإلى ريف إدلب
2- إعادة نقطة من النقاط الرمزية المهمة حتى بالنسبة للروس الذين ساهموا في تحريرها إلى الوراء أي تدمر
3- إعادة الإنتشار والاستيطان في عدة نقاط أخرى لتشتيت وجهة ما بعد حلب
4- محاولة فرض معادلة توزيع قوى قبل معركة الرقة عاصمة داعش وهي معركة لا امل لهم فيها وهي مجرى تنازع ارادات وبحث عن تسويات وتسابق بين الأمريكان والاكراد والأتراك والدولة السورية. ثم إن داعش حشدت أصلا لتدمر من الرقة ودير الدور
مسار هذه المعركة فرض على الجيش العربي السوري إعادة الإنتشار لاستيعات الموجة الإرهابية التي شارك فيها مالا يقل عن 5000 مرتزق إرهابي واستخدمت فيها الدبابات والعربات المدرعة والصواريخ السامة بمادة الكلور الكيماوية والانغماسيين بالسيارات المفخخة والطائرات دون طيار الملغمة بالمتفجرات وطائرات الاستطلاع وقد أسقط الجيش العربي السوري ما أتى من السماء. إن عدة وعديد الإرهاب يعني قطعا أهمية الرهان وارتهان قرار هذه العصابات، ما فرض ضرورة إعادة الإنتشار تحضيرا لاستعادة مناطق تقدم داعش بالتمهيد السريع الناري الأرضي والمدفعي والجوي بالقاذفات ومن ثم الاقتحام وفي الوقت المطلوب لما تستدعيه المعركة وللحاجة للتعزيزات على جبهات أخرى منها أرياف حلب ومنها الزبداني والقلمون ومنها الجبهة الجنوبية والحدود الأردنية فلا الكيان الإسرائيلي يتفرج ولا أي ثغرة من أي حدود آمنة بالقدر الكافي ومحور الإرهاب يعلم جيدا أنه لا تراجع في قرار التحرير الشامل ومنع أو الحد أقصى ما يمكن من تذخير المرتزقة وتمريرهم وتامينهم.
تكبدت داعش عددا كبيرا من خسائر العتاد بتدمير عشرات الدبابات والعربات وقتل مئات الإرهابيين وستخسر كل ما لديها في قادم الساعات.
الجديد الآن هو:
1- ريف حلب: مدفعية الجيش السوري تستهدف مواقع المسلحين في حريتان وحيان بما يعني أن أهداف المعركة الكبرى لم تتغير بل الرسالة إنها تتقدم
2- قوات درع القلمون الفرقة الثالثة وصلت المحطة الرابعة بعد مطار التيفور باتجاه تعزيز جبهة تدمر ومنع الهجوم الداعشي من تحقيق أهدافه
3- تكثيف العمل العسكري فيما تبقى من حلب
4- تكثيف العمل واليقظة القصوى في دير الزور

كل هذا في التوقيت الحالي علاوة على رفض الشروط الإرهابية الأمريكية في حلب لإخراج الإرهابيين يرسخ واقع الحسم في حلب الصغرى وتسريع إحكام التقدم في المعركة الكبرى، فلا هم سيكسبون من حلب ولا هم سينالون الرقة ولا هم سيستوطنون لا في تدمر ولا في إدلب ولا السيطرة على أي مطار أو اوتوستراد.
صلاح الداودي