كورونا، هل هي حرب اصطناعية إرهابية معولمة أم فيروس ذاتي للانتحار الجماعي

أضيف بتاريخ: 14 - 03 - 2020

لا أحد يستطيع الجزم ان كورونا حرب اصطناعية معولمة قامت على تصنيع جرثومة وأطلقتها أو وفرت لها أسباب التكون وتركتها تنفجر في وجه البشر. ولا أحد يستطيع أن يجرد عقله تماما من تطور أدوات الحرب البيولوجية الجرثومية وإمكانية استخدامها فيما يجري وإن في الأثناء وليس بالضرورة في المنطلق مثلما جرى في الموجة الأولى فيما يسمى الربيع العربي، حتى أن البعض أصبح يسميها، ولو على سبيل المزاح، الربيع الكوروني العالمي.

صحيح ان وسائل الحرب الذكية والخبيثة أصبحت تغطي كل مجالات التنافس والصراع والحروب الاقتصادية والتكنولوجية وكل ما يتم عليه تجريب أشكال حروب المستقبل. وصحيح ان الحرب الاصطناعية الوبائية ليست مجرد أدب سينمائي متداول، لا ولا الإرهاب الاصطناعي البيوتكنولوجي الجيني والبيوجيني الذي تحارب بسلاحة الفتاك طغمة حكومة الشيطان المعولم التي تسيطر على المال والسلاح والإعلام وخطط الحرب والدمار وإبادة البشر بحكمها ولوبياتها وشركاتها وعوالمها السرية… الخ. غير أنه جلي ولا مجال للشك ان الذين وضعوا أنفسهم في أعلى هرم الإنسانية وسوقوا للعالم بقوة العدوان كل أنواع التخريب تحت عناوين الحرية وخير البشرية، يعبرون اليوم عن أقصى درجات الإرهاب النازي العنصري وعلى رأسهم ترامب. وعن أقصى مستويات غطرسة الحمق والجهل المقزز.

إن تطور استخدامات التحولات البيوتكنولوجية في إدارة كل انواع الحروب البديلة والمهجنة ومن كل أجيال الحرب، تجعل العالم مندهشا حقا أمام الدم البارد الذي يتم التعامل به مع كارثة إنسانية اسمها الفيروس التاجي كورفيد 19. ومنهم حتى من يتعامل مع الكارثة من منظور مجرد الايكولوجيا الحيوانية القديمة لا الأمن البيولوجي المتكامل المتعلق بصحة وحياة البشر. إلا أن هذا الاندهاش وما هو إلا تعبير عن ايمان البشر بعدم رغبة كبار متغطرسي العالم في القضاء على هذا الوباء العالمي، هو اندهاش متناقض لأنه لا يخرج عن ثقافة سكان العالم الراهن التي شكلتها بالقدر الأكبر عند الغالبية العظمى ثقافة السوق المعولمة. وعلى ذلك يسود شعور بأن الفيروس هو أيضا فيروس بشري، ففضلا عن كونه ينقل بالبشر، ترى الناس والدول في شبه حفلة انتحار ذاتي جماعي. وكل من أجل ذاته. وترى الناس يحاربون أنفسهم أكثر مما يحاربون كورونا.

ربما يكون قد أصبح من الواضح انه عندما يختار البشر الحرب على كورونا والانتصار في الحرب على كورونا وقتل كورونا بالضربة القاضية، سيختارون في نفس الوقت إسقاط امبراطورية رأس المال المعولم أو، في أقل تقدير، بداية تفكيكها. ولن يكون ذلك إلا بقطع كل أسباب الانتشار وأهمها وقف تنقل البشر تماما بين الدول في عموم القرية العالمية الموبوءة ووقف نقل العدوى والاكتفاء بمن أصيب ومن مات.

في الأثناء، الصين بصدد النجاح بالنظام الاجتماعي الصحي والتقاليد التقليدية الصحية وبالذكاء الاصطناعي وقوة الإمكانيات. وإيران ستنجح بقوة الإرادة والعقيدة وبفرض النظام عن طريق القوات المسلحة وتفاني الاستشهاديين في قطاع الصحة واجتهاد العلماء المضحين والقيادة السياسية المضحية.

بقية العالم ستقلد نسبيا لا أكثر أحد النموذجين لا أكثر في انتظار اجتماع كل أسباب السقوط لكل أنصار الرأسمالية المعولمة والتبعية والعنصرية والعبودية التي لا بد من أن نأخذ بها جميعا. وفي انتظار زوال نمط الليبرالية المتوحشة والزوال لاعداء الإنسانية جميعا.
صلاح الداودي.