هل التصويت الانتخابي لا الجبري فعل عقلاني؟ وكيف؟

أضيف بتاريخ: 30 - 08 - 2019

أولا على التونسيين الاعتراف بالحقيقة أمام أنفسهم والاعتراف بحقيقة الواقع ومن ثم الاختيار.

ما من دولة قامت وحكم قام وحضارة قامت وشعب قام ناجح أو فاشل إلا وكان على رأسه قادة “كبار” (لفظ حر التأويل):

١. مستبدون قتلة وجهلة محاطون بالعائلة وبفقهاء الظلم وبعسكر العدوان الداخلي أو الخارجي أو معا
٢. عادلون مناضلون مفكرون روحانيون محاطون بالشعب وباسلحة مقاومة.

من في الساحة التونسية أقرب إلى الواقع في هذه اللحظة يا ترى؟

ثانيا إذا كنت جادا لا تسأل أي سؤال ثم تقول الإجابة حمة مثلا (ونحن نراه الأجدر والوحيد) أو غيره حتى، هذه مجرد بروباغندا وان كانت في محلها. الباقي برنامج وبديل وهو جاهز.

ما يجب عليك فعله حقيقة هو الإجابة عن الأسئلة الصعبة التي يطرحها شعبنا علينا ويعتبرها حاجزا بيننا وتفكيك هذه الحواجز بالحقيقة، مع اننا نعلم وهو يعلم انه أولى إلقاء التهم على غيرنا لأنها ثبتت كلها على غيرنا هذا أو اغيارنا هؤلاء ولم يثبت علينا شيء بمثابة التهمة، غير اننا لم نجب على كل شيء ولم نقنع الناس في كل شيء.

ثالثا نقول لكم بكل صراحة:

لن يكون أي رئيس وأي حكومة شرعيا وشرعية بشكل شعبي حقيقي وعميق وناجح وواسع النطاق قناعة وعددا ووزنا الا بالإجابة المقنعة للغالبية حول:

١. سؤال السيادة: دولة سيادة عادلة ومقتدرة وهو سؤال مقاومة أكثر مما هو خضوع
٢. سؤال التكفير: دولة الإنسان الانساني العارف العالم الخادم للانسان المبدع لمفهوم الإنسانية.

رابعا لا تهربوا من السؤال الصعب ولا تهربوا من الإجابة اذا كنتم تدعون المسؤولية الوطنية وتدعون أحقية المشروع والقدرة على إيجاد الحلول.

التكفير الذي يمس كل من حكم وكل من عارض في موضوع مجلة الاحوال الشخصية وفي موضوع احكام الدستور الجديد والذي يمس كل من حكم في موضوع طريقة حكم الناس والمسؤولية عن حياتهم، اش يلزمو؟

هذا تامل في شكل عدة أسئلة:

التكفير، كم يلزمه من إيمان وكم يلزمه من تكفير. كم يلزمه من مؤمن وكم يلزمه من تكفيري. ماهو ايمان التكفيري وما هو ايمان غير التكفيري. هل التكفير موضوع إيماني وهل الإيمان موضوع كفر. ما دولة الإيمان وما دولة التكفير. ما الدولة المؤمنة وما الدولة الكافرة. هل يؤمن احدكم للتسليم بالإيمان ام للتسليم بالتكفير. هل المؤمن مؤمن لانه مؤمن ام لانه تكفيري. وهل يؤمن المؤمن لانه مؤمن ولأجل الإيمان ام لانه مكفر ولأجل التكفير. غالبية/أغلبية تكفيرية أم غالبية مؤمنة. (غالبية/أغلبية من لم يصوت اصلا وغالبية/أغلبية من صوت). أليست الاقلية الأقل حظا في السابق بما انها لم تحكم وبما انها لم تصنع الدستور وبما انها لم تصنع مجلة الاحوال الشخصية وبما انها لم تمارس اي مظلمة على حياة الناس، أليست هي الأقرب إلى البراءة والاوفر حظا أو الاحق بالحظ الوافر؟؟؟ هذا إذا كان الأمر تهمة أصلا.

والسؤال لا ينتهي وهو قمة الميتافيزياء وأصعب من سؤال الموت وملغوم بالتحليل على الحق.
إذا لم يجد احدكم إجابة مقنعة لنفسه اولا ولنا ولمصير الوطن والشعب على الأقل، لنقل في هذه المرحلة، فالأفضل أن يطلب إنهاء الدولة وإنهاء الانتخابات.
صلاح الداودي.