لماذا يفشل استبدال مركزية قضية التطبيع الارهابي مع العدو بمركزية برنامج الارهاب التكفيري؟ وجه واحد لعملتين مع فارق قيمة الصرف

أضيف بتاريخ: 28 - 06 - 2019

بداية، هذا الاستبدال مهمة ووظيفة وهدف قام ويقوم به الإرهاب في كل مرة ومنذ سنوات في المنطقة وفي تونس.

هذا الاستبدال هو في الأصل أيضا استبدال العدو الصهيوني بالعدو العربي ومنه الشعب التونسي. وفي الحقيقة التي لا تستحق بحثا، الكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد في العالم الذي يعتبرنا الأعداء ويرى انه يجب القضاء علينا.

كان يمكن أن نقول بأكثر بساطة ان الإرهاب التكفيري والإرهاب الصهيوني وجهان لعملة واحدة أو مركب الإرهاب الصهيو-تكفيري وجه واحد. وكان يمكن أن نقول بأكثر وضوح ان الإرهاب الصهيو-تكفيري لا يمكن أن يقلب الخائن ضحية: (ولا يصبح الخائن الموالي للصهاينة مجرد ضحية للإرهاب التكفيري لأنهما يشتغلان عند نفس المشغل ويتبادلان أدوار الإرهاب). كذلك الخائن الإرهابي الذي يعمل عند العدو لا يمكن أن يتحول إلى ضحية للدكتاتورية والفقر. واذن يكون تبييض التطبيع الصهيوني هو نفسه تبييض للإرهاب التكفيري.

ان ما يشغلنا هو التالي: أليس من البديهي ان تنطبق كل مقاربات مواجهة ومقاومة ومكافحة الإرهاب المركب على تفاصيل الإرهاب الخائن الغادر بوجهيه التكفيري والصهيوني؟
أليس من البديهي ان يكون المشغل الصهيوني للإرهاب التكفيري المجرم القاتل ذبحا وتفجيرا وتخريبا واغتيالا في كل المنطقة هو نفسه مشغل خلايا الارهاب التطبيعي المجرم القاتل ذبحا وتفجيرا واغتيالا؟

بالنتيجة البينة، لا أنصاف واشباه المعارك معارك ولا المعارك المقلوبة معارك. ولا إخفاء العدو حينا والاختباء عنده والتعاون معه حينا آخر مقاومة.

نحن لا يمكن أن نقول انه لا توجد تضحيات من أجل مقاومة الإرهاب ولا يوجد بذل للدماء من أجل مكافحته، لا. وإنما نقول بكل يقين ان مقاومة الإرهاب ليست ابدا هكذا ولا هذه مقاومة.

وبالمحصلة، الوظيفة التطبيعية للإرهاب متطابقة مع وظيفته التخريبية وتجار الدين وتجار التطبيع اخوان متطابقان في توأم الهمجيات.

صلاح الداودي