من السياحة اليهودية أو سياحة المعابد إلى سياحة تدمير العقائد أو السياحة الأمنية الصهيونية

أضيف بتاريخ: 11 - 06 - 2019

بعد مراجعة تقرير القناة 12 الصهيونية ورمزيات الصوت والصورة والكلمات والشخوص والمكان والزمان والذاكرة… وبعد مراجعة فيديوهات الوقفة الاحتجاجية أمام وكالة تونيزيا باي ترافل للسياحة الصهيونية قبل أسبوعين، وجدنا ان المؤشرات التي كانت تدلل على أن حدثا أمنيا خطيرا سيقع في تونس، -وهو ما وقع بالفعل في جولة الفريق الصهيوسياحي الذي تبين انه يغطي فريقا صهيو – امني وان كان يبدو أمنا سياحيا مدنيا أو فريق حرب ناعمة مباشرة-، مازالت قائمة ووجدنا ان ما سميناه وقتها “الهزة الأمنية العميقة” سوف تكون لها تداعيات أخرى.

بالمراجعة أيضا تبين ان تقرير المنظمة الصهيونية الأمريكية ايباك الذي ذكرناه سابقا أكثر من مرة والذي كان يؤشر يوم 14 فيفري الفارط إلى “جانب تعيين ديبلوماسيين في تونس”، طبعا ديبلوماسيين صهاينة، على ان أمثال كوشنير وغرينبلات وفريدمان…طليقي الأيادي في تونس وغير قابلين للمساس حتى الآن ونقصد رونيه الطرابلسي والفريق الذي ينتمي إليه. وهو ما يؤكد -بالمراجعة مرة أخرى- ما أشرف عليه السفير الأمريكي السابق روبنشتاين الذي دمر ما دمر في أفغانستان والعراق ولبنان والكويت والاردن… الخ، والذي حذرنا منه حال قدومه وخاصة ثبوت ضلوعه في تعيين الوزير سالف الذكر وضغطه على الكتل النيابية من أجل التصويت بقبوله كاستزارية صهيونية في الحكومة التونسية. هذا دون أن نتحدث عن السفير الفرنسي دارفور والسفير الأمريكي الحالي بلوم الذي جاء في أجواء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ودون الإشارة أيضا إلى الأدوار الإقليمية لأصدقاء الكيان.

يبدو في الأخير ان ثلاثي صفقة القرن الأمريكي – الصهيوني – الخليجي ضالع بنفس المخالب في بروفة ورشة سياحة الدماء مع نفس حكومة أدوات الإرهاب الصهيوني في تونس ونظيرتها في البحرين الواقعة تحت وصاية الكيان السعودي الوهابي الرديف لكيان العدو الصهيوني. ويبدو ان ورشة الدعاء بنجاح جنود الصهيونية وسط القافلة كانت مهمة أمنية ناجحة. ولسائل ان يسأل هنا ما معنى النجاح الأمني التونسي؟

مع ذلك، قطعان المهانة الحكومية في جحورها رابضة، ولن تخرج الا بما اقبح مما أتت جريمة أو تبريرا للجريمة. ومع ذلك أيضا، يواصل الإعلام التونسي، الا من رحم ربي، لعب دور الطابور الخامس الجديد لأدوات الارهاب الصهيوني في تونس، يواصل التجاهل والتغطية دون حياء. يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه.

هنا أيضا نسأل:
هل نمر مرة واحدة من ورشة اقتصادية إلى ورشة اقتتال أم إلى “ورشة قتال مشترك”؟
هل يمهد “إرث الرماد” الاستخباراتي الخاص بالاغتيالات إلى إرث نار مشتعلة؟
هل تتحول الحرب الناعمة من مجرد اختراق إلى تدمير للعقيدة الأمنية والعسكرية الوطنية والقومية؟
وهل نتحول نحن من سادة على أرضنا إلى رعايا تحت الحذاء الصهيوني كما لو كنا في مستوطنة للضم من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة؟
صلاح الداودي