“فلسطين جديدة” أم “إسرائيل جديدة” أم “شرق أوسط جديد”: لا عدوان بلا مواجهة أثناء وبعد الصفقة

أضيف بتاريخ: 07 - 05 - 2019

كنا نشرنا في 26 أكتوبر 2018 رأيا على موقع شبكة باب المغاربة تحت عنوان “حرب التطبيع والحرب على التطبيع: في ضرورة مواجهة صهيونية العصر وازلة إسرائيل الجديدة” وكنا ننظر إلى كيان العدو الصهيوني في مدار ما يسمى صفقة القرن على انه يعمل على صيغة جديدة ومحاولة لإخراج نفسه في ثوب ما سميناه إسرائيل جديدة وأخيرة وكان ذاك في تلك اللحظة التي كان فيها نتنياهو في سلطنة عمان.
نتابع إعلام العدو هذا اليوم فنجده بالفعل (صحيفة يسرائيل هيوم مثلا) يسوق لما يفترض أن تسميه صفقة القرن “فلسطين الجديدة”. ويسوق لعقوبات أمريكية على المقاومة الفلسطينية في حال رفضت الصفقة.
نتابع تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأخ زياد نخالة ونجد انه يؤكد على أن صهاينة صفقة القرن لا يريدون سوى نزع سلاح المقاومة وتثبيت احتلالهم للمغتصبات… والخ بقطع النظر عن باقي تفاصيل الصفقة. وبالتالي ترجيحه الكبير لفرضية قيام حرب هذا الصيف.
قبل فترة سمعنا من يتحدث عن حرب صهيونية على لبنان وتابعنا ردود حزب الله على تلك الترويجات والأهم ان كيان العدو غير قادر إطلاقا على الخروج بانتصار في أي معركة هو أصلا غير راغب فيها والدليل فشله في الأيام القليلة الفارطة أمام المقاومة الفلسطينية في غزة. غير أن سقوط صفقة القرن التي نعتبر انه بدأ حقا قد يقلب الأمور في واقع انهيار الردع وتغير قواعد الاشتباك مجددا وادراك الصهاينة ان قدرات وتصميم محور المقاومة يتعاظم وان أملهم في البقاء يتلاشى وان عامل الزمن ليس في صالحهم.
وبعيدا عن جدل التوقعات الأخيرة وخروج بعض السيناريوهات إلى التداول العلني، هنالك أيضا معطيات من أشهر، هي في نفس الوقت ترجيحات تؤكد احتمالية اندلاع حرب هذه الصاءفة تكون الجبهة السورية انطلاقا من القنيطرة اولا إحدى جبهاتها المتقدمة. في كل الأحوال، مؤكد لدينا ان أي عدوان واسع على إقليم المقاومة سيتحول إلى معركة كبرى وفاصلة ضد العدو يشارك فيها كل محور المقاومة مهما كانت الجبهة التي ستشتعل اولا بقرار حرب موسعة وبقرار مواجهة شاملة وانتصار كاسح ومهما كان الطرف الذي سيشعلها في ركاب العدو الأميركي وكيان العدو الصهيوني ومن على أي أرض من طهران إلى غزة ومن غزة إلى طهران.
وبقطع النظر عن المواقيت والتقديرات وعلى افتراض ان الزمن الطبيعي سيقفز إلى خيال تشكيلي لا صيف فيه هذه السنة وان الخيال العلمي السينمائي سيجعل من كيان العدو أمر طبيعيا لمدة أطول وسيجعل المقاومة في حالة هدوء لمدة تطول ويجعل الكيانات المعادية في المنطقة كيانات ملائكية صديقة، لا يمنع حقيقة ان صفقة القرن أخذت تسقط ويقين انها لا تسقط إلا بالمقاومة وقدر ان المواجهة حتمية والنصر وعد محقق.
صلاح الداودي