هل باتت تونس أرض صفقة؟ خطوة أمريكية نحو تكريس صفقة القرن في شمال افريقيا

أضيف بتاريخ: 26 - 04 - 2019

بعد الضمانة المالية وبعد الوصاية الاستخباراتية وبعد رعاية وتوجيه ومصادرة السياسة الخارجية، وبعد استقبال المدعو السبسي والمدعو الشاهد لغراهام عراب إعلان السيادة الصهيونية على الجولان ووفد الكونغرس المرافق له وبعد الصمت على تصريحات وزيرة العدل الصهيونية وتواصل حركة التطبيع الاقتصادي السياحي خاصة، ها أن مستوطنة قرطاج تقبل بنقل سفارة أميركا في تونس إلى خارجية تونسية تطلق مواقف قطاع الطرق في مشهدية كوبويوية يانكية معادية للمقاومة من على أرضنا المستباحة وتنفذ إجراءاتها وقوانينها من منصة تونسنا كارض صفقة من خارج النيتو وتدعو لمزيد تجنيد متعاونين تونسيين برتبة مستعربين صهاينة لفائدة المخابرات الأمريكية ضد محور المقاومة.

وماذا تبقى بعد وعود 2019 وما بعده وبعد الضغط الصهيوأميركي على الجزائر وتحويل ليبيا إلى بؤرة تخابر لمصلحة العدو الصهيوني بعد اخضاعها لمطرقة الوهابية وسندان الإخوان، ماذا تبقى غير تصنيف تونس للمقاومة كارهاب علنا لا ضمنا وقطع العلاقة مع محور المقاومة بصفة مباشرة لا غير مباشرة.

سيجري اختبار كل المواقف والتداعيات ولكل حادث حديث. ولكن، ليتاكد الجميع أن برنامج صفقة القرن في شمال أفريقيا جار به العمل وان محور الإرهاب والتطبيع والتبعية والتجويع المنقسم على قطبين اخواني ووهابي تحت الهيمنة الأمريكية الصهيونية وتوابعها الأوروبية- والذي ينفذ في تونس على أيادي نادي الصبيان صبحا وملهى الشيوخ عشيا- في الحالتين متعود على الصفقات والخيانات وهو قابل بكل الأثمان عسى أن لا يصنف إرهابا طورا وان لا يفقد السلطة طورا اخر.

واما المستهدف الحقيقي والخاسر الأكبر في صورة الاستسلام وبالتالي فقدان أي ورقة سياسة رئاسة وأي ورقة رؤية عسكرية وأمنية أو سياسة خارجية وديبلوماسية أو حتى وجهة اقتصادية وعلاقات استراتيجية بديلة، سيكون بلا شك التيار الوطني المقاوم.

انه بالتأكيد اكبر مؤشر استباقي على التدخل الأمريكي والصهيوني ومن معهم إقليميا ودوليا في انتخابات 2019 وتلويح بعقوبات انتخابية حتمية على من يخالف هذا الخط.
صلاح الداودي