بأي وعي انتخابي على التونسيين محاسبة منظومة الحكم وانتاج حكومة نافعة؟ انتخب وحاسب، اختر وراقب بيد تحاسب ويد تراقب

أضيف بتاريخ: 21 - 04 - 2019

لا يبدو لنا ان مصطلحات جرب وجربت وتجربة ولنجربهم… الخ، تعبر عن وعي ودلالات وجدوى ومغزى بل هي تعبر عن اهواء وامزجة وحالات وانفعالات ليس إلا، مع ان كل ذلك يدخل حقا وفعلا في الانتخابات وإنما كعملية سحر تخرج من صندوق (بالمعنى الاغريقي القديم) وتزييف وتزوير وإطلاق للغراءز والتخمينات وفصل بين الإنسان وارادته الواضحة والناضجة والهادفة والهادءة والمريحة للضمير وهكذا، لا عملية ادراك وخيار واع وراسخ. بل الاجدى، احتراما للناخبين وعقولهم ان نخاطبهم على اساس الخيار، وكم ذلك المفهوم واسع وكبير: الخيار كحسم لا كتجريب متخبط ومراوحة وضبابية.
ما ينطبق على ذلك ينطبق على عبارة عاقب التي لا تبدو لائقة ولا أخلاقية ولا سياسية ولا واعية ولا ذات فائدة بل هي ترويج غراءزي تحشيدي ينحدر من موسوعة العسكر وقيادة الأهواء والتحكم في النوازع لادراة القطعان والتلاعب بعقولها والذي يأتي من فلسفة الانتخابات الغربية الحديثة والمعاصرة. وعليه، وحتى من منطلق مسارات الانتفاضات في منطقتنا، ما كان منها جيدا وما انهار، علينا أن نحكم البوصلة بين من دمر طموحات شعبنا ومن يكافح من أجل النهوض بها وتحقيقها، فلا الانتخاب على الهوية نفع ولا الانتخاب على الأمن نفع ولا الانتخاب على الزبونية والمصالح الخاصة نفع ولا الحديث عن البرامج المجردة مهما كان مطلقها نفع ولا التصويت المفيد نفع… ولذلك نرى انه لابد للناس ان يصوتوا على البوصلة بما هي إشارة إلى المستقبل على اساس خيار يستند طبعا إلى قضية وسيرة وخبرة وبرنامج واتجاهات وأشخاص وإلى آخر الأمر بشكل مركب من كل هذا ومتكامل حتى ننتج عملية ديمقراطية معمقة واعية ومستقلة وخيارات وطنية بديلة وسيادية تقودها حكومة نافعة للناس تحقق ما أمكن من حق وعدل ونماء ومناعة. وعلينا أن نحاسب، فالمحاسبة هي معيار النجاح والتغلب على الانقلاب على مطالب الشعب والمحاسبة هي التي افشلت كل شيء لأنها الغائب الابرز في مسار التغيير. وعلينا من الجهة المقابلة ان نراقب المعارضة الوطنية ونحاسبها هي بدورها عن كل تقصير وخاصة إذا فشلت في التغيير أو حكمت ولم تحقق شيئا.
وعلى كل ذلك نعيد طرح ما يلي:

لو أردنا اختبار ادراك التونسيين الفعلي لواقعنا، وجب علينا سؤالهم هكذا:

1- البقاء حيث نحن
2- العودة حيث كنا
3- طيهما معا وفتح صفحة جديدة؟

سيعم على الأرجح الفساد أكثر فأكثر في تونس وفي المنطقة وتهوى العروش أكثر فأكثر في كل محيط وتنتهك الأوطان أكثر فأكثر طولا وعرضا ويهتك الإنسان أكثر وأكثر في كل الابعاد… حتى تعود البوصلة لاصحاب الشأن وتتغير بوصلة التغيير.

ان السياق التمهيدي للاختيار يكون بأسئلة تمهيدية حقيقية يجب أن توجه إلى عموم الناس وهي ليست من ستنتخب ولا ماذا ستنتخب ولا لماذا تنتخب أو لم لا تنتخب… الخ، وإنما ماهي بوصلتك؟ هل الغنيمة من هذا والمعاقبة لذاك واجب انتخابي حقا أم أن الواجب تحديد مسؤوليتك في دفع الاستعمار والظلم والانهيار والتجويع التبعية والتطبيع كاساس لمصارحة الذات حول من الذي أهدر حياتك وكل حقوقك الوطنية واهدر وطنك. حدد بوصلتك، الاستعباد أم التحرر، السيادة أم الوصاية؟ وهل انت مستعد فعلا لفعل شيء ما لوقف النزيف؟ ماهو هذا الفعل؟ وإلى اي درجة انت مقتنع به؟ وإلى أي حد تعتقد انه قادر على التغيير؟
افعله اذن كما تعتقده. فبمعنى ما، الانتخاب على البوصلة فعل نضالي؛ يد تقاوم ويد تحاور/ يد تصوت ويد تصارع/ يد تعمل ويد تمانع/ يد تمارس ويد تنافس/ يد تشارك ويد تشتبك/يد تقترع ويد تقارع/يد تختار ويد تعترض/ يد تحاسب ويد تراقب.
#التغيير_خير
صلاح الداودي