أولا هو تغيير دون ضحايا وبعدة عوامل مساعدة اهمها فشل المشروع الأميركي الصهيوني والتركي والخليجي في سوريا والعراق واليمن وعلاقتها الاستراتيجية القوية والموثوقة مع حلفاء دوليين وافريقيين كثر وبعد الجزائر الجغرافي عن العدوان ومناعتها الذاتية القديمة والراسخة عن تكرار النموذج الليبي أو المصري، لا ولا التونسي والسوداني… الخ.

ثانيا هو تغيير في الاتجاه الوطني ودون تدخل أجنبي (عدا بعض التاثير الطفيف على الشارع وعلى السلطات).

ثالثا هو تغيير مضمون من جهة وقوف الجيش الوطني الشعبي.

رابعا هو تغيير دون انزلاق إلى الإرهاب البنائي أو ما تترجمه الثقافة السائدة بالفوضى الخلاقة.

خامسا قصر مدة الاحتجاجات بالمجمل بحساب ما سبق وما سوف يأتي. وقصر المدة الانتقالية التي لن تكون لا اشهرا طويلة ولا سنوات.

سادسا كونه تغيير باتجاه الانتقال إلى الديمقراطية بالفعل أو ما ترجم في الثقافة السائدة بالانتقال الديمقراطي، بل ان الجزائر أمام فرصة تاريخية كبرى لترجمة ذلك إلى ديمقراطية معمقة وطنية واجتماعية وسيادية ومقاومة وعلى كل المستويات وليس مجرد نقل للسلطات تحت وصاية رعاة الانتقال المزعوم.

سابعا هو تغيير بلياقة ومليىء بعلامات ومؤشرات وشواهد تاريخ التحرير وراهن السيادة وقيم المروءة وسواها شهد عليها الشعب اولا والرئيس ثانيا والجيش ثالثا دون تسقيط لأحد. وهو تغيير بذكاء واستفادة من التجارب الأخرى وتغيير وقفت معه الشعوب منذ أول وهلة وقررت أن لا تسمح بالتامر عليه وخاصة احتضانه العميق في تونس. وهو تغيير تحكيم للحكمة ونرجو كل الرجاء أن يبقى كذلك وأن لا تكون الطريق الآمنة مفخخة بالغدر.

ثامنا وهذا الأجمل، كونه تغيير لا يبني على أي رؤية ايديولوجية مقيتة ولا على أي شعار فئوي. والاجل من الأجمل ان بوصلته الوطنية والوحدوية والمقاومة والعالمية واضحة جدا ونقصد بوصلة فلسطين. وكما انه لقلة الصبيان والعملاء فيها لا نخشى على الجزائر، لا نخشى عليها أيضا من كثرة الشيوخ الوكلاء ولا شيوخ الفتنة الدجالين ولا نخب الاستعمار ولا نعرات الدهماء. ولذلك كان تغييرا مطمئنا منذ البداية.

تاسعا وهذا مهم جدا، تقارب عناصر الحل مع مكونات الأزمة أي إمكانية الإصلاح الكبيرة بوضع القوى العسكرية والأمنية والاقتصادية والاعلامية (إلى حد محترم) في خدمة القوة الشعبية الاجتماعية.

عاشرا النموذج الوطني التحريري أي نموذج الثورة الوطنية الشعبية الاجتماعية على الاستعمار الفرنسي هو الذي كان محددا علاوة على نموذج المشاركة الجزائرية في تحرير فلسطين ونموذج العقيدة الاستراتيجية الأمنية والعسكرية والشعبية بتلاحم مدني عسكري رائع.

صلاح الداودي