صفقة القرن الاقتصادية والايديولوجيا الصهيونية الجديدة سداسية الأبعاد

أضيف بتاريخ: 28 - 02 - 2019

تنجلي أمام أعيننا يوما بعد يوم نجمة الايديولوجيا الصهيونية الجديدة الشكل سداسية الأبعاد كما يلي:

1- التطبيع كسلام ايديولوجي أو كسلام صهيوني أي التطبيع كايديولوجيا صهيونية
2- معاداة السامية كأساس ايديولوجي قديم بمظهر جديد
3- معاداة الصهيونية كرديف لمعاداة السامية وكجزء مطور منها أو كاعادة تأهيل وتعديل للصهيونية كايديولوجيا سياسية عامة
4- معاداة المقاومة وتجريمها
5- معاداة المقاطعة وتجريمها
6- الولاء بالثقافة للصهيونية ولكيان العدو الصهيوني

ويترجم كل ذلك في خطة توجيهية عامة يمكن أن نصوغها على نحو: عليكم التطبيع وواجب العملاء وعلينا التجريم وواجب الولاء.

في الأثناء، تشير كل جولات كوشنير وغرنبلات الماضية والحاضرة وكل إجراءات الثالوث الاستعماري الغربي الحاضن لكيان العدو الصهيوني وكل أنواع العدوان الناعم والصلب التي تشن على أمتنا بقصد تصفية قضية فلسطين، تشير إلى حقيقة ان كل ما يقع تحت عنوان صفقة القرن التي لم تعد سرابية، بما في ذلك قضية القدس، هو بالمقام الأخير شأن اقتصادي يتساوق بشكل تام مع مفهوم الصفقة ويقع في مدار ما يسمى تزييف وتزوير العقول وكسر الارادات: “السلام الاقتصادي” ممولا بشكل أساسي من طرف دول البترودولار في صيغة مشاريع اقتصادية تشمل غزة والضفة الغربية المحتلة والسعودية ومصر والأردن… في إطار تحويل شبكي جيوسياسي من أخطر ما يكون بمعنى إعادة صياغة للإقليم تؤمن بقاء كيان العدو وسيطرته وتحقيقه للأمان وانتزاع الثروات ومقدرات القوة، بصرف النظر عن اغتصاب الإنسان والأرض والمقدسات.

من أجل ذلك تم من زمن تنفيذ ما يسمى قانون العودة الصهيوني وما تلاه من صفقات استسلام، ثم قانون يهودية الدولة وقانون الولاء بالثقافة وقانون تجريم منظمات المقاطعة الاقتصادية وترجمة كل ذلك في صفقات التطبيع وعلاقات التطبيع وسائر جرائم التطبيع السرية والعلنية وإذ نحصى الكيانات المطبعة المتصهينة لا نعدها في عموم الشرق الأوسط من المغرب العربي إلى المشرق العربي والخليج. غير أنه لا يجب أن ننسى أن عرب التطبيع والصهينة قبل غيرهم حاولوا قبل أن يحاول الغرب، حاولوا وفشلوا في تجريم المقاومة والمقاطعة وحاولوا تجريم معاداة الصهيونية، بما في ذلك في اجتماع وزراء الداخلية العرب في تونس بعد 2014 وفي ورقة لجنة الحريات الفردية التونسية سنة 2018. ولكنهم نجحوا في تثبيت التطبيع إلى حد كبير.

يوجد إذن تقاسم للأدوار وتكامل في خطة شاملة وجلية في إطار صفقة القرن، بمعنى أن ما يفشل في الدول العربية ينفذ داخل كيان العدو وما يريده كيان العدو يطبق في أميركا وأوروبا. ونقصد هنا ثالوث الايديولوجيا الصهيونية لهذا العصر أي معاداة المقاومة والتي تمثلت اخيرا في تجريم حزب الله بريطانيا ومعاداة الصهيونية باسم معاداة السامية فرنسيا ومعاداة المقاطعة أمريكيا وصهيونيا. أما التطبيع والولاء فعقد يتم بالشراكة ويشكل الإطار العام الذي تدار فيه كل الأركان والعلاقات الأخرى.
صلاح الداودي