وحدة الثورات والمقاومات لصمود وانتصار الكتلة الجيوسياسية البوليفارية الرديفة لمحور المقاومة

أضيف بتاريخ: 25 - 02 - 2019

لقد عززت الأحداث الأخيرة حقيقة توجهات الإمبراطورية الأمريكية الإمبريالية ومستويات تدخلها الوحشي والوقح لتغيير النظام السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي بالقوة في جمهورية فنزويلا البوليفارية. وتصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديدات على موجات، وان كان صدها حتى الآن يرجح بقاء اليد العليا لمصلحة فنزويلا قيادة وشعبا، الا ان ذلك قد يخفي مخاطر أكبر وأكثر عدوانية وأشد إجراما لا تتورع عنه الولايات المتحدة مهما كان مستوى فشلها السابق في تغيير الأوضاع في بنما أو التشيلي أو السلفادور أو هايتي.. سوى التخريب والتدمير والتبعية.

يبدو لنا ذلك قريبا من الواقع لا فقط بمقتضى التصريحات والأفعال الأمريكية بل بمقتضى عقدة الشرق الأوسط التي تعاني منها الولايات المتحدة ونقصد هنا تحديدا عقدة الفشل في تغيير أي شيء لمصلحتها في العراق أو في ليبيا وخاصة في سوريا واليمن. ما يجعل القائمين على السياسة الخارجية الأمريكية أكثر شراسة ودموية وأكثر تصميما على تجاوز عقدة الفشل في الماضي وعقدة العجز الراهن.

وعلى ذلك، نرى انه يقع علينا نحن في محور المقاومة واجب ومسؤولية النظر إلى الكتلة الجيوسياسية الأمريكية الاتينية التي تستهدفها أميركا (فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا وبوليفيا…) على أنها كتلة جيوسياسية رديفة لمحور المقاومة ولا بد من بذل كل الجهود أخلاقيا وسياسيا واستراتيجيا للمساعدة على صمودها وانتصارها من منطلق التازر الاستراتيجي ومن منطلق وحدة الثورات والمقاومات.

وفي انتظار حلحلة الوضع السياسي عن طريق الحوار ووضع خارطة طريق للتخلص التدريجي من شبح العدوان الدموي على فنزويلا من الداخل أو من الخارج والتخلص التدريجي من المخلب الأميركي وأدواته في الداخل والخارج
وفي انتظار اطلاق برنامج إصلاحات وطنية بديلة جذرية اقتصادية واجتماعية تعزز نهج التنمية المستقلة والديمقراطية المعمقة في فنزويلا، نرى أنه من اوكد الأمور ما يلي:

1- مزيد توجيه شحنات الدعم والتحدي الغذائي والدواءي وبالقدر الكافي والعاجل نحو فنزويلا
2- عقد مؤتمر دولي استثماري لفتح خطوط تمويل وانعاش اقتصادي لفنزويلا عن طريق مشاريع الاستثمار المباشر وفك الحصار وكسر آليات العقوبات والنهب والابتزاز
3- تزويد فنزويلا بمنظومات توازن وردع بكل جرأة وبلا تأخير
4- تعزيز أركان التعاون بين الكتل والاقطاب الاقتصادية الصاعدة والكتلة البوليفارية الرديفة وتعزيز آليات التكامل بين أركان هذه الكتلة البوليفارية نفسها
5- تعزيز مناخات ومنظومات حماية الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو مورو الذي يثير في شخصه الصامد والمقاوم لعاب الوحوش الدموية الضارية في واجهة الإرهاب الصهيوأميركي.

صلاح الداودي