ارسالياتك الفايسبوكية عنوان فشلك

أضيف بتاريخ: 30 - 01 - 2019

*الأسعد اليعقوبي*

لم توجه رسالة إلى التلاميذ حين كنت تطعم الآلاف منهم اللحم الفاسد والأكل منتهي الصلوحية أو يبيتون جوعا. ولم توجه رسالة حين تفحم جسدا زميلتيهم داخل اصطبلاتك التي تسميها مبيتات. ولم توجه رسالة حين كانت المبيتات تحترق وتحرق ما كان لديهم من أمتعة. ولم توجه رسالة حين كانت أسقف الأقسام تتساقط على رؤوسهم. ولم توجه رسالة والألاف منهم يحرق أجسادهم برد الأقسام والرياح تدوي داخلها من كل الحفر. لم توجه رسالة والمخدرات والعنف و”البراكاجات” تحاصرهم يوميا أمام وداخل مؤسساتهم في غياب كل ما يليق بهم من قاعات للمراجعة ومكتبات ونواد وفضاءات خاصة بهم. لم توجه رسالة حين كان عشرات الآلاف منهم يحرمون الأسابيع من مدرسين كل بداية سنة دراسية والآلاف منهم إلى حد اليوم دون أساتذة في مواد مختلفة ومنها مواد اختصاص. لم توجه رسالة حين حرمت آلاف منهم من الالتحاق بالمعاهد والمدارس النموذجية فقط حقدا وتشفي. لم توجه رسالة والمئات من مدارسهم بلا ماء ولا مواد تنظيف ولا بيوت للراحة تليق بآدميتهم ولا نقلا مدرسيا يحميهم من مخاطر الطريق ومعاناة المشي اليومي على الأقدام لساعات…

اليوم وقد أثبتوا انهم اقدر مما كنت تتصور على الاحتجاج وعلى المطالبة بحقوقهم وعلى الفهم والتمييز بين الحقيقة والمغالطات، اليوم وقد خرجوا بالالاف يحتجون في ابهى مظاهر الاحتجاج كي تصلك رسالتهم قوية بأنهم جيل ثورة وان عهد استبدادك ذهب بلا رجعة وانهم مع مدرسيهم تعلموا درسا سيظل يؤرق نومك ويصيبك بالصدمة تلو الاخرى بأن عهد “سيادتو” لن يعود أبدا. اليوم توجه إليهم رسالة توسل وبكائية تكشف عن عجزك عن حل مشاكل تتراكم منذ أكثر من سنة كنت خلالها تركز كل اهتمامك على إهانة مدرسيهم ومحاولة تأليبهم على من يعلمهم ويقاسمهم معاناة وضع بائس ومنظومة تتهاوى سنة بعد سنة دون إنجاز يذكر يبعث بأمل مرتقب في واقع افضل وتطلق وعودا بحل الازمة رغم انك تصر في كل فرصة تتاح المفاوضات على أوضاعها. لا تتصور انهم قصار فهم وان بكائياتك ستقع هم.

رسالتهم واضحة: انهم يطالبون بحل الازمة كي تتوضح لهم الصورة حول مصير سنتهم الدراسية لا وعود المناورة التي لم تعد تنفع في ظرف كان يفترض ان تقدم فيه الحلول العملية لا لغة العواطف التي لا تجيدها.