أربع سيناريوهات أمريكية من أجل أميركا لاتينية جديدة

أضيف بتاريخ: 29 - 01 - 2019

ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية حاليا في فنزويلا هو على وجه الدقة صفقة كبيرة في أميركا الاتينية بدءا بالاستحواذ على فنزويلا وخيراتها وتطوير ذلك نحو أميركا لاتينية جديدة على غرار مشروع الشرق الأوسط الجديد الفاشل حتى الآن.

لقد دخلت الولايات المتحدة حقيقة ودخلت معها الرأسمالية “الشيخوخة الدموية للراسمالية”، دخلت مرحلة امبريالية جديدة معولمة وفي شكل إمبراطوري حربي شديد العدوانية. وهي بالتأكيد تريد من خلال السيناريوهات الأربع التي سنستعرضها ادناه أخذ الناتو معها أو تذهب منفردة لتشكيل ناتو لاتيني يهدف إلى الالحاق العسكري الشامل لمنطقة أميركا الجنوبية والوسطى بدعوى أمن الطاقة، وبالتالي السيطرة الاقتصادية والاستخبارية والمالية. ويهمها أيضا في هذا الصدد قطع الطريق على المجابهة المالية العالمية التي تخوضها روسيا والصين ومن معهما.

أولا سيناريو عمليات كوندور على غرار تحطيم الطائرة الكوبية سنة 73 واغتيال عشرات الرياضيين أو حتى اغتيال هوان غوايدو الذي نصب نفسه رئيسا منقلبا.

ثانيا اختلاق حدث أمني كبير في الداخل الفنزويلي عن طريق مجموعة أمنية إجرامية خاصة تأتي من الخارج بتوجيه من شركة أمنية خاصة تعمل لحساب أميركا وتحريك عامل إرهابي ما ضد المواطنين أو ضد الجنود في حوادث متفرقة.

ثالثا: دفع دولة أو كتلة من دولتين أو أكثر في فضاء فنزويلا الإقليمي (مثلث البرازيل/الأرجنتين/ الباراغواي) أو كولومبيا لقيام بعدوان على الحدود أو داخل الحدود على غرار ما يجري في اليمن على اعتبار أن المقارنة الجيوسياسية مع سوريا وليبيا جائزة وواضحة، الا ان المقارنة الجيوستراتيجية مع اليمن هي الأقرب من حيث إرادة أميركا وبريطانيا السيطرة على الفضاء البحري الفينزولاني وبحثها عن واقع مناسب للقيادة العسكرية لمنطقة الكاريبي والهيمنة الاستخبارية عليها ومن ثم إخضاعها الاقتصادي الكامل ونهب ثرواتها عن طريق الشركات الأمريكية على الأراضي البوليفارية بالذات وخاصة الفنزويلية.

رابعا: سيناريو افتعال حرب استخبارية مطوعة وعن بعد تستعدي محيط فنزويلا وتالبه ضدها من الخارج من ناحية أو تربك عمل الجيش والأمن وتشوش عليه وتشل حركته حتى لا يتسنى له مواجهة الاحتجاجات بشكل ناجح وسلمي.

من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادي تفشل الولايات المتحدة ومن معها حتى الآن. ومن ثم تنقل مخططاتها إلى أميركا الاتينية معولة في ذلك على الشرايين المفتوحة لفنزويلا ومحيطها. وتنتقل من سيناريوهات الفوضى غير المسلحة أو شبه المسلحة إلى الفوضى المسلحة ومن أجل هدف رئيسي كبير وهو اعتراض الحق الجيوسياسي الفنزويلي ومنع الكتلة الجيوسياسية الاتينية في محيطها الاقليمي من أي تحرر حاسم.

سيكون جيش فنزويلا البوليفاري الهدف الرئيسي لأنه لا يقيم اي اتفاقية مع الأمريكان ولا يشتري منهم الأسلحة لا يتدرب معهم ولا يتبع عقيدتهم العسكرية ولأنه أيضا ينتشر في أهم مؤسسات الدولة ووزارات الحكومة ومرافقها الحيوية الاستراتيجية. وسيكون الرئيس الشرعي مادورو رأس حربة هذا الهدف.

يبدو من الصعب في الوقت الحاضر نفاذ تدخل عسكري مباشر الا من خلال السيناريوهات المذكورة أعلاه والتي يمكن أن تتقاطع وهي أيضا مرشحة للفشل وسوف تستحيل على الأرجح إلى صفرية ميزان أو عدمية ردع ودفع نحو الاستسلام رغم التهديدات عالية الدقة.
صلاح الداودي