بيد تناضل ويد تفاوض، نعوض على شعبنا ونعاقب حكومة اليأس وينتصر الوطن. بطحاء محمد هي الحل والأمل، لا قرطاج ولا القصبة ولا باردو

أضيف بتاريخ: 20 - 01 - 2019

لو كان هذا الكلام ينفع فقط في الاطر الخاصة لما قلته على الملأ، إجابة عن سؤال كيف العمل لإنقاذ المعارضة الوطنية من كل مخالب الأعداء بما فيها مخالبها الذاتية فيما بينها وفيما بين كل مكون منها وصولا إلى أجهزة الحرب الاستعمارية ضدها وأجهزة الحرب القذرة المركبة والممولة والموجهة اعلاميا لعزلها عن الجماهير وتحريض فئات شعبية ضدها والاتحاد أيضا على رأس هذا الاستهداف:

لقد آن الأوان لتبني مشروع جبهة وطنية اجتماعية بتركيبة وطنية وبرنامج اجتماعي. والاتحاد العام التونسي للشغل لوحده قادر على وضع حد للتذرر الحزبي والسياسي داخله وحوله بين صفوف المعارضة الوطنية وهو لوحده قادر على تحييد كل مواصلة عبثية لهذا التفتت ودفع الجميع نحو برنامج الحد الأدنى المشترك ببرنامج وطني تحرري وحدوي اقتصادي واجتماعي يبني فرضيات عديدة للعمل الموحد عددناها اكثر من مرة وادناها الدفاع المشترك عن برنامج عام واحد أو قريب جدا من بعضه يتم دفع جماهير الشعب إليه وإلى الدفاع عنه.

لقد آن الأوان للتقدم بمشروع حوار استراتيجي فوري بيننا وبين الاتحاد على قاعدة هذه الفكرة وهذا البرنامج لنتبنى معا ما ينقذ بلدنا وشعبنا ونؤمن له أدواته التنفيذية دون أن نكون وحدنا ودون أن يكون الاتحاد وحده ودون أن نطلب منه ما لا يريد ودون أن نبقى مجرد منخرط في معاركه، بل معاركنا لأننا منه ومعارك الوطن والشعب معاركنا جميعا معا. وهنا وبالوضوح، علينا نحن أن نبذل قصارى عنايتنا من أجل ذلك ونذهب نحن فورا نحو هذا ونشرع في التقدم من بطحاء محمد علي بالذات.

يذهب الاتحاد مرة أخرى، ونذهب معه نحو الإضراب العام ونطرح معه مهمات أخرى للتدقيق والحبك والتنفيذ قبل الإضراب وبعده ووقع أو لم يقع. وكل هذا يمكن أن يعصف في خطة عمل متكاملة ميدانيا وبرنامجيا وسياسيا بيد تنتفض ويد تنتخب أو بيد تقاوم ويد تفاوض. صحيح ان التالي، يهمنا ولكن لا يهمنا بقدر المشروع المعبر عنه أعلاه في الفقرات الأولى. وان ما سوف نطرح الآن يصب في نفس الهدف ويرد استراتيجية العدوان الذي يجب أن يزال، عدوان التلاعب بالعقول بدعوى تعطيل الإنتاج والتعدي على مصالح المواطنين وتجاوز القانون واستغلال الأبناء وتجميد الحياة وغلق البلد وكل هذه المزاعم الشيطانية الباطلة.

لنتأمل الإجراءات أدناه لعلنا نستخرج منها شيئا مفيدا، دون قبول بأي عودة للمفاوضات لمدة شهر دونها. فيكون إضرابا خدميا تعويضيا جزئيا لفائدة الشعب وعصيانا جزئيا عقابيا للحكومة. وكل ذلك من أجل التعديل المعيشي لحياة عموم المواطنين ولمراقبة السياسات (الذي اقترحنا في عدة صيغ أكثر من مرة) ولفرض إصلاحات وطنية بديلة ومعمقة (مثله) وتنفيذا للمطالب العالقة للإضراب العام.

1- تعطيل كل الواردات المضرة لمدة شهر والمطالبة بالعودة عنها وإلغاء العمل بها نهائيا
2- الشروع في اتخاذ إجراءات فورية لإصلاح شركة الملاحة الجوية التونسية ومن ثم بقية المؤسسات
3- تعطيل استخلاص الجباية غير العادلة لمدة شهر والمطالبة بعدالة جادة تشاركية يبدأ العمل عليها فورا
4- تنشيط حملة نقابية شعبية لخنق الاقتصاد غير المنظم لمدة 30 يوما والمطالبة بالشروع بتنظيمه فورا
5- الضغط من أجل تنظيم حملة وطنية للوقف الفوري لكل منافذ التهريب فورا
6- العمل على وقف أول قرض خارجي قادم (الشهر المقبل) والمطالبة بتحديد سقف أقصى للتداين الخارحي والشروع المباشر في العمل عليه
7- الضغط من أجل تعديل السوق وتوفير حاجياتها وتجميد أسعار بعض المواد وتخفيض أخرى فورا ووقف أي زيادات في الماء والكهرباء
8- تنظيم حملة وطنية نقابية وشعبية من أجل مقاطعة استهلاك المحروقات
9- الامتناع عن استخلاص معاليم التسجيل في المستشفيات العمومية لمدة شهر
10- الامتناع عن استخلاص معاليم التنقل في كل وسائل النقل العمومي لمدة شهر
11- رهن أي عودة للحوار بثلاثة شروط:

*التنفيذ الفوري لكل التعهدات المتنصل منها في كل القطاعات قبل أي مفاوضات من التعليم الثانوي إلى المعطلين المفروزين مرورا بكل الشرائح الأخرى
*الاعتذار للاتحاد وعموم الشغالين قبل كل مفاوضات
* اجراء مناظرة تلفزيونية مفتوحة في الوقت بين خبراء الاتحاد ومن يريد من الحكومة.
صلاح الداودي