لن نتسامح في حق الشهداء لأننا المنتصرون في سوريا. ولن نقايض لأننا المنتصرون في كل جبهاتنا. للنصر آدابه وقوانينه حتى يستكمل. والموقف من حركة النهضة في تونس يحدده المنتصرون في تونس دون سواهم.

لن نتسامح في حق الشهداء ولن نتنازل لا للنهضة ولا لأي من العملاء. ولكل معركة مصيرها. لا لأن سوريا انتصرت ولا العراق ولا ليبيا ولا لأن اليمن منتصر سنتسامح. لكل معركة مصيرها ولكل شهيد حقه ولكل وطن معادلاته حتى الانتصار هنا على كل معتد اثيم.

نحن لم ندخل معركة عسكرية مسلحة اعطينا فيها الشهداء ثمنا للنصر ولا قتلنا احدا ولا جرحنا ولا تامرنا على احد. نحن دخلنا معركة سياسية باجسادنا العارية فقتلتمونا وارتقى شهداؤنا. ولذلك لن نتسامح في حق الشهداء خاصة وان دمهم انتصر وحقق النصر. ثم دخل أبناؤنا معركة حاملي السلاح الذي لا يحق لغيرهم حمله فاستشهد بعضهم. ولذلك أيضا لن نتسامح في حق الشهداء. ثم قتل الأبرياء العزل وارتقوا غيلة وغدرا وجبنا خدمة للاعداء وبتعاون العملاء. ولذلك أيضا وأيضا لن نتسامح في حق الشهداء.

تقلب النهضة موقفها أو لا تقلب… لا تهمنا ما تسمى قيادتها فهذه طبيعتها الحرباءية النفاقية الوظيفية على مر السنين وانعدام استقلاليتها وسياديتها ومبدئيتها وعملها بالوكالة والعمالة وانعدام قرائتها الصحيحة وافتقادها إلى الاقتدار السياسي وإلى أي قرار ذاتي في الحكم وخارج الحكم وفي الداخل والخارج…

لجمهورها نقول: لماذا بعد الإمارات وضوئها السعودي وبعد ترامب وبرمجة انسحابه وبعد فرنسا وبريطانيا… الخ
ولجمهورها نقول لماذا بثمن الإرهاب والاغتيالات الإرهابية ولماذا بثمن التطبيع مع العدو وبعد التركيع الخارجي والتجويع الداخلي والتخريب الأمني والاقتصادي والمالي والنقدي وكل أنواع التبعية والفساد والإملاءات…

ولعائلات ضحايا التسفير إلى بؤر الإرهاب ومعسكرات العدوان الإرهابي نقول لماذا بعد تقتيل فلذات اكبادكم وماهو الثمن…
ولعدة اطراف أخرى نقول وماذا بعد…
ولكننا نحن…لن نتسامح في حق الشهداء…
وسياتي يوم المكاشفة والمحاسبة يوما اعترف من اعترف وأنكر من انكر اعتذر من اعتذر واستكبر من استكبر… وستفكك خلايا أعضاء الإرهاب في الجهاز السري وسيفكك الجهاز السري للتطبيع وشبكات التسفير الصهيوتطبيعي ويحق الحق ويتم إحقاق الحق… ولو بعد حين. صحيح ان الصراع طويل ومن المبكر الحديث عن نتائجه. ولكن، ان غدا لناظره لقريب.
صلاح الداودي