انسحاب أميركا من سوريا: ذروة تحدي ترامب لاجنحة “دولة الأمن القومي”

أضيف بتاريخ: 22 - 12 - 2018

-مركز الدراسات الأمريكية والعربية-

يستمر الجدل حول قرار الرئيس ترامب “المفاجيء” بالانسحاب من سوريا بدءاً بأجنحة المؤسسة الحاكمة بكافة تشعباتها، الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، وليس انتهاء بحلفاء واشنطن الدوليين والاقليميين، فالرغبة لديهم لا تزال قائمة بل المراهنة على أن يعيد ترامب النظر في قراره أو دفعه لإبطاء عملية الإنسحاب.
أما الأطراف الدولية المناوئة فلا زالت تنظر للقرار بعين الريبة والشك من أن يكون ذلك مقدمة لإعادة انتشار للقوات الأميركية، والتوجه لإشعال ساحات أخرى في إطار “استراتيجية أو مرحلة جديدة،” كما جاء في توصيف المتحدثة باسم البيت الأبيض، ساره ساندرز.
للفرقاء المحليين في واشنطن تتوفر جملة عوامل ومصادر قلق “لإفلات ترامب من عقاله” دون أخذه بعين الاعتبار “مسلمات” المؤسسة كإيلاء الأولوية لمراكز الاستخبارات والمؤسسة العسكرية في اتخاذ القرارات الحاسمة؛ وهم الذين كانوا على وشك تضييق الخناق عليه في الأيام القليلة الماضية، بسلاح الملاحقة القضائية. وأدت فعلته إلى خلط الأوراق وحسمٍ مرحلي للصراع الدائر بين أجنحة المؤسسات المختلفة لصالحه ولو مؤقتاً.
آلية “تسريب” البيت الأبيض لقرار ترامب جاءت ايضاً في سياق تعزيزه موازين القوى الداخلية لصالحه الشخصي. إذ أوعز ليومية المال والأعمال وول ستريت جورنال، مطلع الاسبوع، كما يرجح، بنشر فحوى قرار الانسحاب لتتبعها مؤسسات صحافية وإعلامية كبرى في غضون ساعات قليلة، قاصداً التريث في إصدار بيان رسمي بذلك حتى تيقنه من انشغال كافة الوسائل وصناع القرار بما رمى إليه، وتراجع موجة الهجوم القضائي ضده عن الصفحات الأولى.
الحلقة المحورية في القرار تكمن في توقيته وليس في بعده السياسي فحسب. الثابت للحظة أن جدلاً واسعاً جرى بعد نهاية عطلة الأسبوع في البيت الأبيض جمع كافة المستشارين والمسؤولين الكبار، خاصة في الوزارات السيادية وأجهزة الاستخبارات، لبحث المسألة، نجم عنه تعليمات صارمة أصدرها الرئيس ترامب لإبلاغ القوى الحليفة، من دول وجماعات من بينها “اسرائيل” والاردن، بالقرار “للبدء في سحب فوري للقوات الأميركية” من سوريا، وموجهاً انتقاداته للمؤسسة العسكرية بأنه أعطاها فترة زمنية كافية منذ شهر نيسان/ابريل الماضي، بناء على إصرارها لمهلة إضافية، للتحضير بالانسحاب “لكافة عناصر القوات العسكرية التي يربو تعدادها عن 2000” جلهم من القوات الخاصة.
ليس أدل على مؤشرات حجم الخلاف داخل الإدارة الأميركية من سلسلة تصريحات متتالية سعت لإبطال قرار مرتقب من البيت الأبيض، أبرزها كان بيان صادر عن “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن مطلع الشهر الجاري يشير إلى أن “أي تقارير تشير إلى تغيير في موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق” بالوجود العسكري في سوريا “باطلة ومصممة لزرع الارتباك والفوضى.”
تزامن البيان مع تصريح لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دانفورد، بأن بلاده تمضي قدماً “لتدريب آلاف المقاتلين المحليين لضمان هزيمة دائمة” لداعش؛ التي قدرت أعداده “ما بين 3000 إلى 8000” في سوريا؛ ليسارع مجمع النخب الثقافية بتضخيم الرقم إلى “40،000 مسلح في كل من العراق وسوريا؛” مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، 20 الشهر الجاري، وهو العدد نفسه للتنظيم حينما كان في أوج قوته ودمويته.
واضاف دانفورد أن قيادته تحتاج لتدريب “40،000 عنصر” محلي لمواجهة داعش وتوفير الأمن والاستقرار هناك.
وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، المسؤول الأول عن التمدد الأميركي، أوضح مؤخراً أنه أصدر أوامره لتوجيه القوات الأميركية في سوريا “إنشاء مراكز مراقبة على طول الحدود السورية التركية كجزء من الجهود الرامية إلى الحد من التوترات بين تركيا والحلفاء الأكراد في الحرب ضد داعش.”
مستشار الأمن القومي جون بولتون “تعهد” قبل بضعة اسابيع ببقاء القوات العسكرية الأميركية في سوريا “طالما بقيت إيران محتفظة بوجود عسكري هناك.”
أحدث تصريح جاء على لسان المبعوث الأميركي للتحالف الدولي، بريت ماكغيرك، مؤكداً أن بلاده ترمي للبقاء طويلاً في سوريا “.. القضاء على تنظيم داعش سيستغرق وقتاً أطول .. ولا أحد يمكنه القول إن المهمة قد أنجزت، بالطبع لقد تعلمنا دروسا كثيرة. لذلك، نحن نعرف أنه لا يمكننا فقط حزم الأمتعة والرحيل حالما يتم تحرير الأراضي.”
المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، جيمس جيفري، صرح قبل ساعات قليلة من “تسريب” نية الرئيس ترامب الانسحاب من سوريا مؤكداً أن بلاده لن تخرج من سوريا إلا بعد أن تهزم نهائياً قوات داعش، وأن هدف بلاده لا يتمثل في “رحيل الأسد .. الذي ينبغي أن يقرر مصيره الشعب السوري؛ ويتعين عليه الموافقة على تسوية إذ أنه لم يحقق انتصاراً تاماً بعد سبع سنوات من الحرب.”
رد الرئيس ترامب مغرداً بجملة مقتضبة لا تتعدى 16 كلمة قائلاً “هزمنا داعش في سوريا، السبب الوحيد للتواجد” الأميركي هناك.
الانسحاب إلى أين؟
لم يشر الرئيس ترامب صراحة إلى وجهة القوات الأميركية المنسحبة من سوريا سوى بالإطار العام بأنها ستعود إلى البلاد؛ اتهمه خصومه أنه لم “يستشر أي من الشركاء الاستراتيجيين من بينهم فرنسا والاردن واسرائيل.”
مصادر عسكرية أميركية في العراق، في سياق إبلاغها حلفائها بقرار الرئيس ترامب، أوضحت لـ “مسؤول أمني عراقي” بأن القوات المنسحبة من سوريا “ستستقر في القاعدة العسكرية (الأميركية) في إربيل بشمال العراق .. وستباشر بوضع نقاط حدودية بين سوريا وإقليم كردستان العراق.” يشار أيضاً إلى أن القوات الأميركية شرعت في إنشاء “مركز عمليات عسكرية مشترك مع قوات البيشميرغة” الكردية على الحدود العراقية السورية.
فيما جاءت تصريحات “أمنية أردنية” مؤخراً لتضيء جانباً آخر من المخطط الأميركي مؤكدة أن “هناك جهدا مشتركا في المستويات السياسية والأمنية من وراء الكواليس بين الأردن وإسرائيل والسعودية، لتقليل التهديد الذي تشكله سوريا وإيران، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسحب قواتها من سوريا؛ وأن واشنطن أوضحت للبلدان المعنية أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية المتعددة ستزيد بشكل كبير من التعاون الأمني مع إسرائيل والأردن والسعودية.”
رقعة الانتشار الأميركي
تحتفظ واشنطن بتواجد عسكري لافت في سوريا أبرزه “مطار الرميلان” بمحافظة الحسكة، بالقرب من الحدود المشتركة مع كل من تركيا والعراق؛ وهي منطقة غنية بباطنها من الآبار النفطية – والتي “تسيطر” عليها قوات سوريا الديموقراطية – قسد.
كما لواشنطن خمسة مواقع عسكرية أخرى في تلك المنطقة ما بين نهري دجلة والفرات: قاعدة الشدادي الجوية بين محافظتي الرقة ودير الزور السوريتين؛ وأخرى قرب نهر الخابور بمحاذاة الحدود السورية العراقية تضم مهبطاً للطائرات المروحية ومعسكراً للتدريب؛ موقع عسكري في عين العرب – كوباني، على الحدود العراقية التركية، وسبت وعين عيسى وخراب عشق.
تتواجد القوات الأميركية أيضا في قاعدة عسكرية بمدينة (تل أبيض) في محافظة الرقة؛ وأنشأت قاعدة عسكرية بالقرب من حقل العمر النفطي في محيط مدينة الميادين بمحافظة دير الزور؛ إضافة لقاعدتي “المبروكة” و “تل البيدر” في محافظة الحسكة اللتين كانتا المعقل الرئيس لتنظيم داعش.
أما في جنوب سوريا، فلواشنطن حضور عسكري “ذات أهمية استراتيجية،” في قاعدة التنف عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والاردن؛ سبقها إنشاء قاعدة في منطقة (الزكف) التي تبعد نحو 70 كلم شمال شرقي التنف زودتها بأثقل واضخم منظومة راجمات صاروخية في الجيش الأميركي من طراز “الراجمات الصاروخية المتعددة – HIMARS” لتعزيز قاعدة التنف.
وجاء في تقرير استخباراتي أميركي العام الماضي ان الهدف من إنشاء هذه القاعدة هو إغلاق الطريق أمام أرتال القوات السورية و”حزب الله،” للسيطرة على مدينة البوكمال، 200 كلم شمال شرق التنف، و”لمنع إيران إنجاز جسرها البري إلى البحر المتوسط مروراً بالعراق.”
الكلفة العسكرية
يجمع انصار ومناوئو الرئيس ترامب على إدراجة الكلفة المادية “للمغامرات العسكرية” كأولوية في جملة اعتباراته وقراراته. وجاءت أحدث احصائيات صادرة عن وزارة الدفاع لتشير إلى إرقام غير مسبوقة في الإنفاق العسكري مشيرة إلى حجم الكلفة العسكرية “المباشرة للحروب الأميركية منذ عام 2010 بأنها بلغت 1.77 تريليون دولار؛ منها 756 مليار للحرب على العراق وسوريا، 730 مليار في الحرب على أفغانستان ..” يستثنى من تلك الميزانيات المكلفة التي تتحملها وزارة الخارجية في بند “الشؤون العسكرية،” والتي “ربما” تراوحت بين 127 مليار إلى 132 مليار دولار لذات الفترة الزمنية.
اما الخسائر البشرية جراء المغامرات المتعددة فتشير وزارة الدفاع إلى : مقتل نحو 7000 جندي وجرح 52،783 للفترة الزمنية إعلاه؛ اماكلفة تأهيل الجرحى والمعاقين لم يتم التيقن منها لحد الآن لكنها في ارتفاع مضطرد.
ردود الفعل
دولياً، عارضت وتحفظت القوى الغربية الحليفة لواشنطن إعلان الرئيس ترامب، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، معربة عن “دهشتها” الجماعية وبأن القرار “يهدد بالحاق الضرر بالحرب ضد الدولة الإسلامية التي لم ينتهي تهديدها بعد، وتقوض النجاحات التي تحققت” للآن.
تركيا رحبت بالقرار الذي أتى عقب مشاورات مكثفة بين الرئيسين، اردوغان وترامب، وتعهد الأخير الاعداد لتسليم أنقره خصمها اللدود المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن؛ وإعلانها عن قرب بدء عمليات عسكرية واسعة ضد “قسد” اعتبرها البعض أنها جاءت “بمباركة أميركية.” مسؤول في الخارجية الأميركية، رفض الإفصاح عن هويته، أوضح أن قرار الانسحاب جاء “بعد اتصال هاتفي بين ترامب واردوغان، وكل ما حدث بعد ذلك جاء في إطار تنفيذ الاتفاق الذي توصلا إليه.”
روسيا رحبت بحذر بالقرار الأميركي. الخارجية الروسية جددت معارضتها “للوجود الأميركي غير الشرعي في سوريا (وانه) يشكل عائقاً خطيراً أمام حل الأزمة فيها.” رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس النواب، الدوما، فلاديمير شامانوف صرح بأن “.. الأميركيين لا ينسحبون أبداً من مواقع سبق أن احتلوها ويبتكرون مبررات للبقاء؛” وخشية موسكو لتأجيج الصراع في محيطها لا سيما في اوكرانيا ومناطق نفوذها في صربيا.
داخلياً، ثارت ثائرة القوى المؤيدة لمعسكر الحرب والتي “تبنت” مسألة دعم انفصال الكرد في كل من العراق وسوريا، أبرزها السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي وصف قرار الرئيس ترامب بأنه “وصمة عار في شرف الولايات المتحدة؛ وتنكر للحلفاء الأكراد،” متوعداً وأقرانه بمساءلة الإدارة بعقد جلسات استماع في مجلس الشيوخ في الأسابيع المقبلة. وإمعاناً في “إحراج” الرئيس ترامب، أعلن غراهام عن نيته زيارة القوات العسكرية الأميركية المتواجدة في أفغانستان خلال فترة أعياد الميلاد المجيد.
وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس سارع إلى تقديم استقالته فور الإعلان الرئاسي بالانسحاب مشيراً إلى “خلافاته السياسية” مع الرئيس ترامب، فيما يخص بسوريا ومناطق أخرى، لا سيما وأنه “وافق” على إرسال قوات عسكرية مؤللة للمرابطة على الحدود الجنوبية المشتركة مع المكسيك للتصدي لموجات المهاجرين الوافدين عبر المنطقة الحدودية.
بالمقابل، لوحظ غياب تام لأي استقالات من المناصب الديبلوماسية، بمن فيهم المبعوثين الرئاسيين للتحالف الدولي ولسوريا، بريت ماكغيرك وجيمس جيفري، على التوالي. بيد أن اللافت في قرار ترامب كان إعلان “مسؤول” اميركي رفيع عن “إجلاء كافة موظفي وزارة الخارجية من سوريا خلال 24 ساعة.”
الخاسرون، وفق التقييمات الأميركية، هم حلفاء أميركا أبرزهم “اسرائيل وهي من ضمن لائحة أكبر الخاسرين،” وفق تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، 19 الشهر الجاري؛ والكرد “الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة،” وآخرين منهم “الاردن ولبنان.”
اما خسارة الولايات المتحدة الصافية، وفق التقرير أعلاه، فتتمثل “بتخليها علن ثلاثية أهدافها المعلنة لتبرير وجودها في سوريا: إلحاق هزيمة مؤكدة بداعش؛ إخراج القوات الإيرانية والقوى الرديفة من سوريا؛ وحل سياسي مرحلي مبرم وغير قابل للنقض.” وأضاف بأن الأمر “المحيّر يكمن في أن خصوم الولايات المتحدة لم يتحملوا أي كلفة لتحقيق تلك النتيجة.”
ماذ تنطوي عليه المرحلة المقبلة، من وجهات النظر الأميركية المتعددة، فيما يخص “شرقي سوريا،” يتأرجح بين احتمالين: الأول، غزو تركي لمنطقة شرقي نهر الفرات التي تتجمع فيها “وحدات الحماية الشعبية الكردية، بعد الحصول على ضوء أخضر أميركي بذلك، والتي تتراوح أعدادها بين 30 ألفا الى 60 ألف مقاتل، وما سينجم عنها من موجات هجرة ولاجئين ألى اتجاهات متعددة. الثاني، “عودة” حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وجناحه العسكري الى التفاوض مجددا مع الحكومة السورية والتي ستجري بمعزل عن أي دعم أميركي، مما سيعيد لدمشق السيطرة وبسط سيادتها على أراضيها التي كانت مسرحاً وخنجراً في ظهرها لمدة طويلة.

Trump Moves to Quickly Exit Syria

Those who thought that the US was doomed to stay in Syria indefinitely (as was mentioned by the Pentagon last week) were surprised when the Wall Street Journal (WSJ) published an article saying that the US military had been ordered to leave Syria as soon as possible.

The WSJ revealed Wednesday morning the Pentagon is preparing to withdraw all forces from northeastern Syria “immediately.”

The WSJ reported, “In an abrupt reversal, the U.S. military is preparing to withdraw its forces from northeastern Syria, people familiar with the matter said Wednesday, a move that throws the American strategy in the Middle East into turmoil.”

“U.S. officials began informing partners in northeastern Syria of their plans to begin immediately pulling American forces out of the region where they have been trying to wrap up the campaign against Islamic State, the people said.”

The Washington Post added, “The official, who spoke on the condition of anonymity to discuss a decision that has not yet been announced, said the decision would include the entire force of more than 2,000 U.S. service members. It was made on Tuesday, the official said.”

“President Trump has long promised to conclude the campaign against the Islamic State and has questioned the value of costly and dangerous military missions overseas.”

The political reaction in Washington was swift. Republican Senator Graham called it, “A stain on the honor of the United States.” Other responses ran from complaints that ISIS was still in existence to the fact that the US was leaving its Kurdish allies in the lurch.

The reaction by American voters was much different. A poll released by Gallup a day earlier showed that only 1% of voters thought the situation in Syria was serious, while concerns about immigration and government were considerably more important.

Although the announcement was sudden, Israel has been aware of the American desire to withdraw from Syria for a year according to Haaretz. PM Netanyahu said that the US has “other ways to wield their influence in that arena.”

There is also the question of how American generals and Secretary of Defense Mattis reacted to the decision. They may disagree with the pace of withdrawal, but the Pentagon has other long-term concerns too.

One problem the generals have highlighted is the fact that US forces have been worn down by constant deployments in the Middle East. The result is that much of the defense budget must go to funding these operations and paying for maintenance – not implementing the modernization the Pentagon desires and needs to compete with Russia and China.

Why now? While much of the media said that Trump reacted to a threat by Turkey’s Erdogan and the Turkish military posed to invade Syria, there is a much more complex reason that goes beyond the Middle Eastern borders.

The Syrian situation has been a complex one for Trump. While he wanted to leave Syria, many Neo-con Republicans pushed for Trump to increase the number of American soldiers in Syria in order to overthrow president Assad. Although those voices are still heard, they don’t have the influence they once had. The chief critic of withdrawal from Syria, Senator McCain, is now dead and the neo-cons have lost their most effective voice in the government. Second, a major neo-con publication that has pushed for an active Syrian role for the US, the Weekly Standard, is now out of business and is no longer able to attack Trump.

According to some supporters of Trump are claiming this withdrawal isn’t necessarily a defeat for Trump and America. They promote the idea that Syrian President Assad’s most important allies, Russia and Iran, are an odd couple who have widely different ideas for Syria’s future.
By withdrawing, the US is no longer a common foe of these two nations and Russia and Iran will seek to follow their own policies in Syria, which will damage their currently friendly relationship.

But what has really driven the rapid move out of Syria and created a degree of American rapprochement with Turkey is the growing Russian threat in the Black Sea and the Ukraine.

Turkey and Russia have been enemies for hundreds of years and have fought each other to expand their spheres of influence in numerous wars. The recent warming relations between the two nations were due to the conflicting US and Turkish policy in Syria and Erdogan’s desire to play the two major powers off against each other.

That changed a few weeks ago. Russian military forces opened fire on three Ukrainian ships off the coast of Crimea, rammed one of them, and seized all three.

Russia claims the boats had illegally entered its sovereign waters.
Ukrainian President Petro Poroshenko warned of a “full-scale war,” a day after he claimed to “have serious grounds to believe Russia is ready to follow with a ground attack.” The Russian Defense Ministry announced that it had “begun testing the readiness of formations and military units of the Southern Military District,” a region that includes the disputed Crimea and borders parts of Ukraine. Russian military vehicles have been massing in the vicinity of the border.

Russian tough measures have been repeated along the whole NATO border and Russia even sent nuclear capable bombers to visit Venezuela last week.

This renewed Russian aggressiveness in the Black Sea, which Turkey controls access to, has worried Turkey. Playing Russia off against the US is a nice diplomatic ploy, but Turkey is now viewing Russia as a threat – especially in regard to sailing rights in the Black Sea.

Suddenly, the NATO treaty that Erdogan seemed willing to discard has real importance. Since it states that an attack on one member is the same as an attack on all NATO members, strengthening Turkey’s ties with NATO also protects Turkish ships and aircraft from Russian attacks like the Ukraine experienced.

Another concern for Turkey was the announcement that Russia had completed replacing Crimea’s air defense with the S-400 surface-to-air missile system. Russia had begun deployment of the missile batteries just days after the confrontation with the Ukraine ships.

The S-400 has an operation range of 400 km, which puts the airspace of NATO countries under threat. And, in a more pointed threat, the Russian foreign minister political director Olexly Makeyev noted, “We know these missiles can be used also for ground targets.”

This is the reason for the rapid rapprochement between Turkey and the US in the last few weeks. Russian projected power is more of a threat to both the US and Turkey than Syria.

So, what can we expect to see in the next few weeks?

The US military is very mobile, and we can see several units leaving Syria rapidly. In fact, it appears that the withdrawal is already happening.

White House spokesperson Sarah Sanders has issued a formal statement on troop withdrawal from Syria: “We have started returning United States troops home as we transition to the next phase of this campaign.”

Moments after President Trump confirmed reports of US pullout via Twitter saying “We have defeated ISIS in Syria,” Pentagon officials said the president “ordered full US troop withdrawal from Syria,” and that this will be “rapid” — apparently already beginning, per a Reuters breaking report: “All U.S. State Department personnel are being evacuated from Syria within 24 hours – official.”

However, if it seems that the US is withdrawing too fast, remember that the US can insert troops as quickly as it withdraws them. And, there are already US forces in Iraq and Afghanistan.

Also remember that a lot depends on what the Pentagon means when it says it is withdrawing all forces. The figure of 2,000 troops is mentioned when talking about withdrawal, but many sources say there are about 4,000 US forces in Syria. That may very well mean that 2,000 troops will remain to carry out low profile operations.

Chances are great that several US Special Forces teams will remain in Syria to train Syrian forces allied with the US. And, there are US Special Forces across the border in Kurdish Iraq. This will make it difficult for either Turkey or Syria to defeat the Kurdish forces.

The warming relations between Turkey and the US may also mean the “low profile” stationing of US personnel in Turkey. These include US reconnaissance aircraft, signals intelligence personnel, and US Special Forces.

Also expect the deployment of more NATO ships to the Black Sea.

The US withdrawal from Syria is a mixed blessing for Russia. It does mean that some Russian forces can be redeployed. However, they are expected to continue manning the Syrian air defense systems.

While Russia can cut back on its military presence, it now must keep its promises of foreign aid to help rebuild Syria.

Conclusion

As one recent intelligence study put it: “The prospect of US being militarily involved in Syria, caught in middle of one of most complex conflicts in recent memory, with shifting objectives & ambiguous endgame, has been met with congressional indifference and public apathy.”

The current withdrawal allows Trump to keep a campaign promise by getting out of one Middle Eastern quagmire, block Iranian influence on the shore of the Mediterranean, and prevent Russian expansionism. There is the added benefit of strengthening NATO’s southern flank.

What happens in the long term is a little more uncertain. Although Turkey and Russia are hereditary enemies, Erdogan is fickle and may move back to Russia’s side if it benefits him. However, he currently has a two-front situation with Russia – on his northern border and south in Syria. And, since Russia has invested a lot in Syria, it won’t want the sort of Turkish interference that Erdogan might envisage.

Much will depend on president Assad and his ability to bring stability to Syria and resolve the competing policies of Russia and Iran.

Much also depends on Putin. NATO has informally agreed to Russia’s dominant role in Syria. However, they aren’t willing to grant the same to him in the Ukraine. If Putin tries to expand his influence in the Ukraine, NATO might try to” trim his wings in Syria”.

In other words, while the US has taken its pieces off the Syrian “chessboard,” it has added some pieces to the Russian “Chessboard.”

So, what is the verdict on the Syrian withdrawal? The politicians may not like it. The generals may not like it. However, the American voter must like it – which is one reason they voted for Trump.

Subscribe to Think Tanks Monitor
Copyright © 2018 Center for American and Arab Studies, All rights reserved.
Greetings