“الذخر الأمني”، هل يساعد على كشف الجهاز السري لعملاء الموساد في تونس ويحبط تبييض الإرهاب الصهيوني؟

أضيف بتاريخ: 17 - 12 - 2018

ستطرح كتائب القسام على لسان مهندسيها في الأيام القادمة، في حدود ما يحتاج شعبها إلى معرفته، ما سماه إسماعيل هنية ذخرا أمنيا وفنيا أو كنزا إلكترونيا بالأحرى، يساعد على كشف حقيقة الاختراق الصهيوني ويساعد المقاومة على تطوير قدراتها العلمية والمعلوماتية والاستعلاماتية في التخطيط والتنفيذ من الرصد والتجسس والمتابعة والقيادة والسيطرة… الخ إلى الإنجاز في مستوى إحباط مخططات العدو ما أمكن و في مستوى إنجاح مخططاتها ما أمكن.

ما قاله هنية عن المعرفة الدقيقة بما وقع في خانيونس قبل مدة، من خلال هذا الذخر الأمني، ومعرفة أماكن دخول وخروج الوحدة الصهيونية الخاصة وأزمنة حركتها وبالطبع من يدعمها لوجستيا ومن تشغل من عملاء وخونة ومرتزقة وماهي خططها وما أنجزت وما لم تنجز وكيف أنجزت وهذا هو الأهم. وهو ما يفسر جزئيا الهستيريا التصعيدية الصهيونية الأخيرة على غزة والقصف الصهيوني المركز على مقرات وسائل الإعلام الفلسطينية كمحاولة يائسة لمنع بث توثيق عمليات المقاومة الناجحة ضد العدو. انتهى الأمر بهزيمة عسكرية وسياسية لاستخبارات جيش الاحتلال وأركانه وبفشل الشاباك والموساد واليمام والمستعربين وبفشل قيادة الأركان ووزير الحرب وبأزمة سياسية وتغيير حكومي.

ان مجرد استخدام هذا الذخر الأمني والاستفادة منه على مستوى الإعلام الأمني والإعلام الحربي يحقق الإضافة، فما بالنا بالجانب العملاني وتبادل المعطيات والمعلومات والتعاون على مستوى حركات المقاومة ومحور المقاومة بدوله والتعاون الدولي العربي والإسلامي بوجه عام في مستوى كشف حقيقة ما يجري. ما يؤشر على ان هذا النصر سيساعد على مزيد تأكيد الجرائم الصهيونية ومزيد تطوير وسائل فهمها ومزيد كشفها وربما كشف عوامل إضافية إذ لا يتعلق الأمر فقط بعملية خانيونس الأخيرة وإنما بما وقع لقادة المقاومة في سوريا وما وقع في لبنان وما وقع في ماليزيا وما وقع للمبحوح وما وقع للزواري…الخ.

في ندوة بيروت للسنة الفارطة، قال التقرير النهائي لحماس ان الموساد هو من خطط ونفذ اغتيال الشهيد محمد الزواري وقال ان أجهزة أمنية ما ودول أخرى شاركت في العملية. بعد عملية خانيوس وبينها وبين والذكرى السنوية الثانية لاغتيال الشهيد، وقعت تسريبات ما في تونس في خصوص تورط بعض الجهات في اغتيال الشهيد بشكل سلبي أو بشكل إيجابي أو عن جهل أو بإرادة إجرامية، ردت عليها ندوة وزارة الداخلية التونسية مكتفية بإعادة تجسيد رواية الأحداث وصورة العملية وحصر كل الأمر في تخطيط خارجي في اوروبا الشرقية ومنفذين من الخارج وخاصة المتهمون البوسنيون دون أدنى جديد يذكر سوى تركيب الفيديو واتباع نفس منهج الاغتيالات السياسية بعدم التحقيق في من أمر ومول والاكتفاء بالأدوات. وأما المتهمون التونسيون فعن غير علم حسبما قيل. بما يفيد في النهاية تبييضا للإرهاب الصهيوني وتبريئا للموساد وشبكة الجواسيس وضباط الارتباط المرتبطين عضويا به من خلال الخلايا التطبيعية في الدولة وفي المجتمع وفي الحكومة بين المؤسسات والمصالح السياسية والشخصية المالية والاقتصادية.

وبعد التأمل في كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس البارحة، نرى انها تعد بتثبيت الحقيقة يوما وان كل من تورط في الجريمة سيأتي عليه اليوم مهما كانت مصالح الدول والحكومات والحركات السياسية ومهما كانت العراقيل والموانع ومهم أبطأ التاريخ. ونرى فعلا وهذا هو المهم، ان هذا التطبيع الخيانة قصير النفس وهو يسجل بطولات وهمية لصالح العدو الصهيوني، ستسقط حتما وتتلاشى ويزول. ونرى، أن حبل الخناق سيشتد على الخونة والعملاء والمرتزقة الذين يمكنون الصهاينة من بلدنا ومن أبناء بلدنا ومن أمن وحياة مواطنينا ومصالح وطننا القصيرة والبعيدة.

نعم جواسيس العدو الصهيوني في تونس يحكمون ويتحكمون ويتابدلون المصالح والمغانم ويتقاطعون في نقاط تقاطع الإرهاب الصهيوتكفيري المعولم. ولكن حتما، لا مستقبل لهم وستسقط سريات لحد في تونس وتفضح وتحاسب. وصفقة القرن ستسقط ويزول الكيان.
صلاح الداودي