من الشرق الأوسط الموسع إلى الشرق المقاوم متعدد القطبيات، إنه أمر واقع يفرضه السلاح

أضيف بتاريخ: 19 - 11 - 2016

نعتقد في هذا التوقيت بالذات الذي يمكن أن نسميه توقيت عرض الحساب النهائي على مختلف أقطاب الصراع سواء على طاولات التفاوض أو على جبهات النزاع، على أنه حصيلة سقوط مزدوج حد اللحظة، والأرجح أنه لن يكون قابلا للانقلاب بلغة موازين القوى، نعتقد أن سقوط برنامج الشرق الأوسط الجديد- الكبير أصبح خلف ظهورنا ولنفس الأسباب أيضا سوف يصبح مشروع شمال إفريقيا الجديد كذلك خلف ظهورنا مهما تمسكت قوى إقليمية ودولية وهيئات أممية ومجاميع محلية مواصلة الاشتعال عليه.
نقول ذلك مرة أخرى بلغة الأسلحة من ناحية إستعمالها ومن ناحية الصفقات الإستراتيجية التي يتم العمل عليها ومن ناحية التأثير الإقليمي لهذه الأسلحة على وجهة المنطقة عسكريا واقتصاديا واستراتيجيا أي جيوستراتيجيا بكلمة جامعة.
وأكثر من ذلك، ليس إتجاه موازين القوى فقط هو الذي يفسر لوحده ما سوف يجري ولا التوجهات الإستراتيجية لمختلف القوى العاملة في المنطقة مثل الجزائر ومصر ومثل روسيا والصين … هو الذي يفسر لوحده كل شيء، بل حتى النحو الذي يسار إليه في مستوى تأثير القطب الروسي من خلال المدرسة العسكرية الروسية في مثال تحمل الأكاديمية المصرية على سبيل الذكر مسؤولية العمل على تخريج وتأسيس وتثبيت قوات مسلحة عربية ليبية من جديد.
نعود هنا إلى نفس الاستدلال الصلب بالأسلحة لنقول إننا بالفعل دخلنا مرحلة أخرى سمتها الأساسية سقوط كل مشاريع الدمار والعدوان عن طريق توظيف الإرهاب دون أن نحكم في الوقت الحاضر على أطوار المستقبل.
سنذكر هنا أنواع الذخائر الجوية التي تم أستخدامها حتى الآن في العمل الجوي الروسي الأخير في سوريا، وتحديدا في إدلب وحمص. تم إستخدام نوعين من الذخائر الجوية حرة التوجيه عن طريق المقاتلات متعددة المهام “Su33” من على متن حاملة الطائرات “Admiral Kuznetsov” وهما أولا القنبلة المظلية حرة التوجيه “FAB-500M62” وثانيا القنبلة حرة التوجيه شديدة الإنفجار “FAB-500M54”.
تم أيضا إستخدام الصاروخ الجوال “kh-101” الذي أطلقته القاذفة الإستراتيجية Tu-95ms باتجاه أهداف داخل سوريا بعد انطلاقها من روسيا على بعد 11000 كلم. ويتميز هذا الصاروخ برأس حربي تصل زنته إلى 500 كغم ومدى يتراوح بين 2000 إلى 3000 كم وقدرة على التحليق على ارتفاعات تتراوح بين 30 مترا وحتى 6 كم وهامش خطأ يتراوح بين 10 إلى 20 متر فقط.
يضاف إلى ذلك تعزيزات جديدة للبحرية الروسية التي عبرت مضيق البوسفور خلال الأسبوع الماضي في إتجاه السواحل السورية وهي:
1- سفينة الشحن “Kazan-60”
2- سفينة الإنزال من فئة “Ropucha ” التابعة لأسطول بحر الشمال “Georgiy Pobedonosets”
3- الونش العائم من فئة “Project02690” التابع لأسطول البحر الأسود “SPK-46150” مقطورا بسفينة الجر من الفئة “Project745” التابعة لنفس الأسطول “MB-31”.
ويعتقد إن هاتين القطعتين سترابطان بشكل دائم في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس والتي تجرى حاليا عمليات إضافية لتوسيعها.
صلاح الداودي. منسق الهيئة العلمية لشبكة باب المغاربة للدراسات الإستراتيجية.