من أجل مراجعة جذرية عميقة وشاملة أمنية وقضائية لمسار تشكل الإرهاب في تونس

أضيف بتاريخ: 29 - 10 - 2018

ظهر علينا وزير داخلية جديد دون عقيدة مقاومة وطنية للإرهاب التكفيري والوظيفي الاستعماري. وفي قول وزير الداخلية انها عملية منعزلة بقصد فردية أو معزولة أو منفردة أو غير مرتبطة… أو أي معنى في هذا السياق فضيحة كبرى تعتبر تفصيا من المنظور الذي يؤكد ان العمليات الإرهابية تقرأ بشبكة العامل الإرهابي والعمليات الإرهابية بكل فاعليها وأهدافهم وبيءاتهم وعوامل التأثير والمشغلين المدبرين والمتعاونين والمستثمرين… الخ. وبهذا المعنى لاتوجد رغبة جدية في مراجعة مسار تشكل الإرهاب في تونس ومقاومته مقاومة صحيحة بكل مقتضياته المحلية والإقليمية والدولية وبكل شموليته السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية.

لا توجد عملية إرهابية واحدة غير مرتبطة بالعمل الإرهابي ككل حتى إذا كانت مبادرة فردية والا لم يعد إرهابا بل درجة أخرى من الإجرام الاعتيادي. وبالمناسبة، هذا النوع من الاتجاه هو السلوك الرسمي للقضاء المسيس لاتلاف حقيقة الاغتيالات الإرهابية السياسية وحقيقة العمليات الإرهابية ضد الامنيين والعسكريين والمدنيين.

يا وزير الداخلية العمليات الإرهابية ليست بالضرورة عمليات جيش جرار بهرمية واضحة وارتباطات مكشوفة وتبن من كبار الدوا@ش والعصابات الإرهابية ونتائج دموية مروعة في العواصم الكبرى.

وفي كلمتين: هنالك غد وعلينا تحويل العملية الإرهابية لفرصة لاعادة التحقيق المكثف حول مسار الإرهاب السياسي والإستخباراتي الداخلي والخارجي. لا يوجد هدف إرهابي كبير في عملية اليوم وإنما يوجد هدف سياسي كبير وهدف أمني أكبر اما يطيح بالجهاز السري والغرفة السوداء واما يطيح بتونس وأمنها القومي ومؤسساتها لفائدة حاكمية الإخوان على الحكم بإرادة أجنبية فوق كل الإرادات الوطنية.

إذا ظل الوضع هكذا ولم يتحمل كل مسؤوليته لتنقية المناخ السياسي ومصارحة الشعب بكل الحقيقة وبإرادة سيادية أمنية وقضاءية لا لبس فيها، فسوف تنتقل المعركة إلى داخل مؤسسات الأمن والدفاع ووقتها سيكون الخطر المحدق راسخا ومقيما ويظل الأمن مستعارا والبلاد مستباحة ودم الجميع مهدور، مع اننا لا نرجح ذلك. ومهما يكن من أمر نتمنى أن لا تكون الطريق أحداث دامية.

من قبة البرلمان إلى شوارع تونس تزحف الأيادي نحو الغرفة السوداء التي يجب أن تفتح أمام القضاء أو تستغل الجدل حولها فهي خيط سري رفيع لكشف الداء وتفكيك شبكات الإرهاب والاغتيال الإرهابي وهذا الأهم. أما التلعثم أمام الإرهاب فارهاب والتردد في فتح الغرفة السوداء مشاركة في الإرهاب.
صلاح الداودي