حرب التطبيع والحرب على التطبيع: في ضرورة مواجهة صهيونية العصر وإزالة “إسرائيل” الجديدة

أضيف بتاريخ: 26 - 10 - 2018

إنه آخر مطاف حريق الربيع؛ انها حرب بأتم معنى الكلمة: حرب التطبيع الهجينة والمركبة والبديلة في جيلها الجديد سرا وعلنا، بل العلني يكاد لا يترك شيئا للسري. إنه عنقود الدم الغادر الذي يراد تفجيره في وجه كل شعوب مقاومة التطبيع والصهيونية العالمية وفي وجه كل محور المقاومة الذي يجاهد بكل ما أوتي من قوة لإجهاض المشروع الذي يمكن أن نسميه الآن بكل وضوح مشروع “إسرائيل” الجديدة أو مشروع “إسرائيل” الأخيرة بما هو مشروع صهيونية العصر كما يراها الأمريكان والصهاينة والمطبعون المتصهينون العرب.

بعد فضائح التطبيع العدوانية المتكررة التي جادت بها مملكة الإرهاب الوهابية السعودية ومشيخة البحرين الإجرامية وغيرهما، وبعد ترنح الصفقة الثلاثية الأمريكية السعودية التركية في موضوع خاشقجي وتعطيلها الاعتراضي لاستراتيجيات ما يسمى الناتو العربي الإسلامي الصهيوني ضد محور المقاومة وبكائيات غضب واسف الصهاينة ومن والاهم على ما يجري لرديفهم بن سلمان ونحيبهم على استقرار حكمه، هاهي سلطنة عُمان المطبع الأبرز الجديد، تستقبل نتنياهو مصحوبا بيوسي كوهين رئيس جهاز الموساد الصهيوني المسؤول عن مئات عمليات الاغتيال المعلومة، هذا دون السرية حتى الآن، على كامل تراب فلسطين التاريخية وفي كامل الأراضي العربية والإسلامية وفي العالم ومنذ نشأة كيان الاحتلال. وهاهي إمارات القتل والتدمير تستقبل ريغيف وقطر الذبح والتخريب تستقبل فريق جمباز كيان العدو الإسرائيلي، فيما تقدم غزة الشهداء كل أسبوع وتنزف المنطقة العربية جميعا من المحيط إلى الخليج.

بواسطة الأنظمة ووكالة “دول” التطبيع والتبعية هذه المرة ترتفع وتيرة التطبيع الإرهابي مع كيان الإرهاب الصهيوني وليس بواسطة ووكالة الكيانات الإرهابية المرتزقة المزروعة في كامل المنطقة العربية والإسلامية وعلى رأسها التراب السوري.

عاد نتنياهو اذن، حسب باراك دافيد ومكتب نتنياهو، عاد وزوجته للكيان حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وتمت دعوة نتنياهو لزيارة السلطان قابوس بن سعيد حاكم عمان بعد إتصالات مطولة بين البلدين. هو الاجتماع الرسمي الأول على هذا المستوى منذ عام 1996. وإلى جانب نتنياهو وزوجته ويوسي كوهين شارك مستشار الأمن القومي “مئير بن شبات” ومدير عام وزارة الخارجية “يوفال روتم” ورئيس مكتب نتنياهو “يواف هوروفتز” والسكرتير العسكري لنتنياهو العميد “آفي بلوط”. وفي بيان مشترك، قال مكتب نتنياهو: “إن الاجتماع ناقش سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وعددًا من القضايا ذات الإهتمام المشترك لتحقيق السلام والإستقرار في الشرق الأوسط”. وغرد ليبرمان على تويتر بعد نقل استويوهات أخبار إذاعة الجيش إلى القدس
“هنا إذاعة الجيش الإسرائيلي من القدس، حلم تحول إلى واقع”.

يجري ذلك في سياق استعدادات الإدارة الأمريكية للإعلان عما يسمى صفقة القرن والتي يذهب الإعلام العبري إلى التأكيد على أن ترامب سيتكرم ويضغط على نتنياهو ويعترف بالقدس للفلسطينيين أيضا. وفي سياق ما يسميه إعلام العدو “حرب الانتخابات” وسعي مخالفي نتنياهو لتشكيل جبهة سياسية ضده داخل الكيان. وفي واقع لغط كبير حول أدوار كل من الأردن ومصر وقضايا المصالحة والتهدئة وما إلى ذلك.

وعليه، لم يعد بوسع المنطقة أن تحبس أنفاسها حتى يتم الاجهاز عليها. وقد آن أوان الحرب المفتوحة على التطبيع والمطبعين في كل مكان وبكل قوة.
صلاح الداودي