“قوة الأمل” في عزل قوى الفشل

أضيف بتاريخ: 19 - 10 - 2018

يشير التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي حول تونس وما علم من خطوط ميزانية تونس للعام المقبل والخطوات التشريعية والتنفيذية لفرض اتفاقية الآليكا على التونسيين كامر واقع، علاوة على كل المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية المعروفة، يشير إلى تقدم ائتلاف الحكم الحالي حثيثا نحو التدمير الممنهج والتدريجي لما تبقى من أسس الدولة الاجتماعية إيغالا في نهج التبعية متعددة الوجهات والتبعية الخلاقة إذا جاز لنا التعبير وتحت تبرير اعلامي يومي من نخب الاستعمار وليبرالية الصبيان. من الواجب هاهنا أن نشير مرة أخرى، مقابل نخب الاستباحة والعدوان الاقتصادي والاغتيال الاجتماعي هؤلاء، إلى طليعة عالمة كفاحية وذات مصداقية من نخب السيادة والتحرر على غرار السادة والسيدات جمال الدين العويديدي وجنات بن عبدالله وأحمد بن مصطفى حتى يتبين لكل معني بمستقبل البلاد ومصير شعبها حقيقة ما يجري من خلال كتاباتهم الأسبوعية في الصحف التونسية مثل الصباح والشارع المغاربي وغيرها من صحف عربية، هذا بالإضافة إلى مجهودات هيئة الدفاع عن الشهيدين في مستوى الكشف عن السيطرة على أهم مفاصل الدولة والمؤسسات ذات العلاقة بالموقع والقرار والموقف والمنهج التخريبي ما ظهر وما خفي كان أعظم.

وأمام العبث المستفيض لائتلاف الحكم والتكالب الواضح لسواه من الكتل والأحزاب الشبيهة اللاهثة وراء تحصيل الوزن بكل الطرق للمشاركة في أي حكومة للفترة السابقة والاحقة لسنة 2019، مقابل مراوحة قوى المعارضة الوطنية مكانها بسبب قصورها الذاتي وتثاقل خطاها من ناحية وبسبب حفلة التوهين المتواصلة لقواها من خلال حرب نفسية تستهدف تسليم عموم الناس كونها لا تشكل البديل القادر المحتمل على إنقاذ البلاد وتغيير نظامها الاقتصادي أساسا من ناحية أخرى، أمام كل ذلك وجب التنبيه إلى التالي:

1- ستأتي على شعب تونس موجات عالية من التجريم الاجتماعي
2- ستمر قوى تونس الوطنية السيادية بظروف صعبة تنظيمية وسياسية
3- ستعمل كل القوى الراعية والموجهة لما يسمى انتقال بكل ما لديها على تفتيت ومحاصرة أي أفق لبديل وطني جامع يكسر التبعية السياسية المزدوجة لروابط رأس المال الخاص ومراكز القوة الاقتصادية والمالية الإقليمية والعالمية
4- وتعمل مختلف ماكينات وشبكات التسقيط الإعلامي على تضييق الخناق على مناخ التعبير المناهض لسياسات الهيمنة والفساد والإرهاب

ووجب على كل قوى المجتمع المدني والسياسي ومختلف النخب الثقافية والجامعية الشروع فورا في التأسيس لهبة فكرية وسياسية تدفع بكل طاقاتها نحو تشكيل قطب وطني جامع على قاعدة البرنامج الأدنى لإنقاذ البلد ومواجهة التمشيات المذكورة أعلاه وضبط خطة استنهاض وطني شاملة تستهدف الحقيقة في ملف الشهداء والسيادة في الملف الاقتصادي والأمني والسياسة الخارجية والكرامة في المضمون الاجتماعي والتحرر في الخيارات الاستراتيجية والأهلية النضالية والوطنية في تمثيل غالبية الشعب.
صلاح الداودي