التنظيم السري الخاص ازدواجية حكم وعدوان على الدولة للحساب الخاص

أضيف بتاريخ: 12 - 10 - 2018

عملت حركة النهضة عن طريق الجهاز السري، وحسب ما جاء في تسجيل ثان اطلعت عليه هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، عملت على الإقصاء والاستئصال والتطهير والابتزاز والتجسس والاختراق واستباحة الحرمات والمؤسسات وتوظيف القضاء واستعمال أجهزة الدولة وموظفيها واستعمال الوزراء والنافذين… بدل التعويل الطبيعي من خلال الدولة وليس من خلال النهضة وجهازها السري على عكس جملة الادعاءات التي تظهرها في العلن على مدار الساعة مدار السنوات الفارطة من قبيل القضاء والعدالة الانتقالية واصلاح الأمن والاصلاح الاداري والمسار الديمقراطي والتوافق والوحدة الوطنية وصون الحريات والحرمات…وما إلى ذلك من عبارات حق نفذت الباطل بالباطل واعتدت لحسابها الخاص. ما يعتبر في نظرنا خيانة للأمانة، أمانة الحكم، ونكثا لقسم الحكم وغدرا بالعهود التي أطلقت للناخبين فضلا عن كونها جرائم ملموسة ضد كيان الدولة وضد تمشي إصلاح أجهزة الدولة بالطرق القانونية والطبيعية التشريعية والتنفيذية وجرائم ضد الديمقراطية والانتقال المزعوم إلى الديمقراطية الموهومة.

من هنا يتبين للقاصي والداني تكتيك نخر المفاصل ونسف الاستقلالية والحيادية والمهنية والعلوية وأخلاقيات وقيم الجمهورية والمؤسسات الجمهورية وتفكيك وتفتيت كل امكانية لتحصيل مقدرات السيادة والتوازن والتحفظ وحفظ النظام الدستوري والحقوق الدستورية والمنظومة القانونية وشرعية المؤسسات الحصرية وتسخير النظام السياسي لخدمة مصالحها وسلطتها وتوجهاتها وابتلاع كل القلاع التي تعتبرها غير مضمونة وتعويمها وتعديمها عوض تشييدها وبذل العناية والتضحية من أجل تقويمها بدل تحقيرها وتوهينها ونزع سلطتها. ويتوضح بهذه الذهنية والممارسة إلى أي حد اوغلت حركة النهضة في استعمال أدوات الحرب الناعمة والاستبداد الناعم وإلى أي حد كان منطق الغنيمة والسيطرة على بيئة المال والاعمال والتمكين الاقتصادي ومنطق اخضاع أذرع الأمن واعقامها ومنطق السحل وتجهيز الانتحاريين وحد الحرابة…ومن داخل أروقة السلطة نفسها مجرد نقطة في بحر ومجرد دوامة في قلب إعصار يتجهز للاجهاز على كل شيء لعقود لا للانتقام والتشفي وتفريغ الحقد وكفى وإنما لقطع النفس والتفرغ لما بعد التمكن من الحكم مدى الحياة وتنفيذ المهام الاخرى ما أبعد من تونس.
صلاح الداودي