ملاحظات اتصالية – سياسية بمنظار المنهج المناسب لنهج الجبهة الشعبية

أضيف بتاريخ: 24 - 09 - 2018

“ان إنشاء عالم خيالي هو أسوأ طريقة ممكنة لبناء استراتيجية. ففي حمى المعركة يميل العقل إلى فقدان الاتزان”.

– الأسلوب غير المناسب تماما هو ذلك الأسلوب الذي تخجل من تظهيره وان كان أسلوبك.
– السياسات الاقتصادية الوطنية والخيارات الجيواستراتيجية الدقيقة هي التي ستفرز مستقبل الساحة السياسية التونسية وخطها الوطني الكفاحي بقطع النظر عن مدى التأثير وصناعة ما يسمى “الرأي العام” وأدواته تحريكه.
– يوجد فرق كبير بين أن ينحاز لك أنصار وبين أن تخلق رأيا عاما وبين أن تصنع قرار جماهيريا لمصلحة خطك، خط الشعب وانتصار الشعب.
– المشروع هو الذي يحدد الخطاب ويحققه.
– الخطاب يمكن أن يقبل الإصلاح مطابقة بالمشروع وبالخطى المطلوبة فيه والمقطوعه فيه.
– لكي يستمر الخطاب استمرارا عقلائيا، يتوجب أن يرافقه العمل بلا مفارقة بين القول والفعل إذ في هذه التفاصيل فقط يتجدد الخطاب ولا يغلق الأفق في الطريق بينك وبين الناس حيث لا قناعة تغطي ولا انجاز يشفع.
– اذا كان الخطاب غير منسجم مع المشروع فيكون مشوها من البداية ويبقى مشوها أبدا ويزداد تشوها في الطريق ويقتله طول الأمد.
– في غياب المشروع المقنع لا يوجد خطاب مقنع، بل لا يوجد خطاب أصلا. المقنع هو ما يحوله الناس بعدك إلى خطاب مرافعة عنك.
– ثمة المشروع وثمة الخطاب وثمة الخطابة بينهما وقبلهما وبعدهما لمن يستطيع. ولا يستطيع الا إذا استطاع نزع الزيف الذي ألحق بالاذهان غصبا وطوعا دون جعلهم يدفعون أي ثمن بلا جدوى.
– على قيادة الجبهة الشعبية بوجه عام اقناع جماهيرها في غضون بضعة أشهر معدودة ان مشروع جبهة شعبية جديدة متجددة أمر ممكن وقابل للحياة والتنفيذ وإقامة الحجة الملموسة على ذلك. فإن للوضع الحالي حساسية استراتيجية فائقة.
– بتغيير إدراك التونسيين لما يجري فقط تتغير قناعاتهم. ولن يتغير الا باتمام دورك على وجه جيد ووضعهم أمام حقيقة دورهم بشكل بين.
– سيكولوجيا الثائر أكبر من مجرد الثائر. وسيكولوجيا الجماهير أكبر من مجرد خطب ود الجماهير. نموذجك الشهيد المضحي. وأن تكونهم حتى يظهر لهم الحق ويظهر لهم الأولى وإن لم تكن أنت. لا تقل انك الاوحد.
– عندما يبكي أحدهم للحاكم فهو يدين ظلمه. لا يبكي أحد للثائر إلا اذا كان هذا الثائر املا. كن أنت. كن أنت نفسك.
– لن يبتسم أحد لثاءر الا احتفالا بالنصر وقد يبكي أحدهما فرحا وسرا.
– الناس يبكون على الثائر ويضحكون من المعارض. الناس لا يبتسمون للحاكم صدقا وابدا. يصنعنون ما يصنعون ويصنع بهم ما يصنع لهم. لا تكن مهبا ولا تتحول إلى أداة يضربون بها.
– اظهر في أي صورة شئت، ستظهر صور أخرى لا لتظهرك.
– المعارضة فن عنوانه التضحية بما يفوقك. وعليك أن تفوق نفسك لتفوق من أجلهم خصمهم.
– من يظن انه يذهب للناس من أجل إخراج أسلوب عمله بينهم ومهما حاول، يفشل مرتين. فهو ليس في ثوب المديح ما دام فاشلا في تحقيق مصالح الغالبية.
– خدعة اليوم مهزلة غدا. وكم من صورة ومن خدعة كانت “جيدة” كحبل الكذب وغولطت بها الجماهير في المسرح الجميل، ثم أضحت في اليوم الموالي وبالا. من هنا تأسيس مدرسة الهزيمة. واما الناجحون في كل العالم فيعرفهم كل العالم ويعرف سر نجاحهم وهو الصدق والعلم والنضال والذوق والذكاء والفراسة والرجال…الخ. ولن يتغير شيء من هذا. ولن يتغير شيء حتى اذا دخلت معهم عالم نسف هذه القيم الكفيلة الوحيدة بالانتصار على الذين يحكمون بعكسها بتحطيم كل شيء ليستسلموا لكل شيء.
– كل ما في الأمر ان الغالبية متعودة على ذم المعارضة وتمجيد الحكومة مهما كانت لا تستحق الذكر. ولن يتغير الحال أبدا وإن حرقت أصابعك إلا اذا تغيرت المصلحة وبرهنت بالحجة الملموسة انك تحقق مكاسب فعلية لغالبية الناس وتفرض قوة الرأي أو قوة الجماهير وتفرض قوة التأثير وقوة القرار ومن ثم قوة الحق وقوة القانون وقوة الموقف والاختيارات…الخ.
– العقل الجامع أهم من العقل التنافسي. والدور الوطني أهم من الدور الحزبي. هذه في رأينا أبجدية السياسة الوطنية حزبية أو غير حزبية.
– ايها السادة الأفاضل، خوضوا معركة واحدة حتى النهاية وحققوا فيها هدفا واحدا لمصلحة تونس وشعب تونس وسيسقط الحاجز المركب من كل الأدوات القذرة بينكم وبين الشعب لعهود مضت وخاصة في السنوات الاخيرة. والعكس عكس.
– مكرر: بتغيير إدراك التونسيين لما يجري فقط تتغير قناعاتهم.
صلاح الداودي