درس التحالفات الاستراتيجية السوري-الروسي وضرورة الاتجاه شرقا

أضيف بتاريخ: 21 - 09 - 2018

صحيح ان حرية التعبير في حالتنا مجرد “غياب للحظر تنتهزه فئة قليلة” لتستفيد منه بنفسها أو لتشغل فئة أخرى لمصلحتها. وصحيح ان “حرية الصحافة ملك لمن يمتلك صحافة”. وصحيح أيضا ان ديمقراطية حق التعبير هي حق “الثرثرة المتواصلة”. ولكن أمرا آخر يشغل بال الناقد والفيلسوف والمخرج السينمائي ألا وهو كيفية استخدام المعلومات. قد يبدو الأمر بسيطا جدا وبديهيا جدا، وهو كذلك فعلا في الظاهر، لأن النتائج تؤكد ذلك. فعندما نقول على سبيل المثال ان العرب هم أحد أهم أسباب غطرسة كيان العدو الإسرائيلي فكانما نحن لا نقول شيئا بالمرة. اما عندما يتم نشر معلومات تؤكد ذلك، – في صورة الحيازة على معلومات -، فسرعان ما يقفز الأمر إلى محور الاهتمام الأول.

فلو نتأمل في حادثة إسقاط الطائرة الروسية ايل 20 هذه الأيام في سوريا، وبقطع النظر عن صورة الحادث العدوانية الحقيقية، فسوف نؤكد المؤكد وهو ان كيان العدو يعتبر ان كل العرب ما عدا حلفاء سوريا ومحورها غير معنيين بسوريا بالمرة بل هم معنيون بكيان العدو أولا. وثانيا، ورغم كل ما يقال، فان روسيا نجحت في المساعدة على تحرير بعض المناطق في سوريا وخاصة في الجنوب السوري ومن بين اسباب ذلك طبيعة علاقتها بكيان العدو. وثالثا وأخيرا وهذا الأهم، كون روسيا أيضا تركت وحيدة وأسقطت وحوصرت وعوقبت…الخ قبل أن تصبح روسيا التي هي اليوم وهي معاقبة ومقاطعة ومحاصرة أيضا الآن ولا أحد من العرب يعمل جديا لكسبها أو التعاون معها وتكوين قوة داخلها ما عدا سوريا والجزائر بمقدار ولكن بشكل واضح. الامر الذي جعلنا في الماضي خارج التاريخ وسيتركنا خارج التاريخ مستقبلا. ويا للمفارقة، ان سوريا نفسها لم تستفد على مدى عقود مضت بالشكل المطلوب من علاقتها بروسيا من باب تبادل المنافع، ولا العراق ولا مصر ولا ليبيا ولا اليمن… دون أن نتحدث عن تونس ولو بصورة غير متكافئة يقول قائل. وذلك نتيجة كون سوريا متروكة لوحدها وكونها تحت ضغط التآمر العربي الدائم وكون بعض السوريين خانوا وطنهم. اننا هنا نضرب مثلا يعني غالبية الدول العربية على عكس بيونغ يانغ وتركيا وإيران والصين وفنزويلا وعدة دول أخرى، ونقصد العبرة لمن يعتبر ونترك حرية تعميق الفهم لمن يريده. وفيما يلي بعض المعلومات الموثوقة عن بعض الفرص التي كانت روسيا قد عرضتها على بعض العرب:

1- اتاحة شراء محطات تلفزيون اساسية و بعض الجرائد
2- اتاحة فرصة معامل حديد وصلب وألمنيوم
3- إتاحة فرص الاستثمار في حقول النفط والغاز
4- المنشات العسكرية للصناعات الإلكترونية
5- الاستفادة من خبرات العلماء الروس
6- المشاريع السياحية والتنموية
7- مجال الكهرباء
8- الطيران المدني
9- الاسمنت
10- منظومة الدفاع الجوي الأس 300 في ال2001 وبنصف ثمنها
11- بضائع مختلفة
12- إطفاء الديون

هذا وكان المسؤولون والجنرالات الروس المحبون لسوريا ومصر والعراق والجزائر واليمن من أصحاب المراكز المهمة “يرجون قدوم رجال أعمال من هذه الدول بمساعدة حكوماتها لشراء هذه المنشآت لتأسيس لوبي عربي ووطني روسي. ولكن كالعادة رفضت عروضهم” واتيحت الفرصة لكيان العدو.

بالمقابل قام الرئيس بشار الأسد بخيارات استراتيجية مهمة لصالح روسيا، في العام 2009 عندما رفض مشروع نابكو لنقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا لمنافسة الغاز الروسي وكذلك تأييده لروسيا ضد جورجيا حماية لأبخازيا خلال زيارته سوتشي. ومن هنا نفهم القناعة الروسية واقناعها الصين بالشروع في استخدام الفيتو الثنائي لمصلحة سوريا ومن ثم المشاركة العسكرية في تحريرها.

صلاح الداودي