أغلبية السعوديين يعتبرون فلسطين قضية العرب ويرفضون التطبيع

أضيف بتاريخ: 31 - 07 - 2018

”المركز العربي للأبحاث”:

خلافاً لما تروّجه وسائل الإعلام السعودية حول مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، تشير المعلومات والتحليلات إلى أن الكيان الصهيوني لا يزال يشكّل أكبر تهديد للأمة العربية والمنطقة، وأن أغلبية الناس في جميع الدول العربية ينظرون نظرة سلبية إلى ميل بعض حكوماتهم إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب لفلسطين.

وفي آخر استطلاع للرأي اعتبر 92٪ من الرأي العام في العالم العربي أن “إسرائيل” تشكّل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة، فيما عارض فقط 3% هذه الفكرة، وتظهر هذه الإحصائيات زيادة مقارنة بنتائج عام 2016، حيث اعتبر 89٪ من العالم العربي أنها تشكّل خطراً للمنطقة من ذلك العام.

وأحدث مثال على البيانات المتاحة في هذا المجال هو تقرير المؤشر العربي 2017/2018 الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات، والذي يهدف إلى الوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعةٍ من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بما في ذلك اتجاهات الرأي العام نحو قضايا الديمقراطية، وقيم المواطنة والمساواة، والمشاركة المدنية والسياسية.

وأولى المؤشر الاهتمام، كعادته، لمواقف الشارع العربي من القضية الفلسطينية، بل لنظرة العرب تجاه الكيان الصهيوني والاعتراف به أو التطبيع معه، وطرح المؤشر العربي عدة أسئلة على أعداد كبيرة من الشعب العربي، من بينها سؤال حول ما إذا كانت القضية الفلسطينية تشكل قضية لكل العرب أم إنها تعتبر قضية الفلسطينيين وحدهم؟، وما هي وجهة نظرهم حول المعاهدات الثلاثية الموقعة بين الطرفين العربي والإسرائيلي؟، وكذلك موقفهم من اعتراف بلادهم بـالكيان الصهيوني.

وفيما يتعلق بنوع التعامل مع القضية الفلسطينية، فإن أغلبية المستجيبين (77٪) اعتبروا أنها تخصّ جميع العرب، فيما اعتبر 15% من المستطلعين أن القضية الفلسطينية تخص الفلسطينيين وحدهم، وكان الجدير بالملاحظة في هذه القضية أن أعلى نسبة تصويت أتت من الأردن (90٪) وتونس (89٪) ومصر (85٪) والسعودية (80٪) ولبنان (80٪) حيث أكدوا على أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، وقد بلغت هذه النسبة على الأقل 64٪ في فلسطين نفسها، و67٪ في العراق و72٪ في السودان.

ومقارنة مع استطلاع عام 2016 في هذه القضية، أظهرت النتائج هذا العام زيادة ولكن لا تزال أقل مما كانت عليه في استطلاعات سابقة، حيث بلغت هذه النسبة 84٪ عام 2011 و2012/2013 وانخفضت إلى 77٪ في عام 2014، وبعد ذلك في عام 2015 و2016، وصلت إلى الحد الأدنى 75 ٪، وعادت لترتفع عام 2017 لتبلغ 77 ٪.

في المقابل، ازداد عدد الذين يعتقدون أن قضية فلسطين هي قضية الفلسطينيين أنفسهم، وكانت هذه النسبة حوالي 8 ٪ و9 ٪ في 2011 و2012/2013، وارتفعت إلى 14 ٪ في عام 2014. وفي عام 2015 و2016، وصلت نسبة هؤلاء إلى ذروتها 18٪، وفيما وصلت في العام الحالي إلى 15٪ تقريباً.

إن قمنا بمقارنة هذه النتائج بين عامي 2011 و2018 نلاحظ أن نسبة من ينظرون إلى القضية الفلسطينية كمسألة تخص كل العرب قد انخفضت في جميع البلدان، لكنها انخفضت بنسبة أكبر (27% ) عند الفلسطينيين أنفسهم. نقطة أخرى مثيرة للاهتمام هي الزيادة الكبيرة في هذه النسبة في كل من مصر والسعودية، ويمكن ربط هذا الأمر بسبب الدعايات الإعلامية والخطابات الداعية إلى التطبيع مع العدو الصهيوني.