الجنوب السوري يشتعل و”إسرائيل” تترنح على صفيح الجولان

أضيف بتاريخ: 11 - 06 - 2018

– محمد صادق الحسيني-

الهجوم النهائي لقوات حلف المقاومه على مواقع المسلحين الارهابيين في أرياف القنيطره ودرعا ، وصولا الى حدود الجولان وما بعدبعد حدود الجولان والحدود الاردنيه بات قاب قوسين او ادنى…!
في هذه الاثناء تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير حربه رساله سريه نقلت إليهما بواسطة الطرف الروسي ، تضمنت تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل من التدخل ، باي شكل من الأشكال في المعارك القادمة ، والا فان الرد لقوات حلف المقاومه على اَي استفزاز إسرائيلي سيكون اقسى بكثير مما يتوقعه العدو.. .!
وقد أكدت المصادر المتابعة بان المعلومات الاستخباريه المتوفرة تشير الى ان الهجوم الشامل للجيش السوري وحلفائه سيبدأ خلال ٤٨-٧٢ ساعة ، اعتبارا من الساعه ١٢٠٠ من ظهر اليوم ١١/٦/٢٠١٨ بتوقيت دمشق ، وان كافة صنوف اسلحة الجيش والقوات الحليفة ستشارك في العمليات القتالية التي ستبدأ وتنفذ حسب الخطه العسكريه التي وضعتها هيئة الأركان العامه للجيش والقوات المسلحه السورية.

في هذه الاقناء فانه وعلى الرغم من عاصفة الضجيج التي يثيرها رئيس الوزراء الاسرائيلي ، في تناغم مع تصريحات تصدر على نفس الموجه من الجنرالات العسكريين والأمنيين الامريكيين ، حول العديد من المواضيع المتعلقة بالعدوان الامريكي الاسرائيلي الرجعي “العربي” على سورية ، فان انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه مستمرة على كل الجبهات متجاهلة كل التهديد والعويل الاميركي الاسرائيلي السعودي والذي يتمحور حول ما يطلقون عليه “توسع النفوذ الإيراني” في سورية وغيرها من الدول العربية.

ولكن عاصفة الضجيج هذه لم تتمكن من اخفاء الهزائم المتلاحقة التي يتكبدها المعسكر الصهيواميركي المعادي لحلف المقاومه ولا هي قادرة على تهدئة روع القاده العسكريين والأمنيين والسياسيين الاسرائيليين الذين انتقلوا الى القدس المحتله ، لعقد اجتماعاتهم في النفق او مركز القياده المحصن ضد كل انواع الاسلحه والمقام في باطن الارض عند المداخل الغربيه لمدينة القدس ، وذلك منذ بداية شهر أيار الماضي.
فكيف لنتن ياهو ، الذي يهدد بإخراج ايران من كل سورية وليس فقط من الجنوب السوري ويهدد بضرب الجيش العربي السوري ، ان يكون رامبو في الاعلام ويختبئ تحت الارض في الوقت نفسه خوفا من صواريخ الجيش العربي السوري وحلفائه !؟
ان هذا الواقع يؤكد مجدداً على هزيمتكم الميدانية ايها الصهاينة وكذلك هزال المعنويات الداخليه والتي تجعلكم تعيشون حالة خوف دائم ، والتي تعززت بعد المستجدات التالية:

اولا: فشل الاجتماع ، الذي عقد بين رئيس أركان الجيش الروسي، الجنرال فاليري غيراسيموف ، ورئيس هيئة الأركان المشتركه للجيوش الامريكيه ، الجنرال جوزيف دانفورد ، والذي عقد يوم ٨/٦/٢٠١٨ في هلسنكي ، عاصمة فنلندا ، في التوصل الى اَي صيغة مشتركه ، بين الطرفين ، لانتشار الجيش العربي السوري في جنوب سورية ، وكذلك موضوع تواجد وحدات مقاتله من حزب الله اللبناني ، الى جانب مستشارين عسكريين ايرانيين ، يدّعي الطرف الاميركي الاسرائيلي انهم ليسوا كذلك وانما هناك وحدات من الحرس الثوري الإيراني تنتشر مع وحدات الجيش السوري ويرتدي أفرادها اللباس العسكري السوري للفرقة الرابعة والخامسة وقوات الحرس الجمهوري السوري ، حسب ” المعلومات الاستخبارية ” التي تحدث عنها الجنرال الاميركي خلال الاجتماع.وهي بالطبع معلومات ملفقه سبق ان قام بنفي صحتها الرئيس السوري ، بشار الأسد شخصيا ، بالاضافة الى وزير الخارجيه وليد المعلم. وهذا يعني:

١) ان الطرف الروسي رفض الاقتناع بما ساقه الطرف الامريكي من تلفيقات حول طبيعة القوات العسكريه المنتشره في الجنوب السوري ، خاصة وان القيادة الروسيه على علم تام ، بحكم التنسيق الدقيق بين القيادتين الروسية والسورية بكافة التفاصيل العسكريه المتعلقة بمختلف الجبهات السورية. وبالتالي فهي على وعي كامل بان ما طرحه الجنرال الاميركي ليس الا تخرصات و خرافات
٢) رفض الجانب الروسي التدخل في قرار سيادي سوري بحت او مناقشته او الموافقه على تدخل الطرف الاميركي الاسرائيلي في ذلك واعتبار الموضوع خارج نطاق البحث.ما يعني رفضا روسيا واضحا لابتزازات الطرف ، الاميركي الاسرائيلي المهزوم ، ودحضا لادعاءات نتن ياهو وغيره ان هناك خلافا روسيا ايرانيا حول المشاركه العسكريه الايرانيه في صد العدوان الذي تتعرض له سورية منذ ما يزيد على سبع سنوات.

ثانيا: فشل تصريحات وزير الحرب الاميركي ، الجنرال جيمس ماثيس ، التي ادلى بها على هامش اجتماعات وزراء دفاع حلف الشمال الأطلسي في بروكسل يوم ٩/٦/٢٠١٨ ، في تهدئة روع الاسرائيلين وتخفيف شعور قيادتهم السياسية والعسكريه بالهزيمة واقتراب موعد استعادة الجولان السوري المحتل وصلاة قوات حلف المقاومه قريبا في المسجد الأقصى المبارك.
تلك التصريحات التي قال فيها الوزير الاميركي بان ما يطلق عليه التحالف الدولي لمحاربة الاٍرهاب سيستمر في محاربة داعش وان القوات والقواعد الاميركيه باقية في سورية حتى إلحاق الهزيمه الكامله بداعش.اي انه يقول للاسرائيليين بصريح العباره اننا باقون بحمايتكم ولا داعي لقلقكم.
ولكن الوزير الاميركي يعلم اكثر من غيره ، كما يعلم الجنرالات العسكريين والأمنيين الاسرائيليين ، ان كلامه بعيد عن الواقع ، وانه غير قادر على الحفاظ لا على قواعده العسكريه الاحتلاليه في سورية ، ولا على توفير الامن لقاعدته العسكريه على ارض فلسطين والتي تسمى اسرائيل ، وان من يحدد بقاء القوات غير السوريه على التراب الوطني السوري هو القياده السياسية السوريه ، ممثلة بشخص الرئيس بشار الأسد ، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة السوريه ، والذي ينطلق قراره من موازين القوى في الميدان والوسائل القتالية اللازمه لإنهاء الوجود الإرهابي المسلح والمدعوم من قوات وقواعد الاحتلال الاميركيه في التنف والحسكةوغيرها من مناطق الشمال الشرقي السوري.

ثالثا: ان الخزعبلات والتفاهات والتضليلات ، التي تصدر عن هذا المهرح المسمى بنيامين نتن ياهو ، والتي كان اخرها ما صدر عنه عصر يوم ١٠/٦/٢٠١٨ من ادعاءات بان اسرائيل متفوقة في مجال تنقية المياه ومواجهة الجفاف وأنها مستعده لتقديم العون التكنولوجي للشعب الإيراني لمساعدته في تنقية المياه ومواجهة شحها في ايران ….!
وباقواله هذه فان نتن ياهو لا يمارس الخديعة على الشعب الإيراني فقط ، وانما يمارس الكذب على كل شعوب العالم بادعاءاته هذه وإنكاره ان تخفيف أزمة المياه في فلسطين المحتله لا يرجع الى عبقرياته واختراعاته التكنولوجيه والمائيه( الهيدروليكية ) وانما يعود ذلك ، وبكل بساطه ، الى سرقة المياه العربيه الفلسطينيه الاردنيه السوريه اللبنانيه من نهر الاْردن وروافده ومن بحيرة طبريا الفلسطينية السوريه وهو ما نجم عنه جفاف نصف البحر الميت الجنوبي ، الذي كان يتغذى بالمياه من نهر الاْردن ، الذي لم يعد نهرا بعد تحويل مجراه وسرقة مياهه من قبل أسلاف نتنياهو.
لذلك فاننا نقول له ان الشعب الإيراني الذي يمتلك الاف العلماء ، في كافة مجال العلوم بما فيها العلوم النوويه ، ليس بحاجة لك ولا لأكاذيبك وادعاءاتك الزائفة .كما ان هذه الترهات لن تنجح في تهدئة روعك انت وقيادتك العسكرية والامنيه وليست قادرة على اعادة الطمأنينه الى قلوب المستوطنين الاسرائيليين، وذلك بدليل:

رابعا: استدعاء وزارة الحرب الاسرائيليه ، وبشكل عاجل ، جنود الاحتياط لترك بيوتهم ومراكز عملهم والالتحاق بالجبهة فورا ، وذلك عقب ما قالت عنه مصادر عسكريه إسرائيليه انه اقتراب بدء هحوم الجيش العربي السوري وحلفائه على جبهتي القنيطره ودرعا في الجنوب السوري ذلك الاستدعاء ، وحسب بيانات وزارة الحرب الاسرائيليه ، الذي يهدف الى عرقلة الهجوم السوري اذا لم يكن ممكنا احتوائه …!

مما يعني ان قيادة جيشك، أيها الطاووس الأجوف، لم تعد تواجه خطر تقدم قوات حلف المقاومه لتحرير الجليل الأعلى من الاحتلال وانما اصبحت تواجه جبهة تشمل مستوطنات وسط الجولان ، مثل مستوطنة ميروم جولان Merom Golan ، ومستوطنات جنوب الجولان مثل مستوطنة ميفو حمه Mevo Hama ومستوطنة تل كاتسرين TEL Katsrin ، وكذلك مستوطنات جنوب غرب بحيرة طبريا مثل مستوطنة دجانيا الف Deganya Alef ومستوطنة دجانيا باء Deganya Bet ، وغيرها من المستوطنات الواقعه في تلك المنطقة وصولا الى مدينة بيسان وغيرها من المدن الفلسطينيه المحتله ، جنوب بحيرة طبريا وغربها.
وهذا يعني ان حديث مستوطنيك ، على طول خطوط المواجهه ، لن يدور حول ما اطلقته من بروباغاندا تضليلية فارغه حول شُح المياه في ايران ، وانما سيدور حديثهم في مستوطنات وسط الجولان حول ما اذا كانت القوات العربيه السوريه ، التي ستدخل مستوطناتهم وتحررها من جيشك ، هل ستكون هذه القوات من الفرقه المدرعة الرابعه في الجيش العربي السوري ام من وحدات حزب الله ؟
بينما سيدور حديث مستوطنيك في مستوطنات جنوب الجولان وجنوب غرب بحيرة طبريا حول ما اذا كانت القوات ،التي ستدخل مستوطناتهم وتحررها من احتلالكم ، ستكون من الحرس الجمهوري السوري فقط ام انها ستشمل ايضا قوات النمر المعززة بوحدات من الفرقه المدرعة الخامسة في الجيش العربي السوري ووحدات من لواء ابو الفضل العباس في قوات الدفاع الوطني السوري ؟

هذه ستكون محاور حديث أؤلئك المستوطنين الذين تقوم بخداعهم وتعرضهم لاخطار الحروب والدمار .كما ان ما يطلبونه منك ليس حل مشكلة المياه في ايران وانما إيجاد مأوى لهم عندما تعترف بهزيمتك ويبدأ تفكيك أسرائيل بعد تحرير معظم فلسطين التاريخية من قبل قوات حلف المقاومه وعودة اَهلها الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها قبل سبعين عاما.
كفوا عن الكذب والخداع واعترفوا بهزيمتكم وابدأوا بتنظيم انسحابكم المنظم من فلسطين قبل اضطراركم الى الانسحاب تحت النار الامر الذي سيضاعف خسائر ” جبهتكم الداخليه ” عشرات المرات.