الجنوب كما الشمال السوري جبهة مقاومة واليد العليا لنا

أضيف بتاريخ: 30 - 05 - 2018

– محمد صادق الحسيني-

كل الجهود والعوامل وعناصر القوة والاقتدار السوري والقوى الرديفة والحليفة للجيش العربي السوري معه تفيد بان الدولة الوطنية السورية عائدة لبسط سيطرتها على كامل حدودها مع فلسطين المحتلة( الجنوب السوري) قريبا سلماً او حرباً ولا منة لاحد عليها الا فضل من الله ورضوان…!
نقول هذا لاننا نشعر بضرورة الاشارة بلغة لا لبس فيها ، ورغم التصريح غير الموفق، لا في الجوهر ولا في الشكل ، لوزير الخارجيه الروسي ، سيرغي لافروف بهذا الخصوص ، بان من يقرر مصير التراب الوطني السوري جنوبا وشمالا وغربا وشرقا ، هو رمز القياده السوريه الرئيس بشار حافظ الأسد ، دون غيره …!
كما ان الجهة الوحيدة المخولة بتحديد أماكن تواجد القوات ، اي قوات بما فيها القوات الروسيه والاخوة المستشارين الإيرانيين ووحدات حزب الله ، على كامل التراب الوطني السوري ، هو الرئيس بشار حافظ الأسد فقط دون غيره ، بصفته رئيسا للجمهورية العربية السورية وقائدا اعلى للقوات المسلحه السوريه .كما انه هو الوحيد الذي يحق له دستوريا ، ومن خلال قادته العسكريين ، المناورة بهذه القوات على جبهات القتال ودائما تحت راية القياده العامه للجيش والقوات المسلحه للجمهورية العربية السوريه ، وليس تحت اي راية اخرى …!
إذن فان تصريحات لافروف او اي مسؤول آخر تصبح لا قيمة لها على الإطلاق ولأسباب عديده لا مكان لمعالجتها في هذا المقام . ذلك ان القيمة الحقيقية الوحيده للتطورات الجارية على الجبهه الجنوبيه في سورية هي حقيقة ان الجيش العربي السوري سيستعيد سيطرته الكاملة ، على كل المناطق التي يسيطر عليها مرتزقة الهاغاناه والشتيرن ، المسماة تنظيمات سوريه مسلحه ، وبالتالي سيعيد فرض السياده السوريه الكامله وغير المنقوصة على هذه المناطق المحرره عاجلا او آجلا…!

وهذا يعني ان امر نشر وحدات الجيش العربي السوري، ورقعة انتشارها ، وضرورة مساندتها من قبل قوات رديفه من عدم ضرورة ذلك ، سيكون قرارا سياديا بيد الرئيس السوري لينفذ بواسطة قيادته العسكريه ولن يكون قرار اية جهة اخرى ، سواء عربية او اجنبيه .
وعليه فنحن نرى ونؤكد ان الضمان والضامن لسيادة الدوله الوطنية السوريه على كامل ترابها الوطني هو الجيش العربي السوري وليس غيره. لذلك فان المطلوب هو شيء واحد فقط:

كف يد الامريكي واذنابه ، من صهاينة وعملاء عرب ، عن العبث في الجنوب كما في الشمال السوري ، وذلك لضمان عدم وجود حاجه لمساندة الجيش العربي السوري بوحدات رديفه ، سواء كانت عربية او ايرانيه ، مع التاكيد على ان هذا الامر هو شان داخلي سوري لا يحق لوزير الخارجية الروسي او غيره التدخل فيه إطلاقا …!
نقول ذلك لسببين:

الاول: تبيانا للحقيقه ، التي لا بد من توضيحها بشدة ، وهي الامر المتمثل في ان الجيش العربي السوري يقوم ، في كل معاركه على الارض السوريه ، عملياً اضافة لدفاعه عن امن بلاده القومي فهو يقوم بالدفاع عن اسوار الكرملين كما عن قصر الشعب في موسكو وكذلك اسوار طهرا وتخوم بيروت ووو…
ما يعني ان لا منة للسيد لافروف على احد ، خاصة وان “اسرائيل” هذه اي الكيان القهيوني الغاصب الذي نخشى ان لافروف يمالقها هنا، هي جزء من المعسكر الاميركي المعادي لروسيا وليست ( اسرائيل ) صديقا لروسيا يجب حماية مصالحها، كما هو الحال في العلاقة السوريه الروسيه …!
والثاني: فاننا نقول ذلك لتذكير السيد لافروف بالحقيقة التاريخية ، التي اما انه يجهلها او انها غابت عن ذهنه ، بان الخطأ في فهم طبيعة وجوهر العلاقة الروسية السوريه وخصوصيتها وعمقها الاستراتيجي ، سيؤدي الى خسارة روسيا لحليفها السوري كما خسر الاتحاد السوفييتي حليفه المصري عندما ارتكب سياسيو الاتحاد السوفييتي آنذاك اخطاء شبيهة باخطاء لافروف الحاليّه ، مما بلور طاهرة خطيرة في مصر افرزت أنور السادات الذي قام باتخاذ قرار الاستغناء عن خدمات المستشارين العسكريين السوفييت ، البالغ عددهم اكثر من سبعين الف مستشار اوفنيا ، وتم ابعادهم فورا …
وهذا ما ينبغي تحذير الديبلوماسي الروسي منه لانه سيظهر عمليا وكانه يدفع دون ان يدري ببلورة شئ خطير لا يصب الا في مصلحة واشنطن…!
من هنا فاننا ننصح السيد لافروف بعدم وضع الحواجز والعراقيل في طريق العلاقة السوريه الروسيه خدمة لفتح طريق علاقة سورية امريكيه مهزوزة ولا يمكن المراهنة عليها بتاتاً ، الامر الذي قد يضع نهاية مأساوية لأحلام روسيا باستعادة شيئا من عظمة الاتحاد السوفييتي السابق كما هي بعض بنود مبدأ بوتين…!
مع التنويه بان الاتحاد السوفياتي السابق الذي كانت سياسته ترتكز الى مباديء ثابته هي التي جعلته دولة عظمى وما ان غادرها الى عالم صيحات في عالم الأزياء حتى خسر كل شئ واصبح مهددا في عقر داره.. .!
اخيرا وليس اخرا اذا كان لافروف مهتما بانجاح عملية مصالحة وطنية سورية لمنطقة الجنوب السوري فليفصل معركة درعا عن القنيطرة التي ما قدمت اليها القوات الحليفة الا لمحاربة الارهاب القاعدي المدعوم من تل ابيب ، والمدرع اسرائيلياً..!
وبالتالي اذا كان لافروف قد اخذ ضمانا من الاسرائيليين والامريكيين بانهم سيتوقفون عن مهاجمة القوى الحليفة – في استانه- اذا ما تراجع الاخوة المستشارين الايرانيين عشرين كيلومترا عن حدود فلسطين المحتلة فهل لديه ضمانات كافية لتنفيذ المستشارين سائر مهامهم المتفق عليها بين القيادة السورية والقيادة الايرانية …!؟
ثم الم يمنحه الامريكيون ضمانات كاذبة اكثر من مرة حول تواجدهم ومهامهم في التنف ولم يلتزموا بذلك..!؟
بكلمة قد تكون هي الفصل فيما يجري من تحولات حول مستقبل الصراعات في المنطقة نقول للصديق والحليف الروسي الذي نقدر ونحترم ونجل كل تضحياته من اجل الانسانية في اذار الحرب على الارهاب نقول :
ان الكيان الصهيوني ، (اسرائيل) هذه هي عدوة لك في جورجيا واوكرانيا والقوقاز كله وفي الشيشان وفي داغستان وفي سورية هي ام كل هذه التنظيمات او العصابات المسلحة التي اتخذت لنفسها لبوسا اسلاميا احيانا واعرابيا او عثمانيا احيانا اخرى ، وواشنطن الراعية الكبرى لاسرائيل ولاذنابها القاعدية لن تحلب معك صاف ابدا…!
نحن ندرك حاجة موسكو الى تفاهمات هنا او هناك مع دولة عظمى هنا او هناك ، لكن الكيان الصهيوني سيكون خطنا الاحمر نحن العرب والمسلمين فلا تفرطوا بنا في معركتكم التاريخية ، وندعوكم بكل تقدير وتفهم الى التأمل طويلاً قبل ان يصبح تدارك الامر متأخرا جدا لكم ، فنحن ماضون في معركتنا التاريخية ضد الارهاب حتى القضاء على ام الارهاب في المنطقة اي الصهيونية اليهودية منها او “الاسلامية” الوهابية منها او العثمانية او اي تسمية اخرى اتخذتها لنفسها ، والزمن يعمل لصالحنا تماماً..!