حول اغتيال الشهيد البطش

أضيف بتاريخ: 21 - 04 - 2018

– تقرير –

“كتبت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية: “فادي البطش، من كبار مهندسي حركة حماس، اغتيل على بُعد آلاف الكيلومترات من قطاع غزة، طريقة الاغتيال، إطلاق النار من على دراجة نارية تذكر باغتيال أمين عام الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في العام 1995 في مالطا، المعضلة أمام حركة حماس هي كيفية الرد، أو التمسك بالتظاهرات على الجدار التي تخلق رأي عام ايجابي تجاه الحركة”.

وتابعت الصحيفة العبرية، من الطبيعي أن تربط عملية اغتيال المهندس فادي البطش بجهاز الموساد الإسرائيلي، فهو مهندس عمل لصالح حركة حماس، وخطة الاغتيال، استخدام دراجة نارية دون ترك أية أثر، كما جرى في عمليات اغتيال كثيرة سابقة نسبت للموساد.

حركة حماس كشفت علاقتها مع المهندس الذي تم اغتياله، اعترفت بأن البطش ينتمي إلى صفوفها، وتحدثت عن ميزة التميز والإبداع العلمي له، إلا أن حماس لم تكشف بالضبط عما فعله البطش، لكن من المرجح أن يكون قد عمل في الآونة الأخيرة في تحسين دقة الصواريخ الخاصة بها وإنشاء نظام جوي بدون طيار.

في موضوع الطائرات بدون طيار بالدرجة الأولى تعتمد حركة حماس على خبرات خارجية، والسبب في ذلك عدم القدرة على إجراء تجارب في غزة أو نقص المواد، وفي بعض الأحيان خوفا من أن يتم تصفية الخبراء من قبل “إسرائيل”، ومن المحتمل جداً أن تكون حركة حماس قد أخرجت البطش من قطاع غزة من أجل السماح له بحرية الحركة والأبحاث، وتمكينه من الوصول للمعلومات والوسائل التي يتم تهريبها لاحقاً إلى قطاع غزة.

العاصمة الماليزية تعتبر ساحة عمل حرة لحركة حماس إلى جانب تركيا وقطر، وماليزيا من أكثر الدول الداعمة لحكم حركة حماس في قطاع غزة، وكثيرا ما كشفت الاستخبارات الإسرائيلية النقود ووجود نشطاء هناك، وربما هناك في المنظمة من اعتقدوا أن إبعاد البطش إلى دولة إسلامية بعيدة ليس لها علاقات مع “إسرائيل” ، وعمله كمحاضر في المعهد البريطاني الماليزي في جامعة محلية سوف يوفران له الحماية.

إن كانت المخابرات الإسرائيلية هي من نفذت عملية الاغتيال للبطش، هذا يعني أن “إسرائيل” تتبعته منذ عدة سنوات، والمتابعة في مثل هذه الحالة تكون من جهاز الشاباك في قطاع غزة، ومن قبل جهاز الموساد والاستخبارات العسكرية في الخارج.

وسائل إعلام أجنبية ربطت جهاز الموساد الإسرائيلي في الكثير من الأنشطة في منطقة الشرق الأقصى، بما في ذلك في ماليزيا في السنوات الأخيرة، كما تم إفشال عدد من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية خاصة في تايلند، مما استدعى تعزيز البنية التحتية للمخابرات الإسرائيلية في المنطقة.

وعن أسلوب الاغتيال قالت الصحيفة العبرية، طريقة التصفية من النماذج التي اتبعها جهاز الموساد الإسرائيلي في السابق، بالطريقة نفسها اغتيل زعيم حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في مالطا في عام 1995 ، وكذلك اغتيل العديد من العلماء النوويين الإيرانيين في العقد السابق في طهران، ترك الدراجة النارية التي أطلق منها القتلة النار في الساحة أمرًا مقبولًا في مثل هذه العمليات من أجل تفادي المراقبة ، وربما حتى لحظة الاتصال بالشرطة المحلية يكون القتلة في مكان بعيد.

على الرغم من أن “إسرائيل” لا تتبنى مثل هذه العمليات ، لكن اغتيال البطش يشبه عملية اغتيال مهندس حماس الدكتور محمد الزواري في ديسمبر / كانون الأول 2016 ، في عملية نُسبت إلى الموساد، عملية الاغتيال تعتبر ضربة ليست بسيطة لحركة حماس، فهي تضع الحركة أمام معضلة الرد.

وحول احتمالات رد حركة حماس على عملية الاغتيال قالت الصحيفة العبرية، من المشكوك فيه قيام حركة حماس بالرد في الوقت الحاضر، فهي ستفضل التمسك بالمظاهرات السلمية على السياج والتي تخلق رأي عام إيجابي في العالم، وإن أي رد عسكري سيعطي “إسرائيل” المبرر للرد، وحشرها من جديد في زاوية منظمة إرهابية عليها الكثير من الضغوطات.

وعن موقع تنفيذ عملية الاغتيال قالت الصحيفة العبرية، تنفيذ عملية الاغتيال في ماليزيا فيها رسالة لأعداء آخرين ل “إسرائيل” خاصة إيران، ففي الأسبوع الماضي نشر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أسماء ضباط إيرانيين من الحرس الجمهوري على علاقة بتعزيز قوة إيران في سوريا، والهدف من الرسالة هو القول للضباط الإيرانيين، نحن نعرف من أنتم ، ماذا تفعلون ، ونعرف المكان الذي تعيشون فيه”، وفي حال وصول الأخبار من ماليزيا إلى إيران، من المرجح أن يناموا أقل بكثير في الليل حسب تعبير الصحيفة”.

العبارات الواردة لا تلزمنا