نظام الكذب والتضليل السياسي- الإعلامي هو البنية التحتية والفوقية الوحيدة للإرهاب والفساد

أضيف بتاريخ: 29 - 10 - 2016

كاذب وعابث جدا كل من يقول لكم أنه لا يمكن دعم ميزانية الدولة على الفور بجمع أموال التهرب الضريبي والمتخلدات والخطايا وكل ذلك وغيره. لا يتطلب ذلك أكثر من انفاذ القانون بالقوة العامة فورا أي الإرادة السياسية بكلمة لاستعادة شرعية الدولة المفقودة وسيادة الشعب المهدورة ولا يتطلب ذلك سوى وقتا وجيزا لأخذ القرار وإجراءات التنفيذ. كاذب أيضا من يطرح هذا الحل دون طرح السبيل الى تنفيذه وهو استعداد الطبقة السياسية في الصف الأول إلى خوض أشكال نضالية مباشرة في البرلمان والشارع ومؤسسات القرار وخاصة المالية والاقتصادية. إن طرح الحل الثوري يتطلب عملا ثوريا لا مجرد لغط إعلامي.
كاذب أيضا وأيضا من يروج انه لا توجد حلول مالية واقتصادية بديلة. بلى إنها توجد بمجرد تغيير الخيارات ووجهة السوق والتحالفات الإستراتيجية.
واذا كان انضباط الحاكم العميل مفهوما، فكاذب جدا المعارض الذي لا يطرح وجهة جديدة الا إذا كان بالفعل هزليا مقيدا بشروط مركزية اليمين واليسار الأوروبي وغير قادر على الخروج من السوق الأوروبية ومن تحت حذاء الأميركي والخليجي وهو ما تعيش عليه حكومات أوروبا ومعارضاتها.
وليعلم الجميع لا من باب زيادة في العلم وإنما من باب البداهة ان خياراتا أخرى تعني إسقاط الهيمنة الاستعمارية في كل المنطقة وفي أوروبا نفسها وان إسقاط قانون مالية تونس يعني إسقاط نفس السياسات في المنطقة وفي كل العالم التابع الفاسد. ولذا فإما التقدم بشجاعة بصرف النظر عن النتائج واما مصارحة الناس بالفشل، فشل المعارضة.
اما الحقيقة فواضحة، بالتضحية نستطيع وبشكل مؤكد وما دون ذلك كوميديا تافهة جدا وهدر لطاقات شعب مدمر.

لقد بات واضحا تماما أن منهجيتنا في العمل السياسي هي الأصح والانفع والابقى: تغيير السياسة الخارجية هو السبيل الوحيد لفرض سياسات وطنية أمنية واقتصادية واجتماعية.
كل التدمير الذي حصل لتونس على جميع المستويات جاء من خارج تونس بأدوات من المرتزقة المحليين.
على المستوى السياسي، ما من حل دون تيار وطني مقاوم موسع ينفذ مباشرة إلى العقول كتحرر وطني شامل.
صلاح الداودي