الانغماس الإرهابي التركي وموجات التطبيع رياح حرب كبرى

أضيف بتاريخ: 22 - 03 - 2018

رأس الدابة المتوحشة (اردوغان) وملائكة جهنم (الحلف الصهيو-اطلسي) وبيض الثعابين (العصابات الارهابية ودول الارهاب الخليجي) وصبية غولدا مايير (حكام التطبيع)، كلهم شبكة عدوان واحدة مهما بدا من تقلبات مفتعلة ومن تحايل على العقول، بل كلهم يعملون على تدمير خيمة المقاومة في سوريا.

ثمة من يتحدث بلغة واضحة جدا عن كون منطقتنا ذاهبة لا محالة نحو حرب اقليمية كبرى طالما يمكن استخدام الغطرسة الهستيرية التركية بعد أن اثبتت دورها الإرهابي الثابت كل هذه السنين وان أردوغان بالذات وحصرا هو رأس الدابة المتوحشة الضرورية لكل حرب وشرط كل عدوان في المنطقة. وثمة مع يشطب رأسه من قائمة رؤساء وزعماء العالم إلى جانب ترامب وبوتين، باعتبار ان أحدهما هو شرط ورأس حربة أي حرب عالمية كبرى وان الآخر رأس حربة دفع العالم نحو التوازن والاعتراف بالسيادات ونزع الهيمنة. وثمة أكثر من ذلك: من يعتقد انه يجري تجهيز العقيد النمر أو غيره لأي سيناريو محتمل بعقيدة المحافظة على الرقعة في صورة التضحية بالملك.

يشي ما يقع في هذه الأيام الأخيرة من قبيل الاحتلال التركي لعفرين ومحاولاته التوسع أكثر والاحتكاك مع الجيش العربي السوري لوضع حلب تحت المزيد من التهديد ومحاولة تعطيل عمليات الجيش والحلفاء للضغط على المجاميع الارهابية في أطراف إدلب (وربما التفكير في إعادة استخدام كل فائض الإرهاب المجمع في إدلب دفعة واحدة ضد الدولة السورية في وضع من الاوضاع). هذا علاوة على كل تمثيليات الكيماوي في الغوطة الشرقية ومارافقها من تهويلات وتهديدات على مستوى دولي، بالاضافة إلى تحركات الأمريكان المشبوهة شرق الفرات وفي التنف وتقصد الكيان إعلان مسؤوليته عن عدوان 2007 على مفاعل دير الزور قاصدا سوريا وبيونغ يانغ وإيران وحزب الله وروسيا في نفس الوقت.

كل ذلك يجعلنا نتوجس مما يلي:

1- سحب الجيش العربي السوري والحلفاء إلى الشمال ثم فسح المجال للكيان الإسرائيلي ليدخل على الخط على الجبهة الجنوبية بالتزامن مع العدوان التركي ومحاولة الاطباق على دمشق من الشمال ومن الجنوب أو بعد التوقف التركي وترك الأولوية للكيان ليطاول المشاغلة والانهاك دون استبعاد دور تركي- خليجي محتمل والأيحاء بإمكانية محاصرة روسيا وتخليها (الذي يبدو مستحيلا).

2- فتح المجال لدخول اميركي- اطلسي أكثر فأكثر مناصفة مع الأتراك شرق وغرب الفرات ومباشرة جزء من التقسيم يبدو استدراجا لردة فعل أميركية، ولكن باطنه خطة اميركية – تركية متفق عليها

3- تغطية كل عمليات العصابات الارهابية ودعمها ودفعها نحو الاستمرار أو الانتحار مع احتمال شن هجمات متنوعة على سوريا تحت ذرائع متنوعة على سبيل الخطأ أو على سبيل التقصد

4- دفع الواقع الفلسطيني إلى ما يشبه الواقع الإنساني اليمني وتوتيره نحو مزيد التفجر والتمزق والتنازع لتهيئة الوجه العسكري لما يسمى صفقة القرن

5- اشغال بقية الشعوب العربية بمعارك داخلية أهمها التطبيع في الوقت الحاضر بذراعيه الارهابي والافسادي

6- الضغط على المقاومة اللبنانية في الداخل اللبناني وما وراء حدود فلسطين المحتلة بسيناريوهات مفتوحة قيد الكتابة

7- تفجير الوضع العراقي ووضعه تحت أولوية ملفي الإرهاب والتواجد الأميركي ومحاولة الاحتلال التركي في الشمال العراقي

ورغم ان الانتصار السوري يتأكد أكثر فأكثر بأكثر سرعة ووضوح، ورغم تماسك ومصداقية القوات الحليفة والرديفة العاملة في ميدان الذود عن سوريا والمنطقة باسرها، وخاصة قوة الحليف الإيراني والروسي مبدأ وجهوزية تصل حد الاس 600 والصواريخ البالستية العابرة للقارات والغواصات غير المأهولة وآخر أجيال السوخوي، تتصاعد العدوانية المتربصة ببلاد الشام وتمر إلى وضع الميزان الوجودي، لأنه من حلب فصاعدا لم يعد يوجد أي سبيل لتمرير أي مخطط عدواني شامل إلا بنتيجة الحرب الكبرى لا بمجرد الحرب الدائرة الآن. وإن أي حرب مصيرية محتملة إما تكون نصرا أو لا تكون.

صلاح الداودي