“السيسي يتلاعب بالحقائق لإتمام الإتفاق مع إسرائيل”

أضيف بتاريخ: 24 - 02 - 2018

معاريف الأسبوع العبرية:
بقلم: جاك خوري

“احنا جبنا جول” هذا ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هذا الأسبوع، بعد أن تم توجيه سؤال له حول اتفاق الغاز مع إسرائيل. وقال أمام الكاميرات أن الاتفاق يرفع القاهرة لدرجة لتحتل مركز اقليمي في تجارة الغاز. لم يكن مخطئًا فعلًا. فالغاز الاسرائيلي لن يتم استخدامه في بلاده للاستهلاك الخاص. قبل عدة سنوات أقام المصريون منشأتين لتسييل الغاز، وهذا يسمح بتصدير الغاز بكميات كبيرة لمسافات بعيدة عبر البحر.

القاهرة ستشتري الغاز من خزانات “تمار” و “ليڤياثان”، تحوله لسائل، وتسوق لهم بأسعار عالية في دول كثيرة قدر الإمكان. في عالم المنافسة، تمتلك لبنان، قبرص، تركيا وإسرائيل الغاز، وفوقهم كلهم روسيا، وبأسعار مغرية. لكن منشآت الغاز على شاطئ البحر المتوسط تعطي مصر أفضلية نسبية.

وكان السيسي قد ادعى للجمهور أن الصفقة تمت بين شركات في السوق الخاص، وأن الحكومة ليست مشاركة بها. من جانب، شركة دولفين المصرية، ومن جانب آخر شركة ديليك الاسرائيلية.

يبدو ان الادعاء غريب، وهدفه تهدئة المعارضين. صفقة بمبلغ 15 مليار دولار، ستقدم للمشتري أرباحًا طائلة، لن يتم تنفيذها في مصر دون تدخل أو اشراف من القيادة.

هذه القصة تكشف عن عدة حقائق مُحبطة. أولها، قوة الجمهور وتأثيره على زعيم قوي مثله. كما يثبت إلى أي حد وصل عداء الجمهور المصري لإسرائيل. لدرجة ان صفقة ضخمة، ضرورية للاقتصاد المصري، لم تنجح في تبرير الاتصال مع اسرائيليين، وأجبرت الرئيس نفسه على التلاعب بالحقيقة.