شبكة امان روسية-ايرانية-سورية للدولة التركية. تصفية النصرة وانزال اردوغان من الشجرة

أضيف بتاريخ: 26 - 01 - 2018

– محمد صادق الحسيني-

لقد ثبت انه لا امان لاحد على الجغرافيا السورية الا في قصر الشعب السوري
الكرد ينتهي حلمهم مع هجرة الامريكيين قريبا الى الاردن
والاتراك لا حيلة لهم الا الخروج الامن بكوريدور روسي ايراني سوري…
وما تبقى قطع متناثرة على رقعة ميدان النصر الاستراتيجي لحلف المقاومة…
كل المعلومات والمؤشرات والقرائن تشير الى ان ما يجري في الشمال السوري في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ليس سوى استكمال للهجوم الاستراتيجي الشامل لحلف المقاومة الذي بدأ في حلب والموصل والذي افرز تفاهمات روسية ايرانية سورية اضطر ان يشارك فيها التركي على مضض وهي تقضي بما يلي :

اذعان تركيا بضرورة تنفيذ ، ما التزمت به في اجتماعات آستانه ، من إجراءات تهدف الى تصفية جبهة النصره. بحيث يتم تنفيذ هذا البند بالمشاركه المباشره مع الجيش الروسي الذي سيتولى استلام أسلحة جبهة النصره في أماكن تواجدها حيث سيقدم الجانب الروسي ضمانات لعناصر النصره من السوريين ، وهو ما سيدخل تحت بند العفو الرئاسي السوري العام الذي كان الرئيس بشار الأسد قد أعلن عنه سابقا ، بينما يتولى الجيش الروسي ترحيل الأجانب من تابعي النصره الى بلادهم فيما يتم نقل ابو محمد الجولاني ومجموعته ” القياديه ” الى قطر وترتيب إقامتهم هناك بشكل نهائي.
على ان يتبع استكمال هذه الخطوات بدء انتشار قوات الجيش العربي السوري في المناطق التي يتم اخلاؤها مع احتفاظه ( الجيش ) بحق اتخاذ الإجراءات العسكريه اللازمه في حال مخالفة العناصر المسلحة لترتيبات اعادة انتشار قوات الجيش العربي السوري في المناطق المشار اليها سابقا.
وفِي هذا الإطار يقتضي التنويه بان قطر ليست اكثر من مستقبل لهؤلاء وليست من ارباب الترتيبات المذكوره أعلاه ، اذ ان تلك الترتيبات قد تم الاتفاق عليها بين روسيا وإيران وتركيا والدوله السوريه .
هذا فيما ستبدأ المرحلة التاليه فورا والتي ستكون مرحلة تصفية الوجود العسكري الاحتلالي الاميركي في الشرق السوري من خلال الانتقال الى الاردن سريعاً …!
هل تذكرون مقولة الى الاْردن دُر؟
وهذا يعني تصفية كل عملاء أمريكا بمختلف اسمائهم ومسمياتهم في الشرق السوري واستكمال سيطرة القوات العراقية والسورية على حدود البلدين ….!
ونظرًا لرؤية الامريكي نفسه محاصراً بهذا الشكل المدوي بحيث بات في خطر خسران البوابة التركية للعدوان و امام اختلال واضح لموازين القوى في الميدانين السوري والعراقي ( وهما في الواقع ميدان واحد ) لغير صالحه ، ونظرًا لطبيعته العدوانية والتدميرية ، فقد لجأ فوراً الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الهادفه الى تخريب التفاهمات المشار اليها أعلاه والتي يعرف تماماً انه ستتم متابعة تطويرها وتنفيذها في لقاءات سوتشي القادمة .لذا عمد الى ما يلي :
دعوة وفد من “المعارضه” السوريه العميله الى واشنطن وإصدار الأوامر لها بالقيام بمجموعة خطوات لتخريب لقاءات سوتشي المقبلة .
دعوة ما يطلق عليها مجموعة الخمسه ، وبتآمر من قبل بعض الدول العربيه الرجعية التابعة ، لعقد اجتماع في باريس بهدف اثارة موضوع استخدام السلاح الكيماوي من جديد بعد فشل الولايات المتحده في ذلك بمجلس الأمن .
مواصلة المسؤولين الأمريكيين إطلاق سيل من التصريحات الهدامه سواء تجاه الصين وروسيا أو ضد الرئيس الأسد والدوله السوريه.
استمرار العديد من الجهات الرسمية الامريكيه ، الى جانب أذنابهم الأوروبيين من فرنسيين وغيرهم ، في النعيق بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني ونشر الاكاذيب حول الاطماع الايرانيه في السيطرة على العالم العربي .

لم يكن هذا ممكنا لولا النجاحات الميدانية الكبرى لقوات حلف المقاومه ، الى جانب الدعم العسكري الروسي والنشاط الدبلوماسي السري والعلني للدبلوماسية الروسيه وما أظهرته هذه الآله الدبلوماسية العملاقه من براعة وديناميكية لا تعرف الحدود ، والتي دفعت بالطرف التركي للبدء بإعادة نظر جذريه في سياساته تجاه الأزمة السوريه ، والتي كان النظام التركي العامل الأساس في تأجيجها ،من خلال تقديمه كافة انواع الدعم والإسناد لمختلف اطياف العصابات المسلحه وعلى امتداد سنوات العدوان على الدولة الوطنية السوري
فقد أدت اعادة النظر هذه من قبل النظام التركي ، الى جانب ما ارتكبته واشنطن من حماقات في تعاملها مع الأكراد سواء في العراق أو سورية ، وتقديمها الدعم العسكري والسياسي اللامحدودين لهم املا منها في ان يشكل ذلك رافعة لهدفها باستعادة زمام المبادرة الميدانيه في سورية ، أدت الى تيقن النظام التركي بان الادارة الاميركيه لا تقيم اَي وزن لأي حليف كان ، حتى لو كان عضوا مؤسسا في حلف الناتو العدواني ، كما انه تيقن بان أمن تركيا وسيادتها ووحدة أراضيها لا تعني للاميركي اَي شيء وان ليس لديه اَي مانع من التضحية بها في سبيل تحقيق أهدافه في المنطقة .
نتيجة لكل العوامل المشار اليها أعلاه مجتمعة وجد اردوغان ان لا بديل عن النزول عن شجرة إسقاط الحكومه السوريه والرئيس السوري بشار الأسد . وقد سارع الرئيس الروسي وآلته الدبلوماسية الحاذقة ، وبالتعاون مع حليفه الإيراني الذي لا يقل حنكة ودهاء عن الروسي ، سارعا الى إيجاد السلم الضروري لتنفيذ عملية الهبوط الاضطراري لأردوغان عن شجرة ازاحة الرئيس السوري .اي إنهما وفرا له إمكانية الهبوط الأمن تلافيا بسقوطه من السقوط من اعلى الشجره وانكسار عنقه من خلال العامل الكردي ، والذي كان يتحرك بالتعاون مع الامريكي باتجاه نقل التهديد الى الداخل التركي والبدء بعمليات اسقاط الدوله التركيه وانهاء وجودها استمرارا لما بدأته الدول الاستعماريه بعد نهاية الحرب العالمية الاولى قبل حوالي مائة عام .
علما ان هذه العملية الدبلو-عسكريه الضخمه قد بدأت في آستانه مرورا بسوتشي وغيرها من المحطات وصولا الى اجتماعات سوتشي القادمة أواخر هذا الشهر
لذلك فان القائلين بمعادلة أدلب مقابل عفرين لا علاقة لهم لا بالسياسة ولا بالعسكرية ولا بالدبلوماسية ولا بالاستراتيجية وذلك لأسباب عديده أهمها :
التغير الهام الذي طرأ على طبيعة التناقض في المصالح الاميركيه والتركيه .
طبيعة موازين القوى الميدانيه في سورية والعراق والإقليم .طبيعة التناقضات الروسيه الاميركيه الآخذة بالتحول الى تناقضات عدائية يصعب حلها دون احلال مصالح هذا الطرف مكان الاخر. اَي دون القضاء على وجود طرف من الطرفين في المنطقة .
وهذا يعني ان اردوغان قد توصل الى قناعة راسخة بان المصير الأسود لا ينتظر شخصه وحزبه فقط ، بل وجود تركيا كدولة وكيان سياسي وان نظرة الدول الاستعمارية التقليدية المعاديه لتركيا لم تتغير منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وان خططهم لا زالت نفسها الهادفة الى القضاء على الدولة التركيه رغم الزيف البائن في ما يطلق عليه علاقات التحالف بين تركيا والغرب بما في ذلك قاعدة الغرب الاستعماريه في فلسطين والمسماة اسرائيل.
اي ان قاعدة التفاهمات الاستراتيجيه الكبرى ، بين دول محور المقاومه وروسيا من جهة والرئيس التركي اردوغان وحكومته وجيشه من جهة اخرى ، لم تكن عفرين مقابل أدلب وإنما عفرين وادلب مقابل حماية الدوله التركيه من السقوط والزوال والشطب من الخريطة من خلال تقديم شبكة أمان لتركيا تتمثل في:
ضبط الحدود التركيه السوريه من قبل جيشي البلدين على قاعدة احترام المصالح المشتركه ومنع استخدام أراضي أيا من الدولتين كمنصة للعمل المعادي للدولة الاخرى.
وهذا الوضع ينطبق على الحدود العراقيه التركيه أيضا وبنفس المعايير والضوابط.
مما يعني خلق الظروف الضروريه لانتشار الجيش العربي السوري على كامل أراضي محافظتي أدلب وعفرين بعد تنفيذ إجراءات تكتيكية متفق عليها في بعض المناطق بهدف موائمة الميدان مع التوجهات السياسية .
وفِي هذا الإطار فقط وليس في غيره يمكن فهم ما تم التوافق عليه في إطار ترتيبات شاملة لإنهاء العدوان الأجنبي على سورية والدوله الوطنية السوريه

اخيرا وليس آخراً نقول ان جميع السياسات الاميركيه المتخبطة والتي تفتقد الى الحكمة والواقعية لن يكتب لها النجاح إطلاقا على الرغم من كل الضجيج الذي يثيره الاميركي والاسرائيلي هنا وهناك وعلى الرغم من قنابل الدخان الكثيفة التي يطلقونها في مختلف الاتجاهات ، سواء في ما يتعلق بنقل سفارة “ابو ايفانكا “الى القدس أو عملية محاولة اغتيال احد كوادر حماس في لبنان أو عمليات التسليح والتدريب الواسعة النطاق التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي لعناصر داعش في الجولان وبتآمر من قبل بعض الدول العربيه الرجعية و العميله ، نقول انه على الرغم من ذلك فان الانتصارات الكبرى لقوات حلف المقاومه سوف تتواصل حتى إنجاز الانتصار الاستراتيجي النهائي والمتمثل في تحرير القدس ودخول قوات الحلف اليها ربما حتى قبل ان ينجز “ابو ايفانكا” مهمة نقل سفارته اليها….!