من تداعيات التوتر المتصاعد بين موسكو وواشنطن

أضيف بتاريخ: 09 - 10 - 2016

تحسين الحلبي

لا أحد يشك أن القيادة الإسرائيلية تابعت باهتمام وحذر تطورات الوضع المتوتر بين موسكو وواشنطن بعد إنجازات الجيش السوري وحلفائه في جبهة الشمال ضد المجموعة الإرهابية والتهديد الأميركي ضد الجيش السوري والتهديد الروسي المضاد لأي إجراء عسكري أميركي ضد سورية.
وقد تناول (أودي ديكيل) العميد الإسرائيلي المتقاعد «رئيس الكتيبة الإستراتيجية في قسم التخطيط في هيئة الأركان» سابقاً هذا الموضوع لتأكيد عدد من المخاوف والمصالح الإسرائيلية مما يجري بين الدولتين العظميين وأهمها أن أي «ضعف أميركي مقابل روسيا في المنطقة سيلحق أضراراً بالمكانة الأميركية».
ويدعو إلى قيام إسرائيل بأي جهد لتخفيض هذا الضرر ويرى أن ازدياد قدرة سورية على الصمود وقوة إيران وحزب اللـه في سورية سيفرض على إسرائيل «تحديات تجاه اتساع رقعة انتشار الأسلحة الحديثة الروسية إذا ما وجهت واشنطن ضربة عسكرية مباشرة ضد سورية»… ويكشف أن إسرائيل «قادرة على تقديم المساعدة للولايات المتحدة بشكل متواضع في ميدان الاستخبارات وتبادل المعلومات الخاصة بالعمليات لتخفيض الأخطار على واشنطن من دون أن تشارك إسرائيل بشكل مباشر في الحرب..» وهذا يعني تكثيف الدور الإسرائيلي الاستخباراتي والتوظيفي للمجموعات الإرهابية في أكثر من منطقة.
ومع ذلك تجد إسرائيل نفسها أمام هامش ضيق إذا ما جرت أي مجابهة روسية أميركية على الأراضي السورية لأن ذلك من شأنه زيادة وجود الأسلحة الحديثة الروسية الأكثر تطوراً على الأراضي السورية من دون أن تستطيع إسرائيل والولايات المتحدة منع استخدامها ونشرها في ظل ظروف المجابهة المباشرة بين أسلحة القوتين العظميين.
ولذلك يرى بعض المحللين الإسرائيليين أن إسرائيل ستجد نفسها في وضع مفتوح على كل الاحتمالات وفي الوقت نفسه ضمن قيود قواعد لعبة تزداد فيها قوة التدخل الروسي في سورية والمنطقة.
ورغم ذلك يبدو أن إسرائيل تحاول تحديد بعض الطرق التي تريد من أوباما استخدامها ضد سورية وهي العودة لاتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية. ففي 6/تشرين الأول الجاري دعا العميد الإسرائيلي المتقاعد (أساف أورون) رئيس قسم التخطيط سابقاً في هيئة الأركان الولايات المتحدة إلى التركيز على هذا الاتهام وإلى الاستعانة بإسرائيل وخبراتها في مجال صنع الاتهامات من أجل التركيز على شن حملة ضد القيادة السورية بالإضافة إلى الحملة التي تستهدفها في حلب الآن.
العميد (أورون) قدم لواشنطن وحلفائها فكرة اللجوء إلى اتهام سورية بموضوع السلاح الكيماوي لكي تحافظ إسرائيل على استمرار حرب الاستنزاف ضد سورية بدعم من عدد من دول النظام الرسمي العربي، كما يبدو أن العميد (أورون) قرأ ما نشره موقع (بلومبيرغ) الأميركي الأكثر انتشاراً للكاتب السياسي (ليونيد بيرشيدسكي) بعنوان «الإنذار الذي يحمله بوتين للرئيس الأميركي المقبل» والذي جاء فيه أن «الدعم الروسي لسورية وصل إلى درجة جعلت القيادة الروسية تطالب واشنطن بالتراجع عن برنامج حلف الأطلسي ضد روسيا وبرفع العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما على شخصيات ومسؤولين روس» ويضيف (بيرشيدسكي) أن «السياسة التي يتبناها بوتين تسعى إلى فرض دور روسي متساو مع الدور الأميركي وليس أقل منه» وكان موقع (نيوز يوروب) الإلكتروني قد نشر تحليلاً بقلم (دان أليكس) أمس جاء فيه أن «الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية حذر بأن وحدات الدفاع الجوي الروسي في سورية سوف تسقط أي طائرة تهاجم الجيش السوري».
وكشف الموقع الأوروبي أن «موسكو تدرس خططاً لاستئناف وجودها العسكري في فيتنام وفي كوبا واستخدام قواعدها العسكرية السابقة في الدولتين.
وهذا ما أعلنه نائب وزير الدفاع الروسي (نيكولاي بانكوف) في السابع من تشرين الأول الجاري…
ولا شك أن هذه التطورات ستفرض على إسرائيل حسابات لا يمكن تجاهلها تجاه أي عدوان يستهدف سورية.
– الوطن –