الدب الروسي في قطر

أضيف بتاريخ: 25 - 10 - 2017

– محمد صادق الحسيني-

هل حانت ساعة تنفيذ تفاهمات القيصر والإمام وماذا يريد القيصر من زيارته لطهران الإربعاء المقبل؟ كل شئ يسير في سياق استمرار الهجوم الإستراتيجي للحلف المعادي للاحادية الأمريكية الذي بات ممتدا من موسكو إلى غزة. حلف المقاومة يوسع حزام الأمان ويتقدم في سورية إن في دير الزور وإن باتجاه البوكمال ويستعد لمرحلة تطهير بلاده من قواعد الارتكاز الامريكية. والعراق بعد قلع مسمار جحا الاسرائيلي في كردستان يتقدم باتجاهين الأول تحرير راوة والقائم ليلتقي الجيش السوري ويوسع كوريدور حركة تنقلات محورالمقاومة أو باتجاه قطع اتصالات كردستان العراق برميلان والحسكة وعمليا بالقواعد الأمريكية في سورية ومجموعات قسد التابعة لها. في هذه الاثناء ينقض النسر الروسي على الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الاطلسي في قطر.

في هذا الخصوص علق أحد أهم الجنرالات الأمريكيين المتقاعدين والمتابعين لشؤون الوضع الإستراتيجي الدولي ( نتحفظ على ذكر الإسم بناء على رغبة صاحب العلاقة ) على زيارة وزير الدفاع الروسي إلى قطر قائلا :

1)- ان زيارة وزير الدفاع الروسي شويغو إلى قطر لتوقيع اتفاقية تعاون تقني/عسكري معها لهو اختراق عسكري/ سياسي/ دبلوماسي/ روسي استراتيجي غاية في الاهميه على صعيد موازين القوى في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط.
2)- اننا نعتبر هذه الاتفاقية توطئة لإعادة احياء الوجود الروسي، بكل جوانبه، في الجزيرة العربية بعد فقدان ذلك الوجود بانهيار الاتحاد السوفييتي.
3)- نعتقد ان هذه الاتفاقيه سوف تشكل حجر الأساس لوجود عسكري روسي كبير في قطر والذي سيبدأ بمجموعة من المستشارين العسكريين ويفضي إلى إقامة قواعد عسكرية روسيه ثابتة هناك .
4)- سينجم عن هذا الوجود الروسي مزيدا من الضمانات لمصالح ايران المباشره في الخليج اضافة إلى توسيع نطاق المصالح الروسيه هناك مما يعزز الوضع الإقليمي لايران خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوجود الاميركي الكثيف سواء في قطر أو السعوديه أو البحرين وما ينطوي على أخطار تهدد ايران.
5 )- كما اننا نجزم بان هذه الخطوه تشكل احتواء أو تحييدا للوجود العسكري التركي في قطر وضبط تأثيراته على ايران وفصل مجال ذلك عن مجال تأثيرات الوجود العسكري الأميركي. علما ان معلوماتنا تشير إلى نية الجهات الروسية المعنية، سياسية وعسكرية، التفاهم مع تركيا لإقامة تعاون عسكري بينهما في قطر وبحر العرب
6 )- نعتبر هذه الخطوه بمثابة اجراء معاكس أو مضاد لاستيلاء الإمارات العربية المتحده وبالتالي الولايات المتحدة وإسرائيل على جزيرة سقطرى اليمنيه ذات الاهميه الاستراتيجيه العالية. تلك الجزيره التي تتحكم في طرق الملاحة البحرية من باب المندب باتجاه بحر الصين ( مضيق مالاقا ) والمحيط الهادى وما لذلك من أهميه بالنسبه لحركة السفن التجاريه والحربيه الصينيه وكذلك الروسيه حيث ان الأمر يؤثر بشكل مباشر على حرية حركة الأسطول الحربي الروسي في هذا المحيط ( ميناء فلاديفوستوك شرق روسيا).
7 )- ان هذه الاتفاقيه سوف تؤسس لفك ارتباط قطر بمشاريع الإرهاب التي شاركت في إدارتها، حتى الآن، مع الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية. وبالتالي فإننا نرى ان هذه الخطوة الروسية هي عبارة عن تفريغ للهجوم الممنهج من قبل واشنطن والذي تشنه السعودية وأذنابها ضد قطر خدمة لمصلحة أمريكا في إدامة التوترات في المنطقه كضمان لاستمرار عقد مزيد من صفقات الأسلحة الأمريكيه مع دول المنطقة ومن بينها قطر.
8 )- أما أذا تناولنا الموضوع ( الاتفاقيه ) في إطارها التكتيكي المحدود فبالإمكان اعتبارها اختراقا تكتيكيا روسيا في الجبهة الأمريكية يوازي الاختراق الذي حققته الولايات المتحده على الجبهة الروسية في قاطع دول البلطيق. هذا الاختراق ( الروسي ) الذي يمكن البناء عليه في أية مفاوضات إستراتيجية بين الدول العظمى مستقبلا بخصوص تشكيل النظام العالمي الجديد.
انه عالم ينام فيه الملائكة أحيانا في حضن الشيطان للتمويه وأحيانا العكس. والدب الروسي المعروف عنه انه قليل الضجيج في حركته إلا انه كبير الفعل شديد البأس وقد يدمر كل ما حوله اذا ما استفز…!
لنتذكر تشوركين عندما قال للسفير القطري في الأمم المتحدة: “بكلمة واحدة أزيل بلادك من الخريطة، الزم حدودك وانت تتكلم”. انها ساعة اضطراب المعادلات الدولية التقليدية، والأهم ساعة التيه الأمريكي في غرب آسيا بعد أن زعزعت وجوده خطط سليماني الارتدادية وهو يستعد لموسم الهروب من بلادنا إلى خليج البنجال ومضيق مالاقا …!