“الأنا” البرزانية والصمام العراقي

أضيف بتاريخ: 25 - 10 - 2017

منتظر الزيدي

البرزاني يعود بكلمته التي قال انها لا تكسر بشأن الغاء نتائج استفتائه بعد أن شاهد السكين وصلت إلى الرقبة. وبعد أن أحرق كل سفنه مع المركز وجسور العلاقة بين الكرد والعرب. فما الذي سيقوله البرزاني لعائلات من قتلوا من الكرد والعرب؟ وما هي نتيجة تزمته وأحلامه الوهمية سوى اراقة ماء الوجه وخسارة امتيازات ومواقع لم يحصل عليها الكرد سابقا ولن يحصلوا عليها في المستقبل المنظور؟ كيف سيثق مؤيدوه من الكرد مرة أخرى، وهو الذي جلب لهم الذلة وخيبة الأمل واجج المشاعر العنصرية لشعب معروف عنه الطيبة وحب الآخرين؟

لم يف البرزاني بوعوده لقومه ولم يصدق معهم في تحقيق الحلم الانفصالي إذ كان يقول: ” ما قبل الاستفتاء ليس كما بعده”. هو بحق صدق في ذلك فبعد التعنت والاصرار على المضي بحلمه، تحول هذا الحلم إلى كابوس مخيف فاضحت مكتسبات الكرد بعد 2003 على شفا حفرة. فلم تعد امتيازات الاقليم قبل الاستفتاء هي ذاتها بل ستتقلص وتصغر بعد أن انتعشت حكومة المركز لأول مرة منذ 2003 وصار لها صوت ورأي على مقربة من تخوم البرزاني. فالمركز الآن أكثر قوة وتماسكا وشعبية وشرعية عربية ودولية. بينما من اعتمد البرزاني عليهما (اسرائيل وامريكا) خذلتاه كما هو ديدنهم مع حلفائهما الصغار الذين يقبضون ثمن الولاء الماضي تخلٍ وانكار.

إن تراجع البرزاني المتأخر لم يكن بالأمر الهين، إلا أنه يعي تماما ان البديل لذلك هو دخول القوات الحكومية إلى أربيل وتحول المدينة إلى موصل ثانية من ركام وقتل وعمليات كر وفر تعيد البرزاني ورهطه إلى أوكار الجبال التي لا يحن لها.
ان دعوة البرزاني المتأخرة إلى الحوار لن تلقى ترحيبا حاراً من الحكومة -حتى وإن ادعت ذلك- ونرى ان الواجب على حكومة بغداد التعامل مع البرزاني ووفده، من الآن وصاعدا، على انه ممثل محافظة وليس معاملة النظير للنظير . وأن تستغل بغداد الانكفاء السياسي للكرد وتعمل على إعادة سلطة المركز إلى الشمال وتضع الصمامات التي تنفس أي تضخم للأنا البرزانية في المستقبل.