هجوم إسرائيلي من كردستان والمقاومة ترد في باب المندب

أضيف بتاريخ: 29 - 09 - 2017

– محمد صادق الحسيني –
قامت المجموعة الدوليه لتحليل الأزمات بإجراء تقييم شامل لموضوع التمرد الذي يقوده حرس الحدود الاسرائيلي مسعود البرازاني ضد الدولة العراقيه المركزيه في شمال العراق .وقد توصلت المجموعة الى النتائج التاليه :
اولا : ان تسمية تلك المنطقه بكردستان هو خطأ سياسي وتاريخي وجغرافي وسكاني بالاساس ، اي يبطن في داخله تواطؤ ديموغرافي ، وذلك لان سكان تلك المحافظات العراقيه الشمالية ليسوا من الكرد فقط وإنما هناك الكثيرون من العرب والتركمان والاشوريين والايزيديين والكلدانيين وغيرهم والذين يقطنون هذه المناطق قبل بدء موجات الهجرة الكرديه اليها . تلك الموجات التي قدمت الى هذه المناطق من حوض الفولجا في جنوب روسيا.
ثانيا : ان هذه المناطق قد تعرضت لحملات تطهير عرقي واسعة منذ لحظة بدء الاحتلال الاميركي للعراق في نيسان عام ٢٠٠٣.وقد تم الشروع في هذه الحملات ألمنظمه بواسطة مجموعة كبيرة من ضباط الموساد تحت قيادة الجنرال داني ياتوم بالاضافه الى عشرات الضباط الاسرائيليين في الاحتياط حيث تم تركيز الحمله في مناطق الموصل واربيل والحمدانيه وتل اسقف وقراقوش وعقرا . وقد كان هدف تلك الحملات ، التي تم تنفيذها بالتعاون مع السي اي آيه ورجالات حزبي البرازاني والطالباني ، اذ كان هدف تلك الحملات تهجير أهل تلك المناطق الأصليين عن ديارهم تمهيدا لاحلال مستوطنين صهاينه من أصول كردية مكانهم او استيطانها من قبل جماعات برزاني وطالباني خدمة لاهداف المحتل الصهيواميركي.
ثالثا : اي ان مخطط سلخ محافظات العراق الشمالية ليس بالمخطط الجديد ،وإنما هو جزء من الخطط الاستعماريه والصهيونيه الهادفه الى تفتيت كل دول الوطن العربي . حيث ان العنصر الجديد في ذلك هو التوقيت وجوهر المشروع الانفصالي الذي يقوده البرازاني وطبيعته.
فمن الملاحظ ان طرح موضوع الاستفتاء المؤامره قد بدء بعد سلسلة الانتصارات إلهامه التي أحرزتها قوات حلف المقاومه خلال حلقات هجومها الاستراتيجي الذي لا زالت تنفذ حتى آليوم بهدف القضاء على العصابات المسلحه من داعش الى النصره الى ما غير ذلك والتي هي صنو العصابات المسلحه الكرديه التي يتزعمها المتمرد مسعود البرازاني.
اي ان الولايات المتحده وإسرائيل قد قررت استخدام الورقه الكرديه في محاولة منها لشن هجوم مضاد ، ردا على الهجوم الاستراتيجي لقوات حلف المقاومه ، وذلك في محاولة لاسترداد زمام المبادره الميدانيه خاصة في الشرق السوري الذي يخطط الحلف الصهيواميركي لضمها الى محافظات شمال العراق التي تتعرض للمؤامره بهدف إقامة كيان كردي يكون قاعدة للتحرك المستقبلي ضد العامود الفقري لحلف المقاومه ، اي الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ولكننا نرى ان هذه المحاوله ، لإقامة كيان كردي عميل واسترداد زمام المبادره ، سيكون مصيرها نفس مصير المبادره التي قامت بها القوات النازيه في شهر شباط ١٩٤٣ على جبهة خاركوف وقوس كورسك في أوكرانيا بعد ان كانت تعرضت لهزيمة كبرى في ستالينغراد قبل ذلك بأشهر . فقد فشل الهجوم النازي المضاد واضطر هتلر لاصدار اوامره لقواته بوقف الهجوم . ومن ثم بادرت الجيوش السوفييتية ببدء هجوم شامل على جبهة طولها الف كيلومتر ، حيث تمكن الجيش السوفييتي من الاندفاع غربا داخل الخطوط الالمانيه لمسافة تزيد عن ٢٥٠ كيلومترا.
رابعا : نحن نعتقد بان الحرب على الدولة الوطنية السوريه قد حسمت لصالح الحكومه والجيش السوري بتاريخ ١٨/٧/٢٠١٢ عندما فشلت قوى العدوان في إسقاط الدوله السوريه والسيطره على العاصمة دمشق من خلال قيام طائرة بريطانية من طراز تورنادو ، اقلعت من القاعده الجويه البريطانيه في اكروتيري Akrotiri بقبرص وقامت بإطلاق صاروخ جو ارض على مقر قيادة الامن القومي السوريه . ولكن امتصاص الضربة وتماسك القياده السوريه ووحدات القياده والسيطره فيها قد أدى الى حسم نتيجة العدوان تماما كما كان صمود العاصمه السوفييتية موسكو سنة ١٩٤١ هو عنوان النصر المبكر على النازيه في الحرب العالميه الثانيه.
كما ان اخر المحاولات اليائسة لقوى العدوان ، باستعادة زمام المبادره واحداث صدمة بين وحدات الجيش السوري والقوى الحليفة ، والتي تم تنفيذها مؤخرا بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ 9 A Reaper ، اقلعت من القاعده الامريكيه في الشدادي ، حيث تم إطلاق صاروخ جو ارض موجه بالليزر من طراز AGM -176 Griffen باتجاه موقع كبير المستشارين الروس في جنوب مدينة دير الزُّور يوم ١٨/٩/٢٠١٧ ، الجنرال فليري اسابوف.
وكما توضح وقائع الميدان فان هذه العمليه ، التي نفذت قبل أسبوع واحد من بدء تنفيذ مؤامرة البرازاني في تقسيم العراق ، قد فشلت ايضا في احداث اي متغيرات على موازين القوى في الميدان السوري او العراقي.
خامسا : كذلك فإننا نرى ان الخطط الاميركيه الاسرائيليه ، بالتعاون مع الاردن ، والتي يجري وضع تفاصيلها العملياتيه منذ أوائل شهر ايلول ٢٠١٧ والراميه الى إقامة جسر جوي اميركي ، تشارك فيه الدول الأعضاء في التحالف الاميركي ومنها الاردن ، عبر قاعدتي الأزرق في الاردن وعين الأسد في العراق ، نقول ان هذا الجسر الجوي لتزويد المحافظات العراقيه الشمالية ذات الاغلبيه الكرديه لن يكون بمقدوره المحافظة على اداة الاستعمار ، لمسعود برزاني من السقوط المحتوم والذي سينفذه المواطنون العراقيون الشرفاء في تلك المناطق بهدف التخلص من طاغوت مسعود برزاني والعودة بأكراد العراق الى جذورهم الممتدة الى تاريخ تحريرالقدس من الصليبيين ، وقطع عرى الخيانه التى حاكها البرازاني مع الولايات المتحده وإسرائيل.
سادسا : خلافا لما كان الوضع عليه في برلين الغربيه في سنوات ١٩٤٨ و ١٩٤٩ ،عندما فرض الاتحاد السوفييتي حصارا بريا على برلين الغربيه ، بسبب النشاطات التخريبيه التي كانت تطلقها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحده ضد الوجود السوفييتي في شرق برلين وبقية اجزاء شرق المانيا ( التي كانت خاضعة للإدارة السوفيتيه ) ، حيث لم يكن بإمكان الاتحاد السوفييتي منع الرحلات الجويه الاميركيه بين برلين الغربيه وبقية أنحاء المانيا الغربيه بموجب اتفاقات تقسيم برلين بعد استسلام المانيا سنة ١٩٤٥ ، فان العراق قادر اولا ان يطلب اخلاء القواعد الاميركيه في العراق او منع استخدام مطار أربيل ، حيث القاعده الاميركيه هناك ، لغير مهمات الطيران الخاصه بالقوات الاميركيه العامله في شمال العراق ، على ان يتم نشر مراقبين عراقيين داخل القاعده الاميركيه في مطار أربيل ، تماما كما هو الحال في قاعدة انجرليك الاميركيه في تركيا.
سابعا : ضرورة التحرك السريع ، وتحت كل الظروف لاستكمال تحرير أرياف دير الزُّور الشرقية الى جانب قاطع الحدود في البوكمال الميادين وذلك لان الطرف الاميركي يسعى الى السيطره على آبار النفط والغاز في منطقة دير الزُّور بهدف دمج ما يتم السيطره عليه من المحافظة الى الكيان المزمع تشكيله في شمال العراق بانتظار تشكيل ظروف تسمح لهم بتصدير نفط تلك المناطق الى الخارج سواء عبر تركيا او غيرها من الوسائل . علما ان تمويل كافة عمليات النقل الجوي الى جانب تكاليف تأمين البضائع والاسلحه المنوي نقلها جوا الى شمال العراق سيتم من خلال السعوديه والإمارات العربيه المتحده . وقد تم إبلاغهما من قبل الأمريكيين بانه سيتم استقطاع المبالغ المطلوبه من ارصدة الدولتين السياديه المودعه في الولايات المتحده. كما سيتم اعتبار كافة السلع المدنيه مساعدات مقدمة من هيئة الاغاثة الاميركيه.
بالمقابل فان الانباء الواردة من اليمن تقول اتى امر الله فلا تستعجلوه. ثمة ما يثلج الصدر سيأتيكم من سبأ او جوارها
ما يعني ان اليد العليا ستبقى للمقاومة رغم هذا الهجوم المضاد..
انها معركة الربع ساعة الاخيرة من هجوم الربيع الاستراتيجي.