الرؤية الاستراتيجية للأسد: وتاجيل النظر في الرايات البيضاء حتى استكمال شروط النصر

أضيف بتاريخ: 21 - 08 - 2017

هذا هو العنوان الذي نضعه لخطاب رئيس الجمهورية العربية السورية اليوم الدكتور بشار حافظ الأسد. كان خطابا سياقيا وصياغيا لمرحلة مقبلة. لم يجر إعداد تحضيري معلوم وواسع النطاق لتغطية الخطاب. كان في الأصل أمام وسائل الإعلام الوطنية السورية. وسرعان ما غزى كل المحطات بما في ذلك الجزيرة القطرية. وهب الجمهور في لحظات لمتابعة الخطاب وكأنه جولة فجائية في قلوب الجماهير العربية والمقاومة وفي عيون كل الأعداء حول العالم.

دخل القائد قاعة المؤتمر ومعه وزير الخارجية ومساعده وممثل سوريا الدائم في الأمم المتحدة. دخل وعيون مئات الديبلوماسيين من أبناء المدرسة السورية الأصيلة العريقة من خيرة أبناء الصمود والمقاومة والنصر، مفتخرة بالقائد.

نذكر هنا فقط تعليق القناة الثانية العبرية على لسان محللها للشؤون العربية بما مفاده أن الأسد لم يكن مستعجلا وبأنه يقلب الأمور علينا.

وجه الأسد اليوم خطابا صريحا جدا لا يمكن أن نقول أنه حاد ولكنه حدي ولا يمكن أن نقول أنه خطاب الانتصار غير أنه انتصاري. وهو للمناسبة، مؤتمر الخارجية بحضور الجناح الديبلوماسي للمقاومة السورية كاملا، خطاب رسم خارطة العلاقات الدولية والسياسات الخارجية والرؤية الاستراتيجية التي اكتملت اقتصاديا وعسكريا وجيوستراتيجيا.

الأسد قال صراحة لحملة الرايات البيضاء: انتظروا أسفل السفح اكتمال شروط النصر، ومن بينها قطع دابر الإرهاب وقطع العلاقة به لمن يريد الحوار في جينيف وفي استانا ومجلس الأمن والامم المتحدة وعلى مستوى إعادة العلاقات الديبلوماسية والسياسية وعلى مستوى التنسيق الأمني والعلاقات الثنائية حتى الحوار الإستراتيجي.

الأسد قال صراحة أمام العالم أجمع: ثوابتنا هي هي: العروبة المقاومة والإسلام المقاوم والدولة المدنية العلمانية المقاومة ومشروعنا الإستراتيجي ضمن الشرق المقاوم الكبير أو الشرق الأكبر المقاوم بالبحار الخمسة والمحيطات الثلاثة والقارات الخمس وتحرير فلسطين على سلم أولوياتنا ومحور المقاومة دليلنا الاستراتيجي والشركاء والحلفاء وجهتنا ومصيرنا ولن نبدل تبديلا.

أكد الأسد صراحة في خلال ساعتين بعد الخطاب في حوار مفتوح مع الديبلوماسيين السوريين حسبما ذكر سفير سوريا في الصين، أكد أن مشروع الاخوان المتاسلمين والغرب الاستعماري المشغل لهم يجب أن ينتهي في المنطقة وبشكل حاسم سياسة واصلاحا ودستورا وبرنامجا استراتيجيا.
صلاح الداودي