عين على الجزائر : 26-07-2017

أضيف بتاريخ: 26 - 07 - 2017

الخبر:
الكشف عن مخبأ لإرهابيين بتيبازة:

في إطار مكافحة الإرهاب ومواصلة للعملية التي مكنت يوم أول أمس من القضاء على إرهابيين (02) وإسترجاع أسلحة نارية ببلدية أغبال ولاية تيبازة/ن.ع.1 كشفت مفرزة للجيش الوطني الشعبي يوم 25 يوليو 2017 وبنفس المكان مخبأ لإرهابيين يحوي مسدسين (02) رشاشين من نوع كلاشنيكوف و(04) مخازن للذخيرة و(06) قنابل تقليدية الصنع ونظارتي (02) ميدان وأغراض مختلفة.
الفجر:
في رد على التقرير الدولي :”عدد الدواعش الجزائريين لا يتجاوز الـ300 إرهابي”:

إعتبر اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، أن الرقم الذي كشفت عنه اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بشأن عدد الجزائريين المنتمين لداعش مبالغ فيه، حيث أعلن عن وجود 3700 جزائري منخرط في التنظيم الأرهابي داعش، مشيرا إلى أن العدد التقريبي لهؤلاء لا يتجاوز الـ300 أو 400 عنصر، وصنف المصدر الأمر على أنه محاولة لتشويه صورة الجزائر على غرار ما حدث مؤخرا مع ملف المهاجرين الأفارقة. عبد العزيز مجاهد أكد أمس في تصريح لـ”الفجر” أنه ومن خلال المتابعة اليومية لأخبار مقاتلي التنظيم الذين قضي عليهم في سوريا والعراق وليبيا من النادر الحديث عن جزائريين مثلما هو الأمر بالنسبة لمنفذي العمليات الإرهابية في أوروبا.
وقال عبد العزيز مجاهد حول نفس الموضوع إن الجزائريين ”تطعموا” وأصبحوا أكثر وعيا ولا يمكنهم الانسياق وراء جماعات إرهابية تتخذ الدين مطية لتنفيذ مخططات الهيمنة الأجنبية، كما أن المقاربة الأمنية والاستراتيجية المتعلقة بمحاربة الإرهاب والتي يتم تحيينها وفقا لتطور المعطيات لا يمكن أن تغفل عن تجنيد الآلاف من الجزائريين ولا مغادرة مشبوهة نحو مناطق النزاع، كما أن هذه المقاربة الشاملة أصبحت محل استفادة من دول غربية أحبطت مخططات إرهابية بفضل معلومات قدمتها الجزائر حول المئات من المشتبه بهم، آخرها قائمة من 200 مشتبه سلمت لدول أوروبية. وصرح اللواء عبد العزيز مجاهد أمس أن السعوديين والقطريين ورعايا دول الخليج هم أكثر العناصر المنتمية إلى داعش، بالإضافة إلى أوروبيين خاصة منهم الفرنسيين، مضيفا أن الحديث عن انتماء 3700 جزائري للتنظيم الإرهابي يدخل في إطار محاولات عديدة ومن جميع الاتجاهات لتشويه سمعة الجزائر، مؤكدا أن الجزائريين وبعد سنوات من الأزمة الأمنية بسبب الإرهاب لا يمكنهم الانسياق وراء جماعات إرهابية تخدم مصالح خارجية ضمن مخططات الهيمنة. وقد جاء أمس الأول بيان اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بعيدا كل البعد عن الأرقام المتداولة بخصوص عدد الجزائريين في داعش، وهو أول تقرير يضخم العدد إلى الآلاف، وعلى النقيض تماما تشير اللجنة إلى أن عدد الليبيين الذين يتخذ التنظيم أراضيهم معقلا له لا يتجاوز الـ4700 عنصر وهو ما يطرح تساؤلات جدية بخصوص المصدر الحقيقي لهذه الأرقام.
المرصد الجزائري:
الأمن الوطني يفكك خلية لـ «داعش» خططت لاغتيال «كوميسار» وقائد فرقة درك في تيبازة:

تمكنت مصلحة مكافحة الإرهاب على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع المصالح الأمن بولاية تيبازة، من تفكيك مجموعة إرهابية تتكون من ثلاثة أشخاص تنشط ضمن صفوف تنظيم “داعش”، خططت لاغتيال ضابط شرطة برتبة محافظ، وقائد فرقة الدرك على مستوى عين تاڤورايت بتيبازة، كما أحبطت المصالح الأمنية المختصة مخططات أخرى لاعتداءات إرهابية كان أفراد المجموعة الإرهابية يعتزمون تنفيذها وتستهدف ولاية الجزائر العاصمة.
وحسبما أكدته مصادر مطلعة لـ”النهار”، فإن أفراد المجموعة الإرهابية يتكونون من 3 أشخاص، وهم المدعو “محمد ياسن أكنوش” البالغ من العمر 43 سنة، كشفت التحقيقات أنه مسبوق في قضايا الإرهاب، ومدان من طرف القضاء الفرنسي بالسجن النافذ 8 سنوات بسب نشاطاته في صفوف جماعة إرهابية تنشط بالخارج، إلى جانب نجله “أ.أ” البالغ من عمر 14 سنة، والذي لم يدخل المدرسة على الإطلاق، إلى جانب عنصر ثالث ويتعلق الأمر بالمدعو “ع.محمد” البالغ من العمر 45 سنة، وهو إرهابي تائب تنحدر أصوله من بلدية عين تاڤورايت.
المجموعة ترصدت محافظ شرطة وقائد فرقة درك بالمساجد التي يصليان بها
وقد أظهرت التحقيقات التي أعقبت عملية توقيف أفراد المجموعة الإرهابية الثلاثة، أنهم وضعوا ضمن مخططهم الأول استهداف ضابط شرطة برتبة محافظ وقائد فرقة الدرك بعين تاڤورايت وظلوا يتابعون تحركاتهما، خاصة في شهر رمضان، حيث عثر على أوصاف ومعلومات بشأنهما بحوزة أفراد المجموعة، ومنها المساجد التي كان “الكوميسار” وقائد فرقة الدرك يترددان عليها لأداء الصلاة.
وأفادت مصادر النهار أن التحقيقات الأولية كشفت أن عناصر المجموعة الإرهابية ظلت تنشط لمدة سنة ونصف بولايات عين الدفلى والبليدة والعاصمة، فيما اتخذت من حي 140 مسكن ببلدية عين تاڤورايت حوالي 10 كلم عن ولاية تيبازة منطلقا لأنشطتها.
منزل نجل رئيس دائرة يتحول إلى مركز قيادة لـ “داعش”
ولم يكن اختيار أفراد المجموعة للموقع من باب الاعتباط، بل لكونه حيّا هادئا لا يعج بأي حركة ويقطنه إطارات أغلبهم من خارج بلدية عين تاڤورايت، الأمر الذي سهل على أفراد المجموعة التواري عن الأنظار والابتعاد عن أعين مصالح الأمن، خاصة في الفصول الثلاثة التي تسبق فصل الصيف، حيث يطلق على 140 مسكن تساهمي “الحي المهجور” الذي منحت سنة 2011 أكثر من 90 من المئة من شققه للغرباء.
وتبين من خلال التحقيقات مع الموقوفين أن الشقة التي كان يقيم بها أفراد المجموعة الإرهابية بالعمارة “أ” وتحديدا بالطابق الثاني، هي ملك لنجل رئيس دائرة بواسماعيل السابق، حيث قام هذا الأخير بتأجيرها لقائد المجموعة “أ.م” منذ حوالي 18 شهرا.
وقد عثرت مصالح الأمن لدى تفتيش الشقة، على بنك معلومات ووثائق وأجهزة إلكترونية كان أفراد المجموعة يستعملونها في عمليات التجنيد التي كانوا يقومون بها لصالح مجموعتين، الأولى بعين الدفلى والثانية بولاية البليدة، حيث تم تحويل الشقة إلى ما يشبه مركز عملياتي حقيقي.
معسكر للتدريب على الهجمات الإرهابية في غابة عين تاڤورايت
وكشفت التحقيقات مع الموقوفين الثلاثة، أنهم حولوا الغابة الموجودة بأعالي عين تاڤورايت إلى معسكر للتدريبات بالأسلحة التقليدية وكيفية تنفيذ العمليات القتالية السريعة وعمليات الكر والفر، بالوسائل التقليدية.
وسبق لمصالح الدرك حسب مصادر النهار أن أوقفت أفراد المجموعة، وهم يجرون تدريبات بنفس الغابة الصيف الماضي، وتم تقديمهم للمثول أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تيبازة، ليتم إطلاق سراحهم بسب قلة الأدلة ضدهم، ليتبين فيما بعد أن أفراد تلك المجموعة كانوا يتدربون على تنفيذ عمليات اغتيال في حق إطارات أمنية، وليس مجرد تدريبات رياضية مثلما أكدوا أثناء تقديمهم أمام وكيل الجمهورية شهر ماي 2016.
وكان من بين أهم ما كشفت عنه التحقيقات الأمنية في القضية، هو إقدام أفراد المجموعة على بناء منزل فوضوي بأعالي عين تاڤورايت من دون وجه قانوني، والأكثر من هذا أنهم حاولوا تسوية البناء في إطار القانون 15/08، لولا تفطن مصالح الأمن وتوقيف أفراد المجموعة في الوقت المناسب.
زعيم خلية «داعش» قيادي سابق في الجيا خطط لتفجيرات بفرنسا
وقد تحصلت النهار على معطيات إضافية بشأن هويات وسوابق أفراد المجموعة الموقوفين، حيث اتضح أن قائد المجموعة محمد ياسين أكنوش، الذي كان يعتزم تزعم خلية لتنظيم “داعش” بولايات الوسط، هو مسبوق في قضايا الإرهاب، ومن قدماء عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة بالخارج “الجيا”، والذي سبق له أن صدر ضده حكم بالسجن غيابيا لمدة 8 سنوات من طرف القضاء الفرنسي في 16 ديسمبر 2004.
وتفيد معطيات “النهار” بشأن زعيم المجموعة الإرهابية، الذي يحمل جنسيتين فرنسية وجزائرية، أنه كان عنصرا فاعلا ضمن ما سمي سنوات التسعينات ومطلع الألفية الجديدة في الأوساط الأوروبية بخلية فرانكفورت أو شبكة بن صخرية، التي أدين 10 من عناصر بأحكام بالسجن من طرف القضاء الفرنسي.
وقد عرف محمد ياسين أكنوش سنوات التسعينات، الذي عمل لسنوات في مقهى بالعاصمة البريطانية لندن، بكونه أحد نشطاء التيار الجهادي في أوروبا، حيث كان يساهم في عمليات التجنيد وجمع الأموال وشراء السلاح لإرسالها لمجموعات إرهابية في مختلف دول العالم ومنها الجزائر، قبل أن يقيم لعدة سنوات متنقلا بين ألمانيا وفرنسا، ثم يعود إلى بريطانيا بعد ورود اسمه في تحقيقات حول قضايا إرهابية من طرف الشرطة الفرنسية، ليتم إلقاء القبض عليه في وقت لاحق من طرف الأمن الألماني.
وقد نسبت لأكنوش تهمة التحضير لهجمات في مدينة ستراسبورغ عشية الاحتفالات بأعياد نهاية رأس السنة وبداية الألفية الجديدة عام 2000.
وكان من ضمن الموقوفين الثلاثة، نجل المشتبه فيه الرئيسي وهو طفل مراهق يبلغ من العمر 14 سنة ويدعى “أسامة”، وسماه تيمنا بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث كشفت التحقيقات معه أن “أسامة” لم تطأ قدماه المدرسة، فيما تبين أن الموقوف الثالث هو إرهابي تائب من بلدية عين تاڤورايت يدعى “ع.محمد” ويبلغ من العمر 45 سنة.
وبعد كل هذه المعطيات، تعكف مصالح مكافحة الإرهاب التي أنجزت العملية بدقة وإحترافية عالية، حاليا على البحث عن صلات أفراد المجموعة بشبكات إرهابية تنشط بالخارج، خاصة وأن قائدها محكوم عليه بالسجن 8 سنوات بفرنسا.
منسقة المتابعات المغاربية.