جيوبوليتيك المقاومة انتفاضة محمدية جامعة ساحقة لجيوبوليتيك الطائفية: ستحسم كلما وجب أن تحسم

أضيف بتاريخ: 26 - 07 - 2017

قد تترجم ميادين المقاومات والانتصارات مقولة “سنكون حيث يجب أن نكون” إلى مقولة ” سنحسم متى يجب أن نحسم”. “قد” التقديرية في الزمان والمكان ليست “قد” الافتراضية ولا “قد” المترددين والمشككين.
في المقابل، تتوخى جبهة التخطيط والاستشراف في معسكر الاستكبار والاستعمار “إن” القطعية، عن كونهم يهيمنون وسيهيمنون في كل مكان وزمان على إرادة وادمغة وكيان ومقدرات ومصير الأمم التي يعتبرونها عدوة ويجب اخضاعها، على غرار الروس والصينيين والأمريكيين الجنوبيين والافارقة والعرب المسلمين…الخ.

من أجل ذلك يردد بعض الباحثين الجوسياسيين والجيوستراتيجيين الأوروبيين عبارات طائفية في حديثهم عن جيوبوليتيك الأغيار في شرق المتوسط وغرب آسيا وغير جغرافيا. عبارات لا تقل عدائية واستعمارية عن الناطقين باسم شيوخ الفتن وأئمة المخابرات في المنطقة العربية ومشغليهم الأمريكان والصهاينة وصولا إلى آخر انغماسي وآخر انتحاري على جبهات الانتحار. هي إذن سياسة واستراتيجية لطالما تواترت بلا انقطاع في كل مؤتمرات هرتسيليا الصهيونية بتلك العبارات المذهبية والعرقية التي شكلت لسنوات، سنوات العدوان الإرهابي الأخيرة في الأقل، وفي كل معسكرات وبؤر الإرهاب وخلاياه السوداء الارهابية العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية وخلاياه شبه الارهابية الأخرى المندمجة في نظام أنظمة الإرهاب المركب والمعولم.
في واجهة المواجهة، يرتسم على الثغور وفي ابتسامات الشهداء ووصاياهم، ربيع المقاومة الشامل والجامع والساحق للطائفية على أنه فوق طائفي وما بعد عرقي وأعمق من مجرد قطري أو جغرافي وكفى، بل محمدي إنساني وعالمي لانسانية العالمين لا لإنسانية الغرب ولا الشرق ولا المسلمين لوحدهم ولا للقوى الكبرى الدولية أو الإقليمية على المقاس. ولذلك تبدو لنا هذه المحمدية الأصلية والاصيلة بما فيها من رسالية وبما هي رحمانية اسراءية ومعراجية حقانية عدالتية في المقام الأخير، وإنسانية في آخر المطاف تنظر أقصى الإنسان وما وراءه.

هذا في رأينا ما يميز اسلام المقاومة الثوري المكون الرئيسي والقوي والمستقبلي لمشروع التحرر الجامع في المنطقة العربية والإسلامية، الجامع لكل التيارات الوحدوية التحررية الاستقلالية السيادية وطنية كانت أو كانت قومية ويسارية لا تنزع من وجهها حضارة الإسلام ولا تسلخ عن جلدها جغرافيا الإقليم المتشابكة ولا تفسد في روحها ولا تعفن في دمها بوصلة البوصلات: تحرير فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر وتحقيق كومنولث جمهوريات المقاومة كهدف استراتيجي كبير له ما بعده في خط سير الإنهاء التاريخي للاستعمار والصهيونية في جبهة مقاومة عالمية متعددة الأقطاب  والقاريات والمحيطات.

ضمن هذه الرؤية الساطعة سواء هل وافقناها ودعمناها ام خالفناها وحاربناها، واضح جدا وجود الصديق واضحة جدا حدود العدو من ضفاف قزوين إلى ضفاف المتوسط وأبعد من الناحيتين.
هذا من باب اعرف عدوك تعرف صديقك والعكس بالعكس. ولأجل ذلك نورد للتأمل في سياق تواصل وتصاعد معركة تحرير الحدود اللبنانية – السورية والسورية – العراقية والسورية – الأردنية والحدود اليمنية والحدود المصرية المحتلة والسورية المقضومة والفلسطينية المقطوعة والعراقية المفصولة وكل حدود التطبيع المقلوبة حتى إزالة آخر مغتصب عن أرض فلسطين الكفيل الوحيد بانهاء التقسيم وربط الحدود بالحدود والأرض بالأرض والإنسان بالإنسان، نورد ما قالته صحيفة إسرائيل اليوم صباح الثلاثاء عن أزمة السفارة الإسرائيلية في عمان:

“ممنوع أن تختلط علينا الأمور، إتفاق السلام الإسرائيلي هو مع ملك الأردن وليس مع الدولة الأردنية، قبل 22 عاماً وافقنا على حق الأردنيين في إدارة شؤون المسجد الأقصى، والآن نحن نجني الفواكة الفاسدة”.

ماذا لو قلبنا الأمر، ماذا سوف نجني سوى أن نجني على أنفسنا، حيث لا ثمر ولا جنان، بل جرم وجبن وجنون وعدوان
صلاح الداودي.