الرئيس الأسد في قاعدة حميميم الروسية- السورية: الكتلة الإستراتيجية تحت تصرف جناحي الهلال الجيوسياسي المزدوج

أضيف بتاريخ: 27 - 06 - 2017

كل مخرجات مؤتمر الأمن القومي الصهيوني هرتسيليا تؤكد في العمق على وجوب تفكيك محور المقاومة الذي بات كتلة مقاومة أممية بعد ان فتحت الحدود من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت إلى كل فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة بلا استثناء، وبعد خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم “يوم القدس العالمي ” حينما أكد ان أي عدوان أمريكي صهيوني سيتم التعامل معه ككتلة مصير وان الأجواء ستفتح للعراق واليمن وأفغانستان وباكستان… بشكل غير مسبوق، وزادت عليه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية القيادة العامة والحشد الشعبي العراقي وحركة كفاح وحركة النجباء.. الخ، بضرورة العمل في غرف عمليات مشتركة على كل الجبهات.
وبعد ان تلاحم الشرق بالشرق طبقا للعقيدة الجيوسياسية الاوراسية الروسية، وبعد ان أثبت الحليف الروسي استماتته في الكتلة الجيوستراتيجية التي تنسجم مع رؤاه وسياسته المبدئية ومصالحه الاستراتيجية، عاد الأمريكان للتهديد بالعدوان على خلفية الكمين الممسرح المسمى كيماوي.
في الواقع، وباختصار، كل عدوان عسكري على سوريا هو في الحقيقة مطلب صهيوني بالمقام الأول لتفكيك محور المقاومة وإعادة ترتيب استراتيجي لاوراق عسكرية وسياسية وحساب خليجي مفتوح وتصفية حسابات مع إيران وروسيا ومعادلات عسكرية من الحدود العراقية السورية الأردنية إلى الجولان المحتل ومن البلطيق إلى المتوسط. وهو محاولة يائسة أخرى لتنفيذ مخطط الاستحواذ على نفوذ ما في مناطق سورية بعينها بقيمتها الإستراتيجية ولثرواتها ولحماية إسرائيل التي تريد إبقاء الجولان محتلا وتخشى اطباق قوى المقاومة المزدحمة هناك عليها في أفق زمني ما.
و بعد ان أطل الرئيس بشار الأسد من جامع النوري في حماه في صلاة العيد وما تحمله من رمزية تاريخية في صراع مع مشروع الإرهاب وبعد جولته في حماه ايضا في بيوت الجرحى والشهداء صحبة عائلته، هاهو اليوم في قاعدة حميميم يقول: هذه الترسانة العسكرية وغيرها سلاح محور المقاومة والحلفاء، ويرفع التحدي الذي نقرأ فيه أيضا الاشتباك الأميركي وحلف الناتو مع الروس حول الأسلحة النووية وأوكرانيا… الخ، مقابل الأسلحة الكيماوية الكاذبة التي اعترف الأمريكان والمنظمات الدولية باعدامها، وكذلك الاشتباك الأمريكي الإيراني حول البرنامج الصاروخي، وعدة رسائل أخرى.
في أثناء كل ذلك وبعده، تاريخ الانتصارات على محور الارهاب والاستعمار والاستكبار والتبعية والتطبيع، لن يعود إلى الوراء.
صلاح الداودي