من الشرق الأوسط الجديد إلى الدولة الاسلامية المقدسة أو الفاتيكان الإسلامي الأعلى: حول زيارة ترامب للسعودية

أضيف بتاريخ: 21 - 05 - 2017

خاص/جعفر العريان – العراق.

أطلقت واشنطن مصطلح الشرق الأوسط الجديد في الميدان السياسي لأول مرة في تل أبيب في منتصف عام 2006 على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس. المقصود من هذا المشروع هو تحقيق خطة المحافظين الأمريكان في تحطيم أي أثر للاستقلال العربي الإسلامي والقضاء على أي معارضة للأجندة الاسرائيلة. يبدأ المشروع بتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات عبر إقامة دولة كردية تُقتطع لها مناطق شمال العراق التي تضم الأكراد يضاف اليهم أكراد تركيا وسوريا وإيران. تقسيم ما تبقى من العراق إلى دولتين شيعية وسنية. سوريا تقسم أيضا ويعود الحكم للأكثرية السنية في سوريا التي تطمح إلى إنهاء سلطة القلة العلوية.
يرى مشروع الشرق الأوسط الجديد أيضا أن السعودية دولة غير طبيعية يقتطع منها كل من مكة والمدينة المنورة حتى تنشأ فيها “دولة إسلامية مقدسة” “فاتيكان إسلامي أعلى”..
المشروع بدأ فعلآ ولكي يتم فانه يحتاج لقيادة عربية تمثل دور شرطي الخليج. المرشح لهذا الدور هو وزير الدفاع السعودي الحالي الشاب المتهور محمد بن سلمان. السعودية تعتقد بأنها قادرة على لعب هذا الدور عن طريق تحالف عربي اسلامي برعاية أمريكيا.

الدول العربية حاليآ والخليجية خصوصآ ليس لها القدرة على المواجهة ولا الاستمرار في القتال وتجربة حرب اليمن واضحة وشاهدة على فقدان الدول الخليجية حسم الأمور عسكريآ. الواقع على الأرض والتجارب السابقة لمن ادوا دور شرطي الخليج يؤكد فشل كل الذين مارسوا هذا الدور
ودفعوا الثمن غاليآ.
نعم أمريكا ستستمر بسياستها الفوضى الخلاقة التي تعني باختصار عندما يصل المجتمع إلى أقصى درجات الفوضى المتمثلة في العنف الهائل وإراقة الدماء وإشاعة أكبر قدر ممكن من الخوف لدى الجماهير فإنه يصبح من الممكن بناؤه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الجميع.
لكن حقيقية هذه الفوضى هي خلاقة لمصالح أمريكا والغرب
عن طريق إدامة الصراع في المنطقة لتحقيقه أكبر قدر ممكن من الأرباح عن طريق بيع الأسلحة وإبعاد الصراع عن اسرائيل.
التحشيد الأمريكي لهذا الأمر جاء عن طريق أن معظم مشاكل المنطقة سببها النفوذ الإيراني في المنطقة. نعم هي بداية جديدة في المنطقة ولكن الدول العربية غير قادرة على النهوض بأي مشروع خصوصآ وان هذا المشروع نفسه سيكلف العرب أنفسهم كثيرآ. والتعويل على مصداقية أمريكا لا قيمة له.
لا نعتقد أن أمريكا ستغامر بجنودها مجددا بإرجاعهم إلى العراق فهي تعرف كيف تلقت ضربات موجعة ودفعت ثمنآ لأرواح ابنائها وأسلحتها. هي تعرف أيضا بأن الشعوب لم تقف مكتوفة الأيدي ولم تبق متفرجة أمام السياسيات الأمريكية.
سياسية ترامب واضحة من خلال خطاباته في حملته الانتخابية وقبلها بأن أمريكا تدفع الأموال لحماية الدول دون أي مقابل. المال هو ما يسعى إليه ترامب وهذا واضح من خلال الصفقات التي يتم الإتفاق عليها مع السعودية والإمارات والتي قد تصل إلى 200 مليار دولار!
التحالف العربي مصيره الفشل ولن يجلب سوى المزيد من الضعف والفوضى في المنطقة ويحقق زيادة لنفوذ اسرائيل حماية لأمنها عن طريق دفع السعودية لتحقيق المصالحة بين اسرائيل وفلسطين.
الأموال هي من يجمع. على السعودية أن تدفع وأمريكا تقبض.