إخراج الثلاثي تركيا اوروبا السعودية من المعادلة وإعلان الثلاثي حلب الرقة منبج جبهة واحدة

أضيف بتاريخ: 11 - 08 - 2016

من أجل الضغط الإقليمي والتضييق الإستراتيجي على جبهة أعداء سورية،  لا نظن أن كل متابع لمستجدات الساعات الأخيرة فيما يخص التحويل الجزئي الطفيف لسياسة اردوغان على حدود العراق وسورية تحت ضغط الصراع الداخلي أيضا الذي تعيشه تركيا وتحت ممكنات المعادلة الجديدة التي تقود إليها روسيا وإيران نظام اردوغان خارج حلب وخارج الموصل، لا نظنه يغفل أمرا مهما آخر يأخذ بالاعتبار كل الانتصارات على جبهة حلب وكل التضحيات على جبهة منبج ومحيطها وكل الانتظارات من جبهة الرقة ومحيطها ربطا بحلب والشمال السوري. هذا ولا يمكن التغافل أيضا عن حقيقة أن حلب والرقة ومنبج جبهة واحدة موسعة من كل أطرافها. ولذلك وجب العمل باستراتيجية واحدة معلنة على أساس الجبهة الواحدة وحصر عمل الحلفاء والأعداء ومجال دخولهم وتدخلهم في إطار واحد وهو إطار الجبهة الواحدة الموحدة.

إن سحب البساط من الثلاثي الأوروبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا دون ذكر الأطراف الأخرى وسحبه من ثلاثي المنطقة تركيا والسعودية وقطر دون ذكر الذين معهم، ليس أمرا هينا ولا أمرا غائبا عن ذهن قيادة التحالف ولا عن جبهة الحلفاء وليس أمرا متفقا عليه ولذلك نحن نفرق كما هو شأن قيادة جبهة الحلفاء بين قيادة التحالف أي روسيا أساسا وبين قيادة جبهة الحلفاء أي سوريا أساسا.

هذا ونعلم كما يعلم كل راصد لاطوار المعارك والمعطيات والمتغيرات الإقليمية والبيئة الدولية وصولا إلى التسريبات الأخيرة عما هو مطروح للتسوية السياسية. إن نفس السلوك العدواني ونفس التخطيط العداءي مستمر ثلاثيا من جهة الأعراب المتصهينين ومن جهة أوروبا الاستعمارية ومن جهة رأس امبراطورية الغطرسة والاستكبار والارهاب والفساد أي الولايات المتحدة وأجهزتها المتعددة وخاصة محطتها وحاضنتها الإرهابية في المنطقة أي كيان الإحتلال الصهيوني.

ومن أجل ذلك ومجددا نريد التأكيد على ما يلي تلخيصها وتوضيحا للهدف من هذه الورقة:

1- إعلان أن تحرير كل سورية جبهة واحدة لا تقبل المساومة

2- لن تقسيم الدفاع والتحرير على جبهات ومحاور وتفرعه على تكتيكات ومعارك بحكم الضرورة وبحكم اختيار الأولويات وبحكم التفاهمات المعقدة والمتغيرة مع أكثر من طرف لا يعني إن مجال العبث سيبقى مفتوحا أمام القوى المشاركة في الحرب العدوانية على سوريا والإقليم

3- لن الثلاثي حلب-الرقة- منبج محور واحد لم يعد من المجدي إن يقبل تقسيما الأدوار خارج يد الجبهة

4- أنه لا يجب أن يبقى مكان لعمل الأمريكان خارج التنسيق الثنائي مع روسيا والقيادة السورية

5- أنه لا يجب، وهنا لا يمكن أن نستخدم عبارات بديلة عن “يجب/لا يجب”،  أن يبقى للأوروبيين والناتو وقواعدهم أي دور ولا أي قاعدة في الشمال السوري وأنه يجب اخراجهم من المعادلة الميدانية والسياسية بطريقة ما وأي طريقة.

6- أنه ان الأوان لكف أيادي تركية والسعودية شمالا وجنوبا وشلهما على الحدود العراقية والسورية بما يعني عزل الرقة عن الموصل وعزل حلب وما بعدها عن الحدود التركية وإبعاد السعودية عن الجنوب عن طريق اداتها الاردنية بأي ثمن.

إن كل ما سبق مدروس ومفصل ومخطط له بطرق شتى على أرض المعركة وفي أدمغة وخرائط وعمليات قادة الجبهة السورية، هذا أكيد ، ومن الأكيد أيضا أن النتائج المؤكدة ستأتي في وقتها ومن مكانها ومن مصادرها بمستوى الحسم المطلوب وبمعنى وقيمة الإنتصار المأمول الذي يحتاج أكثر تصميما وصمودا وتصعيدا من أي وقت مضى.

صلاح الداودي – نشر في رأي اليوم بتاريخ 23 جويلية 2016