خاص/ محمد صادق الحسيني. الثعلب اردوغان وخنجر الناتو ضد روسيا وإيران…!

أضيف بتاريخ: 31 - 03 - 2017

مخطئ من ظن يوما ان للثعلب دينا…!

إن تزامن تصريحات المسؤولين الأتراك حول انتهاء ما يطلقون عليه ” عملية درع الفرات ” أو بالاحرى عملية احتلال جزء من الأرض السوريه ، في مثلث جرابلس / الباب / اعزاز / مع انعقاد وانفضاض قمة الاموات في البحر الميت لا يدع مجالا للشك ان هناك ترابطا وثيقا بين هذين الحدثين اللذين سيكون لهما ما يترتب على حدوثهما لاحقا . خاصة وأنهما جاءا بِنَاء على امر عمليات صادر من سيد البيت الأبيض الى جميع اذنابه في “الشرق الأوسط” بمن فيهم “دولة” الغارات الجويه ألفاشله ، اي الكيان الصهيوني….
اما ما يدفعنا الى اجراء هذا الربط وهذه المقاربة فهي الأسباب التاليه:
اولا : زيارة مدير المخابرات المركزيه الاميركيه ، ال CIA الى أنقره والتي ابلغ خلالها المسؤولين الأتراك بالتوجهات الاميركيه الجديده والمتعلقة بأزمات المنطقة وعلى رأسها الازمتين السوريه والعراقيه.تلك الزياره التي حصلت يوم ٨/٢/٢٠١٧ والتي كانت اول زيارة خارجيه لمايك بومبيو الذي كان قد عين في منصبه الجديد للتو.اي انه وضع القيادة التركية كاملة ، السياسية والأمنية والعسكريه ، في اجواء ضرورة الاستعداد لتولي مهمات جديده سيكلفهم بها سيد البيت الأبيض قريبا.
ثانيا : ان امر العمليات الأميركي التنفيذي ، المتعلق برسم الدور التركي الجديد في الشمال السوري وشمال غرب العراق ، قد قام بتسليمه الجنرال جوزيف دانفورد ،.رئيس الأركان العامه المشتركه للجيوش الامريكيه ، وذلك خلال زيارته لأنقرة يوم ١٧/٢/٢٠١٧.
وقد نص هذا الامر على اجراء تعديل جوهري على الدور التركي في الشمال السوري وبشكل يجعله ( الدور التركي ) جزءا من الخطه الامريكيه الرامية الى اطالة امد الحرب في كل من سورية والعراق بهدف أضعاف البلدين وبالتالي أضعاف حلف المقاومة واستنزاف طاقات وقدرات الحليف الايراني من خلال ذلك.
ثالثا : اي ان ما أعلن عنه ، من قبل المسؤولين الأتراك ، عن انتهاء عملية درع الفرات ليس سوى اعلان عن الدور الجديد الذي أنيط بتركيا وبجيشها ، جيش الناتو كما هو معروف . بحيث يتمثل هذا الدور في تولي عملية فرض الحصار من الجهة الغربيه ، اي من جهة ريف أدلب الشرقي ، على مدينة حلب في المرحلة القادمه من الحرب وذلك الى جانب الحصار الذي تخطط الولايات المتحدة الامريكيه لفرضه على مدينة حلب من الجبهة الشرقية للمدينة ، من جهة أرياف الرقه والطبقة.
رابعا : وهذا يعني من الناحية المنطقيه ان تركيا قد كلفت بإعادة تنظيم فصائل المسلحين الارهابيين في شمال غرب سوريا بطريقة تؤدي الى إقامة قوة عسكريه مسلحه في مواجهة الجيش السوري يصل تعدادها الى ثمانين الف مسلح تجري إدارتهم وتشغيلهم بواسطة غرفة عمليات تركيه خاصه بتشغيلهم يكون مركزها مدينة عنتاب السوريه المحتلة ، وذلك الى جانب التشكيلات العسكريه الكرديه التي يقوم بتشغيلها السيد الأميركي مباشرة في شمال وشمال شرق سورية والتي يصل تعدادها حاليا الى ما يقارب الستين الف مسلح والذين يواصل الطرف الأميركي ضخ السلاح الثقيل لهم حاليا من اجل تأهيلهم لمواجهة الجيش السوري في المستقبل ، اي بعد الانتهاء من موضوع الرقه .
خامسا : وبذلك يكون السيد الأميركي قد اسند الى عبده الثعلب التركي ، اردوغان ، مهمة المشاركة في تشكيل الجناح الشمالي لحلف الناتو الشرق الاوسطي الجديد بحيث يكون الدور الذي أعطي لأردوغان اكبر بكثير من دور المشاركة بعملية الرقه. اذ ان “الخليفة” الأميركي ، دونالد ترامب قد عينه واليا على منطقة أرياف حلب الشمالية والشمالية الغربيه بالإضافة الى أرياف أدلب الشرقية والى جانب الدور الذي سيسند لقواته في بعشيقه بعد إنجاز معركة الموصل بحيث تقوم هذه القوات ومعها مرتزقة ” الدفاع الوطني ” التابعة لأسامه النجيفي بالاشتباك مع قوات الحشد الشعبي لمنعها من استكمال مهماتها العسكريه الراميه الى السيطره على الحدود العراقيه السوريه من تلعفر وحتى القائم .
إذن نحن الان بصدد تشكل الجناح الشمالي للحلف العسكري الأميركي المعادي لشعوب المنطقة والذي يضم كلا من تركيا والتنظيمات المسلحه في أرياف حلب وادلب بالاضافة الى التشكيلات الكرديه في شمال شرق سوريا وكيان السيد مسعود برزاني الانفصالي في شمال العراق. هذا الجناح الذي يعتبر ليس تهديدا لسوريا والعراق وإيران فقط وإنما لروسيا ايضا وذلك من خلال إقامة هذا الشريط الكردي الممتد من غرب الفرات وحتى شمال غرب ايران القريب من الحدود الروسيه.
بمعنى ان تلك الرقعه الجغرافيه ستصبح واقعة تحت السيطرة الامنيه والسياسيه الاميركيه بحيث تكون واقعيا جزءا من عمليات التطويق الأميركي الاستراتيجي لروسيا. وهذا ما دفع روسيا بإقامة راس جسر لوجستي في عفرين الكرديه ، تمهيدا لتعزيز نفوذها هناك ومنعا للأكراد ومن ورائهم مشغلهم الأميركي من الوصول الى شاطئ البحر المتوسط في شمال غرب سوريا.
سادسا: علما ان مخططات تشكيل هذا الحلف قد بدأت قبل صدور امر العمليات الأميركي الى المستخدم التركي في تشكيل الجناح الشمالي للحلف العسكري الأميركي الجديد في الشرق الاوسط وبحجة مواجهة التوسع الإيراني.
اذ ان الخطوات العمليه لذلك قد بدأت بزيارة الملك الاردني الى واشنطن ومقابلته السريعة لدونالد ترامب ، كاول مسؤول اجنبي يقابله الرئيس الجديد. تلك الزياره التي وضعت خلالها الخطوط العريضه لما يجب على ” الدول العربيه “السنيه” ومن بينها اسرائيل طبعا ” ( حسب التصنيف الامريكي البتة) القيام به من اجل تشكيل الجناح الجنوبي لهذا الحلف بما يضمن تطويق القلب السوري ( المناطق الخاضعة لسيطرة الدوله الوطنيه السوريه ) من الغرب والجنوب الى الجنوب الشرقي ( محافظة السويداء مرورا بالبادية السوريه وصولا الى منطقة التنف وامتدادا الى منطقة اليعربيه والبوكمال ( من خلال ما يسمى جيش سوريا الجديد ) .مضافا الى ذلك زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن وتركيز مباحثاته حول ” ضرورة بذل الجهود المشتركه لمنع تمدد ايران في الدول العربيه السنيه ” .
سابعا : وقد شكلت مخرجات القمه الاخيرة في البحر الميت في الأردن بمثابة صافرة الانطلاق للبدء في إجراءات تنفيذ امر العمليات الأميركي المشار اليه أعلاه.
وقد كانت أولى بشائر الإجراءات التنفيذيه لمقررات القمه ، ” في مواجهة التمدد الإيراني “، الاجتماع الذي عقده ملك الاردن يوم امس ٣٠/٣/٢٠١٧ مع الجنرال ريموند توماس قائد العمليات الخاصه في القياده المركزيه للجيوش الاميركيه والذي تبعه اجتماع الجنرال الأميركي مع رئيس أركان الجيش الاردني ، الفريق الركن محمود فريحات.
هذه الاجتماعات التي تم خلالها استعراض اليات التنفيذ التي سيتم عرضها على الرئيس الأميركي خلال لقاء ملك الاردن معه يوم الخامس من الشهر الجاري في واشنطن .خاصة وان الجنرال الأميركي لم يناقش مع الطرف الاردني القيام بعمليات خاصه لإنقاذ كنيسة المهد اوكنيسة القيامه والمسجد الأقصى وحماية المواطنين الفلسطينيين من بطش قوات الاحتلال وجرائمه اليوميه مثلا، بل العمل على منع جبهة المقاومة من الاستمرار في بناء ومراكمة القدرات القتالية سواء في جنوب لبنان، من خلال مواصلة التسلّح ، او في تخوم الجولان السوري المحتل .
ولكن حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر، اذ ان حسابات البيدر هي الحسابات الحقيقيه والتي هي دائماً حصيلة تراكم جهود الفاعلين والذين هم في هذه الحاله جنود الجيش العربي السوري ومقاتلي جبهة المقاومة بالاضافة الى الجهد العسكري الروسي الرديف والذي كان له بالغ الأثر في تحقيق الانتصارات المتلاحقة وذات التأثير العميق في مجريات العدوان الحاصل ضد الدولة السوريه والذي لاشك سينتهي بعزيمة مدوية للمشاريع الصهيواميركيه في انشاء حلف ” ناتو اعرابي ” في مواجهة ايران تماما كما هزمت نفس المشاريع في إقامة حلف بغداد في أواسط خمسينيات القرن الماضي والذي كان ، في حينه ، معاديا للدول المقاومة للاستعمار وعلى رأسها مصر عبد الناصر وسورية قلب العروبة النابض.
لكن من حق جماهير امتنا المقاومة علينا ان تعرف بعد كل الذي تقدم ، بان من سيحدد مستقبل سورية ومستقبل هذه الامة الشامخة هم رجال الله في الميدان وان غداً لناظره لقريب …!
ومن نافل القول ان نؤكد على اننا ورغم كل تحشداتهم وتآمرهم لازلنا نحن اسياد هذا الميدان منذ ان جعلناهم يتجرعون كؤوس السم على بوابات الشام وتخوم بغداد واسوار غزة وسواحل هرمز وباب المندب في اكثر من جولة …!
وأنهم من شدة غيضهم قرروا الاجتماع في البحر الميت ليشربوا منه ليزدادوا هلاكاً على هلاك…!
فيما نحن لازلنا نقولها وبملئ الفم:
بعدنا طيبين قولوا الله.