ما بعد “الحلبجة”: خط عام لقراءة أوهام القمة العربية

أضيف بتاريخ: 29 - 03 - 2017

بعد “الحلبجة” الأدلبة وبعد غزة رام الله وبعد صنعاء الحديدة وبعد الهلال النفطي طرابلس. هذا هو الخط العام لقراءة القمة العربية.

بين درعا وحماه كانت “الحلبجة” وهو المصطلح الإخواني الذي ذكره اردوغان نفسه في مكالمته مع الرئيس الأسد في 26 مارس 2011 حسب محضر المهاتفة بينهما، وهو ما تم تعميمه فيما بعد ليشمل كل محور الإرهاب والتطبيع الإقليمي والدولي. وهو مصطلح من نفس سلالة مصطلح الإسلام الغاضب المتاسلم العثماني. والمقصود بهذا المصطلح تركيز شعاع الأزمة السياسية التاريخية في سوريا مع الإخوان المتاسلمين ومع الكيان الإسرائيلي وتحويلها إلى شعاع حرب إرهابية دولية شاملة تفرض على سوريا وتكثف في حلب ومحيطها والذهاب بها إلى أقصى ما أمكن من قطر واسع لبؤرة إرهابية تمتد لتقسم سوريا إلى منطقتي نفوذ كبيرتين على أقل تقدير واحدة تسيطر عليها الدولة والأخرى تسيطر عليها العصابات حتى إذا لم تجمعها وحدة إقليمية واضحة وفي أدنى تقدير تقسم حلب إلى شرقية وغربية حتى يتم تصوير الأمر على أنه حرب أهلية. ومن أجل ذلك لابد بالتزامن من اسدجة الحملة الإرهابية أي شخصنتها في ذات الرئيس الأسد ومن ثم تكثيفها في شيطنة محور حلفاء دمشق.

ما كان مطلوبا من الرئيس الأسد تلخص كما هو معلوم فيما يلي:

– إسقاط تجريم الإخوان المتاسلمين وإنهاء اعتبارهم تنظيما إرهابيا
– إقرار نظام برلماني في سوريا
– إعطاء رئاسة الوزراء أو الحكومة إلى الإخوان المتاسلمين
– نزع صلاحيات الرئيس الأسد فيما تعلق بالأمن والجيش والسياسة الخارجية في البداية ثم دفعه إلى الإنسحاب في النهاية
– إبعاد إيران عن مشاريع النفط والغاز في سوريا
– إبعاد روسيا والصين عن أي عمل استراتيجي مع الدولة السورية
– إعادة بناء ما سوف تسيطر عليه العصابات مثلما فعلت تركيا مع كوردستان العراق ومن ثم السيطرة الإستراتيجية على ما سيتم احتلاله من التراب السوري

في مطلق الأحوال، دخلت الحرب الإرهابية على سوريا مرحلة جديدة بعد 6 سنوات، وإنما ما كان يسمى المعارضة بالوكالة تحول إلى تدخل استعماري بالأصالة وانتقل البرنامج العدواني الإرهابي إلى مفاوضات من جهة، تهدف اليوم أو غدا إلى نفس الغايات وبين ميدان قد يشهد سيناريو الأدلبة بعد حمص- تدمر ودير الزور- الرقة ويبقى اللعب على الثنائي الإخوان والاكراد من جهة أخرى وثناءية الفدرلة والتشتيت أو أحدهما بنفس آليات الإرهاب والشيطنة الحقوق-انسانوية والطائفية.

كل الخطابات المعادية لسوريا والمتحركة في برنامج الإرهاب والتطبيع التي استمعنا إليها اليوم، عدا الاستثناءات، لم تخرج عن نفس الإطار التدميري المعروف وعن نفس الإطار السياسي الذي يسعى إليه من إنتخابات ودستور وانتقال…الخ. وبنفس الأهداف القديمة مع التهديد المبطن بدفع ترامب ونتنياهو ومن معهم نحو العدوان على محور المقاومة.
هنا تركيزها كان على سوريا، ولكن نفس الخط العام تقرأ به سياسة العدوان الإرهابي والهيمنة الاستعمارية والاغتصاب الاحلالي في اليمن وفي ليبيا وفي فلسطين سواء تعلق الأمر بجماعة واحدة أو بجماعتين كل بلد حسب الخصوصيات السيناريستية المعدة له.
لنتخيل لحظة واحدة- ولنتامل هنا فلسطين- لنتخيل أن ما دبر لسوريا بصيغة برنامج إرهاب وتقسيم يدبر لفلسطين بصيغة احتلال وتصفية، وبصيغة نفس البرنامج أعلاه الذي طلب من الأسد كمطلوب من الفلسطينيين. بالمناسبة، لا يعني التخيل هنا محض خيال بل كل ذلك يعمل عليه ويطرح سرا وجهرا. ثم لنتخيل بمعنى لنستشرف العراق واليمن وليبيا أيضا.
وكل كارثة ورائها التطبيع. وكل احتلال إلا ووراءه الإرهاب.
صلاح الداودي