شؤون صهيونية: تهديد حركة النجباء

أضيف بتاريخ: 14 - 03 - 2017

أعربت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن القلق الذي ينتاب أوساط تل أبيب جرّاء إعلان حركة “النجباء” العراقيّة عن تشكيل كتيبة عراقية شيعية لتحرير الجولان، كاشفةً أنّ إسرائيل باتت تشعر بتهديد حقيقي في تلك المنطقة.

وبعدما أكّد أكرم الكعبي، أمين عام الحركة أنّ “الإعلان عن هذه الكتيبة ليس حملة إعلاميّة فقط، بل للحركة هدف رئيسي تصبو الى تحقيقه”، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو على عجل وأكّد أنّ الإسرائيليين لن يتساهلوا أو يتسامحوا مع الوجود الايراني الدائم في سوريا. وهنا كشفت الصحيفة أنّ إعلان “النجباء” عن الكتيبة كان السبب بزيارة نتنيناهو للعاصمة الروسية.

عن الكتيبة الجديدة..

هذه الكتيبة مدعومة من إيران وتعدّ فرعَا من الحرس الثوري الإيراني، إذ تمّ تدريبها على السلاح الروسي من قبل إيرانيين، وهي مزوّدة بدبابات روسية الصنع، حصلت عليها من الجيش السوري إضافةً إلى صواريخ ايرانية، وهدفها تحرير الجولان. ونقلت الصحيفة عن رونين سولومون، وهو باحث استخباراتي إسرائيلي يملك موقع التدوينات “إنتل تايمز”، المعلومات المتوافرة عن الكتيبة، وأشار إلى أنّ إسم الحركة التي تفرّعت منها الكتيبة، ظهر للمرة الأولى عام 2013، عندما نشرت وحداتها في سوريا، في منطقة السيدة زينب وأرياف دمشق، إدلب، حلب، حمص، قرب الحدود اللبنانية في القلمون، وهي تابعة للحرس الثوري الإيراني.

في العام نفسه، أصدرت هذه الحركة مجموعة فيديوهات تعلن فيها الولاء التام لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، وتعتمد مجموعة رموز المقاومة التي يعتمدها “حزب الله”.

وبحسب سولومون، فالمجموعة العراقية الأصليّة، من بين المجموعات التي نشرتها إيران في سوريا كي تساعد “حزب الله” والجيش السوري في حماية الأماكن المقدّسة، وشارك عناصرها في استعادة مدينة حلب الاستراتيجية، إضافةً الى مساعدتهم في تعزيز القوة الدفاعية لـ”حزب الله” في مرتفعات القلمون. وأكّد سولومون أنّ جميع الأنشطة كانت تُنسّق مع روسيا، التي قدّمت الدعم الجوي وساعدت في نقل الأسلحة الروسية الصنع.

ولفت المحلّل الإسرائيلي إلى أنّ الحركة العراقية لديها وحدة نخبة تمّ تدريبها في إيران وهي تعمل بشكل مماثل لفرقة “الرضوان” والتي تضمّ قوات النخبة في “حزب الله”. وقد قدّمت لها إيران منصات لإطلاق الصواريخ ذات أهداف دقيقة وقاتلة.

إلى ذلك، أفادت الصحيفة أنّ الكعبي الذي يقود الحركة، يجول ذهابًا وغيابًا مرتديًا ملابس عسكرية، على المحور العراقي -الإيراني، يزور سوريا ولبنان، ويعقد اجتماعات مع مسؤولين أمنيين، ولدى زيارته لبنان التقى بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.

تهديد لإسرائيل

وفي الحديث عن التهديد “الحدودي” لإسرائيل، ذكّر المحلّل بالتقارير التي أفادت أنّ فيلق القدس حاول استخدام عراقي استحصل على الجنسية النروجية لتنفيذ اعتداء على اسرائيل من الأراضي الأردنية في تموز 2015، والذي أوقفته حينها السلطات الأردنيّة وضبطت بحوزته 45 كيلوغرامًا من المواد المتفجّرة.

ولفت الى أنّه في أيلول 2015، خاطب الكعبي مقاتليه في حلب، واتهم إسرائيل بالإعتداء على منظمته، من دون تحديد مكان الإعتداء، ولكن بحسب إسرائيل، فإنّ الإعتداءات المنسوبة إليها تعني منع وصول شحنات الأسلحة إلى “حزب الله” في لبنان.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: “على ما يبدو فإنّ تشكيل هذه الكتيبة الجديدة وزيارة نتنياهو العاجلة الى روسيا تترك إحتمالاً بأنّ إسرائيل ستجد نفسها في أحد الأيام قد دخلت بصراع مع هذه الحركة”.