جنرال صهيوني سابق: لا يمكن للكيان الإسرائيلي أن ينتصر على المقاومة إلا بثمن لا يطاق

أضيف بتاريخ: 23 - 02 - 2017

أدرجت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في عددها الصادر صباح اليوم مقالا” للجنرال الإسرائيلي غيورا آيلند الذي كان يرأس مجلس الامن القومي الاسرائيلي ورئيس شعبة التخطيط وشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي. وتناول فيه تداعيات خطابات سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة، حيث إعتبر آيلند أنه في الاسابيع الاخيرة تصبح تهديدات زعيم حزب الله أكثر تواترا وعدوانية.
وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الاركان الصهيوني آيزنكوت أمس والتي اعتبر فيها أن التهديدات التي أطلقها السيد نصرالله تعكس أزمة وليس بالذات ثقة بالنفس ، قال الكاتب الصهيوني “لست واثقا من ذلك. بعد سنوات من الغرق في المستنقع السوري، يبدو أن تدخل حزب الله في الحرب في سوريا سيأخذ بالتناقص”.
وتابع آيلند : “فحقيقة ان المنظمة تتماثل مع “الطرف المنتصر” ستمنحه فقط مزيدا من الثقة بقدراته على نقل القتال نحو العدو الاساس اسرائيل. والى جانب حماسة نصرالله يجدر بنا أن ننتبه ايضا الى التصريحات الاخيرة للرئيس اللبناني ميشيل عون الذي عاد وأعلن بان حزب الله هو جزء من القوة التي غايتها حماية لبنان من اسرائيل. هذا القول، وان لم يكن جديدا، فانه يعزز فقط ما يفترض أن يكون واضحا من تلقاء ذاته منذ سنين – حزب الله والحكم في لبنان هم أمر واحد. سواء الدول الغربية أم إسرائيل تدعي منذ سنين فهم الواقع في لبنان”.
وأشار الكاتب أنه وحسب الرأي السائد فإن المؤسسة السياسية في هذه الدولة تنقسم الى معسكرين. من جهة معسكر “الاخيار” حيث يوجد معظم المسيحيين، الدروز والسنة وهو يمثل البرغماتية، الاعتدال، الثقافة الغربية والاستناد الى المساعدة السعودية، الامريكية والفرنسية. ومن الجهة الاخرى يوجد معسكر “الاشرار”، بقيادة حزب الله وبدعم من سوريا وايران. اذا كانت صورة الوضع هذه صحيحة بالفعل، فيجدر بالغرب أن يعزز “الاخيار”، في منح المساعدة الاقتصادية في بناء البنى التحتية وفي تعزيز الجيش”. واعتبر آيلند أن المشكلة هي أن هذا الوصف ساذج وبعيد جدا عن الحقيقة وعن الواقع. فالحقيقة هي انه وان كان يوجد معسكران في لبنان، الا انه يوجد اتفاق غير مكتوب بينهما يقضي بان يستغل كل معسكر فضائله النسبية في صالح الهدف المشترك. معسكر “الاخيار” يعرض الوجه الجميل للبنان – دولة فيها مؤسسات ديمقراطية، ثقافة فرنسية واقتصاد حر – وبهذه الطريقة ينال الدعم السياسي، الاقتصادي والعسكري للبنان. وبالمقابل، المعسكر الثاني، الذي يقوده حزب الله، يكون عمليا القوة العسكرية ذات المغزى للدولة، يعرفه الحكم كحام للبنان ضد العدوان الاسرائيلي ويكون الجهة الوحيدة الذي يقرر اذا كان سيسود الهدوء أو الضجيج على طول الحدود مع اسرائيل.
وتابع الكاتب : “في حرب لبنان الثانية وقعت اسرائيل في الفخ اللبناني فخدمت الحكم اللبناني، فاسرائيل لم تقاتل الا ضد حزب الله، بينما لم تشرك في المعركة الحكومة اللبنانية، الجيش اللبناني والبنى التحتية للدولة”.
وتساءل آيلند ماذا سيحصل اذا كانت ستدار حرب لبنان الثالثة على هذا النحو أيضا؟ معقول الافتراض بان نتائج الحرب ستكون سيئة أكثر بكثير من نتائج الحرب السابقة؟
وأشار أنه لا يمكن لاسرائيل أن تنتصر على حزب الله الا بثمن لا يطاق تدفعه الجبهة الاسرائيلية الداخلية، وبالتالي ينبغي للاستنتاج أن يكون واضحا: اذا فتحت النار من الاراضي اللبنانية، سيكون من الصواب ان تعلن اسرائيل الحرب على دولة لبنان.
وبرأي آيلند أنه لا يمكن لاي جهة في العالم ان تكون ترغب في تدمير لبنان – لا السوريين والايرانيين من جهة، لا الغرب والسعودية من جهة اخرى، ولا حتى حزب الله. الحرب ضد لبنان، التي ستتسبب بالدمار الشديد لكل بناه التحتية، سترفع صرخة دولية لوقف النار بعد ثلاثة ايام وليس بعد 33 يوما، مثلما حصل في حرب لبنان الثانية، فقط من حرب قصيرة حقا يمكن لاسرائيل أن تخرج منتصرة وبلا ضرر شديد في الجبهة الداخلية.
وختم الكاتب مقاله بأنه “من المهم أن نتذكر إذن وأن نذكر العالم ليس فقط بتصريحات نصرالله بل بالذات باقوال الرئيس اللبناني معتبرا” أنه عندما تفتح النار سيكون متأخرا جدا شرح الاستراتيجية الجديدة، فالمعركة الدبلوماسية يجب أن تدار قبل، وليس في ظل الحرب.